استضافت "شعبة اللغة العربية"، و"ماستر الأدب العربي والمثاقفة" بكلية الآداب بالرباط، يوم الخميس الماضي، الكاتب العراقي المقيم بألمانيا "نجم والي"، للقاء بطلبة الشعبة. وقد أشرف على تسيير اللقاء الأستاذ محمود عبد الغني الذي أكد أن نجم والي كاتب مختلف لا يشبه كاتبا عربيا آخر التقى به القراء والطلبة. فقد أنتج لحد اليوم روايات ذات قيمة كبرى في الرواية العربية الحديثة هي: مكان اسمه كميت، تل اللحم، صورة يوسف، ملائكة الجنوب، الحرب في حي الطرب. كما أنه مترجم نقل إلى العربية العديد من الأعمال المسرحية والروائية والشعرية لميشائيل كروغر، وغابرييل غارسيا ماركيز، ويعمل الآن على ترجمة رواية غوته "آلام فيرتر".إضافة إل ّأن أعماله ترجمت إلى العديد من اللغات العالمية ولاقت نجاحا ملحوظا. وأضاف محمود أن رواية نجم والي نص صعب، فهي رواية "رطبة"، كناية على تحولاتها مع القراءة والأزمنة، وكثيرة الورق، مما يتطلب صبرا ومثابرة من القراء، وكثيرة الشخصيات والأمكنة، وأعطى مثالا على ذلك رواية "ملائكة الجنوب". وأضاف أن قارئ نجم والي سيلتقي بصور بصرية من المستحيل نسيانها، وأعطى مثالا برواية "الحرب في حي الطرب"، التي كتبها والي ضد الحرب العراقية الإيرانية. فعلى الكاتب أن يكون ضد الحرب، وضد حمل السلاح وتجنيد الشباب إجباريا للذهاب إلى إراقة الدماء على الجبهات؛ فالحرب حرب، المنتصر فيها كالمنهزم تماما. وأضاف محمود أنه من المستحيل أن تجد في الشعرية الفطرية نزوعا نحو الحرب، والسؤال الذي واجهه نجم والي هو : كيف يبدع الروائي فيزيولوجيا أسلوبية فيها من الفن ما يبعدها عن كل مواجهة تنتج الموت. وقدم نجم والي كلمة شكر إلى الشعبة والماستر وكلية الآداب، ودعا إلى ضرورة تكثيف اللقاءات بين الكتاب والطلبة. وتحدث عن مساره ككاتب وعن بداياته الأولى التي قال إن على كل كاتب أن يعود إليها. فلا أحد يعرف متى بدأ يكتب. فبداية الكتابة تتم مثلما تنمو للإنسان أسنان وشعر. فالكاتب يميل إلى الكتابة منذ الطفولة. وتحدث عن جدته التي كانت تقص الحكايات وهي تعجن، وهي صدفة غريبة فالقص مثل العجن تماما. فالسرد والحكي مرتبط بعملية العجن: "فأنا أكتب مثل شخص يعجن. على العجين أن يتداخل، على القصص أن تكون مركبة مثل العجين ". وعن نفس هذه البداية قال الروائي العراقي إنه بدأ يكتب بشكل عفوي دون معرفة بالمدارس والتيارات الروائية. وحين يخوض تجربة كتابة رواية لا يعرف ماذا سيحدث للشخصيات. لكن لكل شخصية دور. ليس هناك ديكور في الرواية. واستشهد بقولة لتشيخوف: إذا وُجدت بندقية في المسرحية يجب أن تطلق رصاصة". وتوجه إلى الطلاب وقدم لهم عدة نصائح، ومنها عليهم الإكثار من القراءة، والانتباه إلى أحداث ووقائع الحياة، والابتداء بكتابة القصة القصيرة، وقراءة نجيب محفوظ. بعد ذلك توجه الطلبة إلى الكاتب بأسئلة تهم الإبداع والكتابة والعراق ودور الكاتب في عالم اليوم.