يشرع المغرب، ابتداء من الموسم الجامعي المقبل، في العمل بنظام البكالوريوس في جميع مؤسسات التعليم العالي، والمتمثل في أربع سنوات للدراسة بالنسبة إلى سلك الإجازة بدل الثلاث سنوات الموجودة حالياً. وزير التعليم ،سعيد امزازي، أوضح بالارقام الأسباب التي دفعت وزارته إلى اتخاذ هذا النظام الجامعي الجديد، أبرزها أن نصف الطلبة المغاربة، تقريبا حوالي 47.2 في المائة، ينقطعون عن الدراسات الجامعية بدون الحصول على أي شهادة. و16.5% من الطلبة الجدد ينقطعون عن الدراسة في السنة الأولى من الاجازة؛ وتنخفض هذه النسبة تدريجيا لتصل إلى 8.1% في السنة الثالثة؛ علما أن مجموع المنقطعين عن الدراسة في 3 السنوات الأولى يصل إلى 37 في المائة. وأن 71 في المائة من مجموع المجازين يستهلكون 4 سنوات فما فوف للحصول على الدبلوم. الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، إدريس أوعويشة، رسم الخميس الماضي بالرباط، خلال حلقة دراسية، الجوانب الرئيسية المتعلقة بنظام البكالوريوس الجديد، موضحا ان المغرب باعتماده نظام البكالوريوس الجديد، يطمح إلى إعطاء دفعة جديدة للتعليم العالي وجعل الطلاب أكثر تنافسية على الساحة الوطنية والدولية من خلال تسهيل اندماجهم في سوق الشغل وتعزيز حركيتهم الدولية». ومن الآليات التي ستعتمدها الوزارة في هذا النظام الجديد للرفع من مستوى التعليم الجامعي: إرساء سنة تأسيسية تمكن من انتقال أكثر سلاسة للطلاب من التعليم الثانوي إلى التعليم العالي – التوجيه وإعادة التوجيه الفعال للطلاب من خلال منحهم إمكانية مراجعة اختياراتهم خلال السنة الأولى – إدخال المهارات الذاتية في البنية البيداغوجية بغية تسهيل إدماج الطلاب في سوق الشغل وتنمية مسؤوليتهم الاجتماعية وتمكينهم من تطوير قدراتهم التواصلية وحسهم النقدي وروح الجماعة والقيادة – تعلم اللغات والثقافات الأجنبية وإحداث شهادات للغات الأجنبية – إحداث نظام قروض بنكية للطلاب، ما سيساهم في تعزيز الحركية الدولية للطلاب. – الانفتاح على مجالات تخصصية أخرى بما يثري المعرفة الثقافية للطلاب. – تعزيز المهارات الرقمية للطلاب من أجل مواكبة الرقمنة المتنامية للمهن وسوق الشغل. – تشجيع الطلاب على التشغيل الذاتي. وركز أوعويشة على أن التفكير في إجراء إصلاح تعليمي بسلك الإجازة جاء لمعالجة أوجه القصور، التي تم رصدها على مستوى هذا السلك، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بوجود شرخ لغوي بين التعليم الثانوي والعالي وعدم تملك الطلبة لعدد من الكفايات الأفقية المتعلقة بالمهارات الحياتية والذاتية وغياب نظام توجيهي فعال. كما أنحى أوعويشة باللائمة على عدم إشراك مهنيي الأوساط السوسيو-اقتصادية في التكوين، وذلك من خلال مبادرات توجيه وتأطير وتقييم الطلبة خلال فترة تدريبهم ما ينتج عنه خريجون ذوي مستويات ضعيفة وتكوينات غير ملائمة لمتطلبات سوق الشغل، مشيرا إلى أنه في مواجهة هذا التشخيص، يعتبر نظام البكالوريوس استجابة لانتظارات المجتمع وسوق الشغل وسيمكن من تعزيز مهارات الطلاب وتنميتها. ويعتمد الباكالوريوس الجديد على نظام الأرصدة القياسية ،ويدرس الطالب في مجموع السنوات الدراسية الأربع 26 وحدة معرفية ، وعلى الرغم من أن مدة الدراسة بالنسبة لسلك البكالوريوس محددة في أربع سنوات، فإنه يمكن للطالب الحصول على الشهادة في مدة تقل عن أربع سنوات، حسب قدرات وإمكانات الطالب لتحصيل جميع الأرصدة القياسية الضرورية (دورات صيفية منظمة للغات، للمهارات الحياتية والذاتية، للمشروع المؤطر).ويضع هذا النظام الجديد التمكن من اللغات الأجنبية شرطا أساسيا لحصول الطالب على البكالوريوس (الإجازة)، حيث يشترط حصوله على إشهاد الكفاءة اللغوية بمستوى B2 للحصول على الدبلوم.وسيجري الطلبة اختبارات التموقع اللغوي، تعفيهم من متابعة الدراسة في وحدة اللغة إذا استطاع أن يثبت مستوى جيدا فيها؛ وهو ما يتيح له فرصة التسجيل في وحدات للغات أجنبية أخرى، علما أن اللغات المقترحة هي الفرنسية والإنجليزية والإسبانية.كما يعزز النظام الجامعي الجديد التدريب الاجتماعي للطالب عن طريق عمل ميداني لا تقل مدته عن 30 ساعة، يختار فيه مجال تدخله ومكانه، في خطوة تهدف إلى تشجيع الأنشطة التطوعية، والعمل الإنساني، والتضامن، والتدخل السريع، والبيئة، والذاكرة المواطنة، والصحة، والرياضة والثقافة والترفيه.أما نظام التقييم (الامتحانات)، فيقتصروفق المعطيات الصادرة عن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، على الدورات الاستدراكية والمداولات نهاية السنة بدل كل فصل من أجل الحد من هدر الزمن الجامعي، بالنسبة إلى الطلبة الذين لم يستوفوا السنة الدراسية ويحتفظ الطالب بالنقطة الأعلى من بين النقطتين المحصل عليهما قبل وبعد الدورة الاستدراكية. كما يمكن للطالب استيفاء الوحدات عن طريق المعاوضة خلال الفصل أو السنة.