من أجل جعل المؤسسات التعليمية مناطق آمنة ، وفضاءات نابذة وطاردة للعنف ، ومرافق تربوية تكرس مبادئ وقيم الاحترام والأمن والتربية ، انكب يوم الخميس 19 فبراير العديد من المتدخلين بوزان على دراسة ظاهرة العنف المدرسي التي أضحت مقلقة في السنوات الأخيرة ، والعمل على وضع خطط وآليات ، واتخاذ تدابير كفيلة بتحجيم الظاهرة . اليوم الدراسي الذي احتضنت أشغاله ثانوية عبدالله بن ياسين التأهيلية انعقد تحت شعار « جميعا من أجل مؤسسات تعليمية بدون عنف « ، دعا الى تنظيمه شريكان تجمعهما اتفاقية شراكة وهما ، نيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بوزان ، واللجنة الجهوية لحقوق الانسان بالشمال . اليوم الدراسي الذي أدار أشغاله محمد حمضي ، عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ، انطلق بجلسة افتتاحية تناولت فيها الكلمة السيدة عزيزة الحشالفة نائبة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بوزان التي أشارت فيها الى أن « العنف بالوسط المدرسي يعتبر اشكالا مركبا متعدد المسببات والتمظهرات ، وتنتج عنه انعكاسات وخيمة تلوث المناخ التربوي داخل المؤسسات التعليمية ، وتسمم العلاقة بين مكوناتها ، في الوقت الذي يجب أن يسود داخل هذه الفضاءات الجو التربوي السليم والآمن ، المساعد على التنشئة المتوازنة لطفل اليوم ، مواطن(ة) الغد «. بدوره ، ركز السيد عبد العزيز بنزيدة عضو اللجنة الجهوية لحقوق الانسان ( نائب الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بتطوان ) على مدخل حقوق الانسان باعتباره البوابة الأساسية للتصدي للظاهرة . وذكر بهذه المناسبة بما جاء به دستور 2011 من حقوق تحمي الطفل من سوء المعاملة والاستغلال ، وما تتضمنه الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي سبق لبلادنا المصادقة عليها . مباشرة بعد اسدال الستار على هذه الجلسة ، سيتقدم بأوراق قيمة المضمون ثلة من المتدخلين والمتدخلات نذكر منهم (هن) ، السيدة خديجة بنعبدالسلام منسقة المركز الاقليمي لرصد العنف بالوسط المدرسي ،التي استعرضت الخطوط العريضة للاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف بالوسط المدرسي ، كما قامت بالتعريف باختصاصات ومهام المركز الإقليمي لرصد العنف بالوسط المدرسي وبمكوناته . أما السيد مصطفى سكام عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان فقد دعا الى اعتماد المقاربة الحقوقية لمعالجة الظاهرة المتجلية في دمقرطة الحياة المدرسية ، ومأسسة خلايا الانصات والاستماع ، وتقوية دور الأندية التربوية . الدكتورة صباح ممثلة المندوبية الاقليمية للصحة أفادت بأنها تستقبل العشرات من حالات العنف بالوسط المدرسي لكن الاشعار بها لهذا السبب أو ذاك لا يتم . وباسم حركة الطفولة الشعبية قدم السيد هشام بومداسة العناصر الكبرى لبحث ميداني حول الظاهرة سبق انجازه من طرف مجموعة من المتعلمين والمتعلمات بثانوية ابن زهر . من جانبه قدم الضابط يونس ممثل المنطقة الإقليمية للأمن الوطن مجموعة من الأرقام ذات العلاقة بالموضوع ، وتوقف عند خطة المؤسسة الأمنية لجعل محيط المؤسسات التعليمية آمنا ، وذكر بالأنشطة المشتركة التي تم انجازها بفضاءات المؤسسات التعليمية بوزان بشراكة مع نيابة التعليم . وجاء ختم الأرضيات المقدمة بورقة عنونها السيد خاليد الخطاط مفتش تربوي ب « اضاءات حول العنف المدرسي « مداخلات الحضور شكلت قيمة اضافية أغنت النقاش مشخصة الظاهرة وطارحة أسئلة ترتبط بالسياسة العمومية ومجموعة من البدائل . يذكر بأن هذا اليوم الدراسي الذي اسدل عليه الستار بتسطير جملة من التوصيات تصب في مجملها في وعاء مصالحة المؤسسة التعليمية مع رسالتها المتعارضة مع كل الممارسات المشوشة على استقرار الجو التربوي بداخلها ، تابع أشغاله بالإضافة الى بعض رؤساء المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة ، ممثلين وممثلات لكل من ، عمالة الإقليم ، مندوبية الصحة ، المنطقة الاقليمية للأمن الوطني، الوقاية المدنية ، المجلس الإقليمي ، المجلس البلدي ، منسقي ومنسقات بعض أندية المواطنة وحقوق الأنسان ، جمعيات آباء وأمهات التلاميذ ، جمعية نساء وزان ، جمعية حنان للأطفال في وضعية اعاقة ، الطفولة الشعبية ، وفعاليات أخرى .