قالت نادية عسوي، الممرضة التي تمارس عملها في القطاع الصحي منذ 38 سنة إن الخوف من نقل عدوى الإصابة بفيروس كورونا يلازمها ويتابعها من مقر عملها بمدينة الجديدة إلى منزلها خاصة أن العمل في الظرفية الحالية يعاني ضعف المعدات الحمائية، كما دعت إلى التزام جميع المواطنين بالتدابير الواقية من انتشار الجائحة. وفي دردشتها مع "الصحراء المغربية" أكدت عسوي، الكاتبة الإقليمية للجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، بالجديدة أنها لا تخاف من الإصابة بفيروس كورونا فهي تؤدي واجبها تجاه المرضى وتشتغل في مهنة تحبها وتدري جيدا الأخطار الممكنة والناجمة عن مزاولتها. وفي هذا الصدد عبرت نادية عسوي عن اعتزازها وافتخارها بالمشاركة في مواجهة الجائحة كما كشفت أنها مثل باقي الفرق الطبية والتمريضية والعاملين في قطاع الصحة يواجهون ضغطا يوميا لا علاقة له بالوباء وإنما بما نجم عنه من تفاعل من طرف عدد من المواطنين والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين يستهينون بالعمل الذي يجري تقديمه. وقالت عسوي إنها كتبت في تدوينتها إنها تفضل أن تموت بسبب الإصابة بفيروس الكورونا على أن تواجه الاتهامات الموجهة للأطر العاملة في القطاع، لأن هناك من يجهل الأطباء والممرضين ليسوا مسؤولين عن الأكل والتنظيف ضمن الخدمات التي تقدم داخل المستشفيات، وتابعت توضيحها مشيرة إلى أنها تعاين عن قرب الإخلاص في العمل والجدية في أداء الواجب المهني إلى جانب الشجاعة التي يجري اعتمادها من أجل تقديم خدمات للمرضى. وبالمناسبة عددت نادية عسوي الإكراهات التي تواجه العاملين في القطاع الصحية انطلاقا من غياب وسائل النقل بالنسبة للذين يعيشون بعيدا عن مقر العمل إلى قلة المعدات خاصة الكمامات من أجل الحماية من الإصابة بالعدوى. واعتبرت عسوي الوسائل الحمائية من الضروريات بالنسبة للأطر العاملة في القطاع لأنها بالإضافة إلى حمايتها من الإصابة بالفيروس فإنها ستمكن من الحماية من نشره بين المواطنين الوافدين وبين أفراد أسرتها. ولفتت عسوي الانتباه إلى ما خلفته الجائحة من انعكاسات على العلاقات الاجتماعية والأسرية فاستحضرت علاقتها بأبنائها والخوف على نقل المرض إلى منزلها، كما أكدت أنها قبل وصولها إلى منزلها تتصل بأنائها عبر الهاتف كي يفتحوا لها باب المنزل ويبتعدوا عنها وعند وصولها تخلع حذاءها وبدلتها فتضعهما في إناء خاص للتنظيف بمواد معقمة. تترك هذه الممرضة، حسب قولها، كل ما يمكن أن ينقل العدوى عند فضاء منفصل عن منزلها ثم تدخل مباشرة إلى بيتها فتغير جميع ملابستها ثم تغتسل جيدا حتى تقطع الشك باليقين بأنها لا تحمل أي خطر يمكن أن ينشر العدوى ثم تعود لتعقم أبواب الغرف ومفاتيحها وكل شيء مرت بجانبه ليأتي الدور على عناق الأبناء الذين تشتاق إليهم بعد عمل يوم مضن وحامل بالتخوف من المجهول.