أعطى جلالة الملك محمد السادس تعليماته ،مساء أول أمس الأحد، لإحداث صندوق لمواجهة الجائحة الوبائية لفيروس كورونا المستجد، الذي بلغ عدد الحالات المؤكدة الإصابة به إلى غاية صباح أمس في المغرب 29 حالة. وأوضح بلاغ للديوان الملكي أن الصندوق ستوفر له اعتمادات بمبلغ 10 ملايير درهم، سيخصص جزء منه للتكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية، سواء في ما يتعلق بتوفير البنيات التحتية الملائمة أو المعدات والوسائل التي يتعين اقتناؤها بشكل كامل. ولقيت المبادرة الملكية ترحيبا واسعا وخلفت صدى كبيرا، باعتبارها ستمكّن من تجاوز عدد من النقائص التي تعاني منها المنظومة الصحية، بحسب متخصصين في الشأن الصحي ومهنيين بالقطاع، حتى يتم الرفع من مستويات الاستعداد للتعامل مع الحالات المشكوك في إصابتها والتكفل بالحالات المؤكدة في ظل شروط صحية كاملة. وكان مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، قد أكد على أنه من المحتمل أن تتطور مواجهة فيروس كورونا المستجد في بلادنا في مرحلة من المراحل، مشيرا إلى أنه يمكن أن يتسبب في إصابة 10 آلاف مواطن مغربي، كأسوأ تقدير واحتمال. توقّع يتطلب اليوم، وانطلاقا من المبادرة الملكية، وبشكل ملحّ ومستعجل، العمل على توفير وسائل التنفس الاصطناعي والآليات المصاحبة التي تمكّن من مراقبة نشاط القلب والضغط الدموي والأوكسجين في الدم، بالنظر إلى أن العدد المتوفر اليوم في المغرب هو لا يرقى إلى المستوى المطلوب، ولا يتجاوز 500 إلى 600 جهاز في أحسن الأحوال، في الوقت الذي تجد دول متقدمة نفسها في وضع صعب للتعامل مع استفحال «كوفيد 19»، علما بأنها تتوفر على الآلاف من هذه التجهيزات؟ وأكّد متخصصون في الشأن الصحي ل «الاتحاد الاشتراكي»، أن من بين الإجراءات ذات الطابع الاستعجالي التي يجب القيام بها، العمل على تجهيز قاعات خاصة بهواء مركّز ومصالح جديدة للإنعاش وتوسيع مستوى الأسرّة بها، التي تعتبر ذات أولوية قصوى، للتعامل مع الحالات المحتمل تسجيلها، التي سيتطلب تصنيفها وتوزيعها بذل جهد ليس بالهيّن، والعمل على الإصلاح المستعجل للبنيات المتهالكة، وإحداث وحدات خاصة جديدة على مستوى المستشفيات الجهوية ال 12، بالنظر إلا أنه في كل حالة وبائية يتم تسجيل ضعف عدد الأسرّة والبنيات الكفيلة باستقبال ومتابعة الوضع الصحي للحالات المحتمل إصابتها، فضلا عن التفكير في إحداث مستشفى خاص للتعامل مع الوبائيات بشكل عام في اللحظات الدقيقة التي قد يمر منها العالم، وتسخيره بعد ذلك للتعامل مع الأمراض السارية بشكل عام. وشدّدت مصادر الجريدة على ضرورة تزويد المصالح المختصة بأسرّة تحول دون وقوع التقرّحات، خاصة أن مرحلة الاستشفاء قد تطول بالنسبة لبعض الحالات، وتوفير المستلزمات ذات الاستعمال الوحيد، والإبر» مصل الجرعات الذاتية»، والاستعداد لاقتناء اللقاح متى أصبح متوفرا، فضلا عن تخصيص حملات تحسيسية وتوعوية بغاية الرفع من منسوب التثقيف الصحي في أوساط المهنيين والمواطنين على حدّ سواء، والتعبئة الجماعية مع الاستفادة من الأعطاب التي عرفتها دول أخرى في التعامل مع الجائحة الوبائية، وإعداد مخطط لتكوين المهنيين بشكل معمّق والاستفادة من خبرة وكفاءات ومردودية المهنيين الذين استفادوا من المغادرة الطوعية ومن التقاعد، لأن مغادرتهم للمؤسسات الصحية العمومية تركت فراغا كبيرا، وستشكّل الاستعانة بهم للتعامل مع الوضع الوبائي الحالي، قيمة مضافة أساسية، وجب تحضير السيناريوهات التي ستمكن من تحقيقها.