يقدم زمرة من الفنانين المغاربة هذه الأيام مجموعة من أعمالهم الإبداعية والفنية برواق متحف بنك المغرب تحت عنوان: »الإبداعات الجديدة بالمغرب: وجوه ومناظر وسياقات ومعابر، وهي أعمال يمكن بداية تصنيفها إلى صور فوتوغرافية ولوحات تشكيلية أو المزاوجة داخل العمل الواحد بين التشكيل والفوتوغرافيا في الوقت ذاته. اللوحات التشكيلية التي تؤثت فضاء هذا المعرض هي إما عبارة عن لوحات تستند إلى الحروفية، أو لوحات تجريدية في الغالب أنجزها فنانون أمسى لهم حضورهم في الساحة الفنية، مع تنويع للمواد في أعمال كثيرة كاستعمال الخيوط والحبال والحديد والأحجار داخل فضاء اللوحة أو اللعب على الأبعاد، بحيث يظهر على سطح اللوحة شخوص، يكون بينها وبين خلفية اللوحة مساحة، أو الرسم بالقطن وعلى منسوجات خيطية يتم تلوينها بالأبيض والأسود أو البنى بعد ذلك، إلى غير ذلك من التجارب التي يراوح بعضها بين العمل الفني، والعمل التزييني في حين يُوغل البعض الآخر منها، ليقتحم مجاهل ما بعد الحداثة. لكن رغم تنوع وتعدد "»الوجوه والمناظر والسياقات والمعابر"« فإن ثمة أعمالا تستحق فعلا أن تنتمي إلى "»الابداعات الجديدة بالمغرب"« كما يشير إلى ذلك عنوان هذا المعرض، وهنا تنهض لوحات كل من الشاعر التشكيلي فؤاد الشردودي التي تكاتد تجاور أعمال الفنان فؤاد بلاَّمين، من حيث قوة الحركة وخلق الإيقاع في فضاء ومساحات اللوحات أو الفنان التشكيلي صاحب التطريزات اللونية المبهرة ياسين العلوي، أو ما يذهب إليه الفنان سهيل بنعزوز من ايحاءات صوفية، حيث المطلق الممتد من الأرض إلى السماء عبر لونيهما الأزرق والترابي، وكذا أعمال أنور خليفي في إيغاله في التجريد ومحاولة قطع وشائج الواقع في تحليقاته العليا، وأيضا أعمال محمد لختيتي الذي يستحضر في لوحاته نفحات سوريالية ظاهرة. إن معرض: »الإبداعات الجديدة بالمغرب: وجوه ومناظر وسياقات ومعابر« هو فعلا معرض يسلط الأضواء على مجموعة من الفنانين الجدد وأعمالهم الإبداعية بعد أن رسخوا أقدامهم في ساحة العمل الفني بالمغرب، فاستحقوا بذلك انتباه مؤسسة بنك المغرب التي راكمت عبر مهمتيها بالعالم الفني تجارب وخبرات، جعلت منها مؤسسة تتوفر على متحف دائم، يزخر بأعمال كبار الفنانين بالمغرب، وهو المتحف الذي طُعِّم جوارُه بقاعة للعرض المؤقت، تشجيعا للإبداع والمبدعين من التشكيليين والفوتوغرافيين.