تجربة جديدة تلك التي أخرجها شاب من آسفي لحيز اﻻستعمال اليومي مع هاته الجائحة التي ضربت الكرة الأرضية … كانت مجرد فكرة تجول في الخاطر .. لكن كيف ستتحول إلى مشروع حقيقي يستفيد منه الناس في هذا الزمن الاستثنائي، ممرات للتعقيم توضع في الشوارع ليستعملها من هو في حاجة ماسة للقوت والغذاء ..وللخروج أيضا في ظل حالة الطوارئ ..في الأماكن المزدحمة مثل الأسواق والتجمعات التي ترفع نسبة العدوى وانتشار كورونا.. عبد اللطيف زريدو، معروف باستثماراته في الطباعة والنشر داخل المدينة .. ومعروف كذلك بتصميم وهندسة ووضع «الديزاين» لعديد من المؤسسات والفضاءات المحلية والوطنية …الرجل برع في هذا الكلام ولم يعد محور اشتغاله فقط آسفي … ما علينا …جاءته الومضة ونفذها .. أﻻ يقال إن الأزمات تصنع الرجال وتحرك العقول واﻹبداع … عرض المشروع غير المكلف على المسؤولين واستحسنوه، بل تبنوه بسرعة وقررت البلدية تأدية كلفته المالية، الوقت ليس وقت الحسابات ..الوطن في الميزان، وهكذا خرجت أولى الممرات التي شاهدها المغاربة ..ممرات التعقيم «المناضلة» ضد الفيروس .. في اليوم الأول لوضعها ومع توالي الأيام بدأ اﻹقبال عليها ..لدرجة أن المواطنين ممن فرضت عليهم الظروف التواجد خارج الحجر أصبحوا ينتظرون دورهم للمرور والتعقيم ، مثل أي مخلص من ملمة طارئة … يحكي سي عبد اللطيف زريدو للجريدة عن ممره ..»الفكرة ليست جديدة وﻻ أدعي أنها غير مسبوقة …هاته الممرات كانت تنجز وتهيأ للشركات والمؤسسات .. وبعض المنتجين مثل مربي الدواجن والدجاج، لكن مع دخول الكورونا فكرت وقلت لم ﻻ نستثمر الفكرة ونساعد بها، في الحقيقة وجدت التجاوب السريع من الجهات المسؤولة في آسفي ..وسارعنا للعمل وتنزيلها باستعجال «.. «اﻻتحاد الاشتراكي» سألت عن الكلفة والمواد المستعملة ووسيلة العمل.. «المواد المستعملة صديقة للبيئة ومدبرة للاستهلاك، سواء من ناحية الكهرباء أو مواد التعقيم التي حازت موافقة المصالح الصحية، ونحن نراقب كفاءتها وطريقة اﻻستهلاك ، أعتقد أن الأمر ناجح ومفيد بكل المقاييس، ونحن بصدد مصارعة الساعات والأيام لإنجاز نماذج منها للاستغلال واﻻستعمال ..» يتابع زريدو في تصريح للجريدة .. إذن الفكرة ليست غير مسبوقة أو خرجت من آسفي ..بل الأمر غير المسبوق هو خروج هاته الممرات لمواجهة فيروس كورونا والمساهمة في تخفيف نسبة العدوى .. أمر لاقى اﻻستحسان والتشجيع من لدن الآسفيين ..ألم يقولوا أيضا الحاجة أم اﻻختراع .. فقط على صناع القرار الوثوق في أبناء جلدتهم.. وعدم اﻻنبهار بالعيون الزرق …المغاربة شعب محترم يستحق اﻻحترام …..تحية وسلام لممرات التعقيم التي هي الأخرى في واجهة النضال والصراع وجها لوجه مع جائحة كورونا.