أكثر من 400 طبيب وممرض يشرفون على عمليات التبرع على الصعيد الوطني استجابت الإدارة العامة للأمن الوطني لنداء «الاستغاثة» الذي وجهته مراكز تحاقن الدم، على إثر الخصاص المسجل في هذه المادة الحيوية، التي تراجع منسوب مخزونها خلال الأزمة الصحية التي تمر منها بلادنا، بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، وذلك نتيجة للإقبال الضعيف للمتبرعين وإحجام الكثيرين عن القيام بهذه الخطوة. ووضعت الإدارة العامة للأمن الوطني مقراتها وعناصرها في 20 مدينة على امتداد التراب الوطني، من مختلف الرتب وبتعدد المصالح، رهن إشارة مسؤولي ومهنيي مراكز تحاقن الدم، للقيام بعمليات أخذ دماء المتبرعات والمتبرعين، الذين لبوا النداء بكل تلقائية وبرحابة صدر، مؤكدين على أنهم جاهزون للقيام بواجبهم والتضحية في سبيل الوطن والمواطنين، بكافة السبل والأشكال الممكنة والمتوفرة لهم، التي لا تقتصر على أداء مهامهم الروتينية في الشارع العام وداخل المكاتب، وإنما تشمل حتى التبرع بدمائهم. بالمقابل انخرط أكثر من 400 طبيب وممرض ينتمون لكافة مراكز تحاقن الدم على الصعيد الوطني للإشراف على عمليات التبرع حتى تمر هذه الخطوة بكل سلاسة وفي ظل ظروف وشروط صحية آمنة. المصالح الأمنية، التي تقوم بواجبها وأدوارها المتعددة الأوجه، والتي قدمت صورا راقية في كثير من المناسبات، خاصة خلال الأيام الأخيرة، انتشرت عناصرها منذ بداية الأزمة الصحية لكورونا، في الشارع العام للتأطير والتحسيس والتوعية، ودعوة المواطنين للتقيد بالإجراءات الوقائية وبالنصائح المرتبطة بحالة الطوارئ الصحية، فضلا عن الاستمرار في الحفاظ على الأمن العام، ومحاربة الظواهر الانحرافية والإجرامية، ومواجهة الشائعات، وغيرها من المهام الجسام التي انضافت إلى الأدوار التي يمكن تسميتها ب «التقليدية» التي دأب رجال ونساء الأمن الوطني على القيام بها بكل تجرد ونكران ذات، والتسلح بالمسؤولية في مواجهة الصعاب والأخطار، المادية منها والمعنوية. ستمر هذه الأزمة الصحية بدون شك، وسيخرج منها المغرب قويا، بفضل تعبئة ومسؤولية وتجند مواطناته ومواطنيه، وسيتذكر الجميع، مشاهد نساء ورجال الأمن، وهم يتبرعون بدمائهم في هذه الظرفية العصيبة لإنقاذ حياة إخوانهم وأخواتهم، من المدنيين، وستقف الأجيال المقبلة بكل اعتزاز أمام صور وتسجيلات الفيديو التي توثق لمشاهد تقديم أمنيين للتحية الرسمية لمواطنين في منازلهم، انخرطوا في إجراءات الحجر الصحي الطوعي، وتقيدوا بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية لإنقاذ بلادهم، وإنقاذ أنفسهم وغيرهم، وسيتابعون بكثير من الفخر اصطفاف هؤلاء الأمنيين في لحظات دقيقة لتحية المواطنين وهم يرددون النشيد الوطني من شرفات منازلهم، مؤكدين على أنهم جسد واحد وبنيان متراص في وجه التحدي الذي فرضه الفيروس على المغاربة، الذي واجهوه بعزيمة قوية وأمل عريض ووحدة، كانت بمثابة البنيان المتراص.