خريطة الإصابات في دول الجوار تتّسع وعدد المتعافين عبر العالم يرتفع أعلنت اللجنة الوطنية للقيادة، التي تم إحداثها منذ الإعلان عن حالات الالتهابات التنفسية الحادة الناجمة عن «كوفيد 19»، أول أمس الأحد، أنها تواصل تتبع الوضع الوبائي على المستوى الدولي، وأنه من المحتمل اتخاذ تدابير إضافية، تتمثل في تأجيل التظاهرات الرياضية والثقافية المبرمجة ببلادنا، وإلغاء التجمعات المكثفة، وتدبير الرحلات من وإلى الدول التي تعرف تفشيا للوباء، مشددة بالمقابل على عدم وجود أية حالة إصابة بالمرض ببلدنا. وأكدت اللجنة في بلاغ منسوب إليها، أنه يتعين على جميع المسافرين العائدين من البلدان التي يعرف فيها المرض انتشارا تجنب ارتياد أماكن التجمعات المكثفة، ومراقبة درجة حرارتهم بشكل يومي طوال 14 يوما، واللجوء إلى إحدى الوحدات الصحية فور ظهور أدنى عرض للمرض، مشددة على ضرورة اعتماد سبل الوقاية ومساهمة المواطنات والمواطنين في الحدّ من انتشار المرض باحترام المعايير العامة للسلامة الصحية التي تحث عليها وزارة الصحة، وذلك بالمداومة على غسل اليدين جيدا بالماء والصابون أو استعمال المطهر عند الاقتضاء، وتغطية الفم والأنف بمنديل للاستعمال الواحد أو ثني الكوع عند السعال أو العطس، وتجنب لمس الأنف أو الفم باليدين قبل غسلهما، وتجنب الاتصال المباشر بأشخاص مصابين بالتهابات تنفسية، إضافة إلى الحرص على التهوية الجيدة للأماكن الجماعية، منازل وفضاءات للعمل ومدارس ومساجد، وتأجيل الرحلات غير الضرورية للمناطق التي ينتشر فيها فيروس كورونا المستجد. وفي سياق ذي صلة، أطلقت عدد من مديريات الصحة الإقليمية سلسلة من الدورات التكوينية لفائدة المهنيين، حول الكيفية التي يجب التعامل بها مع الحالات المشكوك في إصابتها بكورونا المستجد، المعروف علميا ب «كوفيد 19»، وتمكين العاملين في قطاع الصحة من تفاصيل البروتكول المسطر من طرف الوزارة وسبل التدخل وكافة الإجراءات التي يجب التقيد بها، والتي تضمن كذلك الحرص على سلامة العاملين من إمكانية انتقال العدوى إليهم أو إلى مواطنين آخرين أثناء تواجدهم بأقسام المستعجلات، في حال ما إذا تقدمت أية حالة صوب المؤسسات الاستشفائية طلبا للمشورة أو العلاج. وتأتي خطوة المندوبيات الإقليمية للصحة المعنية، بعد أن أثارت «الاتحاد الاشتراكي» الانتباه إلى الانتقادات الصادرة عن عدد من المهنيين في مؤسسات صحية مختلفة، الذين عابوا على الوزارة الوصية عدم وضوح الرؤية ووجود ضبابية في التعامل مع الوضع الحالي المرتبط بكورونا المستجد، وشدّد عدد منهم على عدم اطلاعهم على الإجراءات التي يجب القيام بها، وكيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها، مشيرين إلى أن المعلومات المتوفرة لديهم هي التي استقوها من مختلف وسائل الإعلام فقط، إلى جانب افتقاد المصالح التي يشتغلون فيها لوسائل الوقاية والتدخل المختلفة، في حين ذهب آخرون إلى المطالبة بتمكين كافة المهنيين بجميع المصالح الصحية من الورشات التكوينية وعدم الاقتصار على العاملين بأقسام المستعجلات. فيروس كورونا المستجد يواصل انتشاره عبر العالم، ففي الجارة الجزائر ارتفع عدد المصابين إلى 3 ، وفي إسبانيا وصل السقف إلى 84 حالة إصابة، وذلك إلى غاية صباح أمس الاثنين، في حين سجّلت إصابة ثانية في مصر، وتجاوز عدد المصابين في إيطاليا 1600 مصاب و 34 قتيلا، حيث أصبحت هذه الدولة هي أول محتضن للفيروس في أوروبا متبوعة بفرنسا التي ارتفع عدد المصابين فيها إلى 130 مصابا. ارتفاع سجلته كذلك ألمانيا التي بلغ عدد الإصابات فيها 150 حالة إصابة، و 14 في النمسا ثم 10 في هولندا، وفي سويسرا اتسعت دائرة المرضى بتسجيل 27 حالة مرضية، ووصل العدد في بريطانيا إلى 36، و 7حالات في اليونان، حيث بات القاسم المشترك بين مجموعة من الدول هو ارتفاع معدلات الإصابة يوما عن يوم، في الوقت الذي تجاوز سقف الوفيات عبر العالم 3 آلاف ضحية. دول الخليج، هي الأخرى، شهدت ارتفاعا في معدلات الإصابة ب «كوفيد 19»، إذ بلغ عدد المصابين في الكويت 56 مصابا، و 47 في العراق، إلى جانب 21 بكل من العراق والإمارات العربية المتحدة، و 10 في لبنان، في حين انتقل عدد المصابين في قطر من مريض إلى 3، وهو ما دفعها إلى اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات الاحترازية، كما هو الحال بالنسبة لمنع دخول جميع المسافرين القادمين من مصر بشكل مؤقت، وهو نفس القرار الذي اتخذته الكويت كذلك. الأرقام المرتبطة بكورونا المستجد ليست بالضرورة قاتلة أو تقف عند إحصاء أرقام المصابين بالفيروس، فقد بيّنت معطيات رقمية على أن أكثر من 43 ألف حالة إصابة تعافى أصحابها من «كوفيد 19»، وهو ما يمثل حوالي 50 في المئة من مجموع حالات الإصابة المسجلة، فيما بلغت نسبة الوفيات قرابة 3.4 في المئة، وهي الأرقام التي تبعث على الأمل في ظل جوّ التخوف الذي يسود العالم من إمكانية تحول المرض إلى وباء قد تتسع رقعة ضحاياه، خاصة مع انعدام دواء محدّد قادر على القضاء عليه بشكل رسمي.