أصيب 22 من رجال الشرطة بجروح متفاوتة الخطورة، واعتقال أزيد من ثلاثين شخصا في أحداث شغب خطيرة اندلعت بطنجة عقب نهاية مباراة القمة التي جمعت اتحاد طنجة المتزعم والنادي المكناسي الباحث عن الانفلات من مخالب السقوط لقسم الهواة. الأحداث خلفت كذلك تخريب العديد من سيارات الشرطة والقوات المساعدة والخواص، كما لم تسلم ممتلكات المواطنين من مقاه ومحلات تجارية من اعتداء الجماهير الغاضبة، حيث تعرضت واجهاتها للتكسير، وكاد الأمر أن يتحول إلى كارثة بعدما فقدت قوات الأمن سيطرتها على الأحداث، حين نجح المئات منهم في الوصول إلى قلب المدينة، لتندلع من جديد مواجهات عنيفة بين القوات الأمنية ومثيري الشغب، الذين كادوا أن يقتحموا إدارة تابعة للدرك الملكي، لولا المجهود الكبير الذي بذلته مختلف تشكيلات القوة العمومية. الأحداث اندلعت بمحيط الملعب عند نهاية المباراة، حين طالبت جماهير الاتحاد من رجال الأمن اتخاذ الإجراءات القانونية في حق جماهير النادي المكناسي، الذين رفعوا شعارات استفزازية في حق جماهير طنجة، كما قاموا باقتلاع كراسي الملعب احتجاجا على النتيجة المخيبة لفريقهم المهدد بالسقوط، اضطر على إثرها رجال الأمن إلى إنزال جماهير مكناس إلى أرضية الملعب ومحاصرتهم هناك، ومنعهم من مغادرة الملعب خوفا من اندلاع اشتباكات بين جماهير الناديين. مصادر متطابقة تساءلت عن جدوى الاحتياطات الأمنية المتخذة، عندما تمكنت الجماهير من اختراق الطوق الأمني المضروب على محيط الملعب و الوصول إلى قلب المدينة، خاصة وأن الأجواء التي سبقت هاته المباراة كانت توحي بأنها سوف تجري على صفيح ساخن بالنظر لتناقض طموحات الفريقين، وبالتالي كان يفترض وضع خطة أمنية متكاملة لضبط عملية إخراج الجماهير من الملعب بطريقة متحكم فيها، بشكل يمنعها من الوصول بأعداد غفيرة إلى وسط المدينة.