في الوقت الذي يسابق فيه المغرب الزمن لتطويق انتشار فيروس كورونا، عبر اتخاذ العديد من الإجراءات الاستباقية، يخوض مواجهة أخرى لا تقل أهمية وتخص محاصرة عدوى الإشاعة التي أخذت في الانتشار والتي تبث الرعب والبلبلة في أوساط المواطنين، بواسطة بعض منعدمي الضمير الذين لا يدركون أهمية التوحد والالتزام بالضوابط القانونية في هذه الظروف الصعبة. وفي هذا الإطار علم من مدينة قصبة تادلة أن الشرطة القضائية أوقفت، زوال الثلاثاء، شخصا في الرابعة والثلاثين من العمر للاشتباه في تسجيل ونشر مقطع صوتي يتضمن معطيات مغلوطة وكاذبة حول تسجيل إصابة مفترضة بفيروس كورونا. كما جرى توقيف سيدة تبلغ من العمر 23 سنة، وذلك في مدينة الجديدة، للاشتباه في تورطها في تصوير شريط فيديو مفبرك يتضمن معطيات وهمية حول إصابات مفترضة بوباء كورونا، حيث ظهرت في شريط فيديو تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تحمل قناعا وآليات طبية للتنفس مدعية بشكل تضليلي أنها تخضع للحجر الصحي بأحد المستشفيات بسبب مخالطتها لمواطنين مصابين بوباء كورونا بكل من الدارالبيضاءوالجديدة. كما تم توقيف سيدة أخرى تبلغ من العمر 44 سنة بمدينة مراكش، تعمل كمديرة جهوية لفرع مؤسسة للقروض، للاشتباه في تورطها في نشر خبر زائف حول تفشي وباء كورونا . ويتعلق الأمر بتسجيل صوتي على منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري، ادعت فيه وجود حالة طوارئ بمدينة مراكش ونشر فيالق للجيش وتحريضها للمواطنين والأجانب بعدم زيارة المدينة. هذا الشريط الصوتي الذي انتشر بشكل كبير بين المغاربة داخل وخارج البلاد، منذ الجمعة الماضية، أثار موجة هلع شديدة في أوساط المواطنين. ورغم مختلف التحذيرات من مغبة نشر وترويج الإشاعات إلا أنه الملاحظ هو استمرار بثها بشكل مثير، مما يدفع السلطات المعنية إلى سباق ضد الساعة لتفنيدها ومحاصرة تأثيرها، من قبيل نشر أشرطة وصور لأشخاص مغمى عليهم وربطها بضحايا مفترضين لوباء كورونا، وشريط صوتي يحمل أخبارا زائفة حول وجود حالة للوباء بمحكمة النقض، ومزاعم أخرى تضمنها منشور يتم تداوله على تطبيقات التواصل الفوري ومواقع التواصل الاجتماعي بخصوص إغلاق مداخل ومخارج بعض المدن، وعقد اجتماع مستعجل بوزارة الداخلية من أجل إقرار حالة الطوارئ. وكان الوكيل العام للملك، رئيس النيابة العامة، قد أصدر تعليمات صارمة للنيابات العامة لدى محاكم المملكة من أجل متابعة كل من يروج أخبارا زائفة حول فيروس كورونا من شأنها إثارة الفزع بين الناس أو المساس بالنظام العام.