نبهت مجموعة من الهيئات المهنية العاملة في المجال السياحي بمدينة طنجة إلى تراجع كبير لعدد السياح الوافدين على مدينة البوغاز في الفترة الأخيرة. وأرجعت هذه الهيئات والمنظمات هذا التراجع إلى الزيادات غير المبررة لأثمنة تذاكر البواخر الرابطة بين ميناء طنجةالمدينة وميناء طريفة بالجنوب الإسباني والتي ارتفعت في الأشهر الأخيرة إلى حوالي الثلث، مما خلف خسائر كبيرة لعدد من وكالات الأسفار وأثر على الحجوزات سواء لوكالات الأسفار أو الفنادق بالشمال المغربي. وهكذا ارتفعت أثمنة التذاكر بين ميناءي طنجة وطريفة مؤخرا لتصل إلى 900 درهم في رحلتي الذهاب والعودة بالنسبة لشركة "FRS" و750 درهم بالنسبة لشركة "انتر شيبينغ"، في حين لم تكن تتعدى أثمنة التذاكر سابقا 600 درهم للرحلة ذهابا وإيابا. وتسببت الزيادات الأخيرة في ثمن التذاكر والتي وصلت إلى 900 درهم للتذكرة، إلى إلغاء العشرات من السياح والمسافرين لرحلاتهم وحجوزاتهم، الشيء الذي انعكس بشكل كارثي على وكالات الأسفار وأيضا الفنادق، حيث قام عدد مهم من الأفواج السياحية بتغيير وجهاتهم إلى موانئ أخرى بقيت أثمنة التذاكر بها منخفضة مقارنة مع تذاكر البواخر بين ميناءي طنجةالمدينة وطريفة. ورغم التحذيرات التي وجهتها التنظيمات المهنية سواء المرتبطة بقطاع الفنادق أو وكالات الأسفار منذ السنة الماضية بخصوص الزيادات في ثمن التذاكر، إلا أن المسؤولين عن القطاع لم يحركوا ساكنا لإيجاد صيغ تضمن استمرار تدفق السياح وتنمية حركة العبور بين ميناءي طنجة وطريفة ومراجعة تلك الأسعار غير المتوازنة لما تنطوي عليه من حيف واستغلال، ولما تشكله كذلك من عرقلة للنمو والتقدم. ففي الوقت الذي تجتهد السلطات الإسبانية في إنعاش الحركة الاقتصادية والسياحية بمدينة سبتةالمحتلة، عبر دعم أثمنة تذاكر الرحلات بين الجزيرة الخضراء والثغر المحتل، حيث تصل خلال أيام الجمعة والسبت والأحد 15 أورو للتذكرة ذهابا وإيابا، نجد أن الوزارة المعنية ترفع يدها عن هذه الخدمة العمومية التي لها تأثيرات مباشرة على القطاع السياحي. كما يرى المتتبعون أن السلطات الإسبانية تحاول الضغط على المغرب بعدما عمدت وزارة الداخلية إلى تشديد الخناق على السلع المهربة من سبتةالمحتلة، التي تأثر اقتصادها بشكل لافت منذ بداية تطبيق هذه الإجراءات، حيث سجل في الفترة الأخيرة اختناق مروري وتأثير ملحوظ على عملية السير والجولان بمعبر باب سبتة، الشيء الذي دفع بمجموعة من المسافرين والسياح إلى اتخاذ خط طنجة طريفة نقطة تنقلاتهم، وهو ما تفطنت له السلطات الإسبانية، التي دفعت بالشركات إلى الرفع من قيمة التذاكر ب 3 في المئة.