ينتظر أن تشرع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في إرساء نظام البكالوريوس الجديد، الذي سيتم اعتماده والعمل به في مؤسسات التعليم العالي بدءا من شتنبر من السنة الجارية. وتتمثل الجوانب الرئيسيّة لهذا النظام، المعمول به في المؤسسات الجامعية الأنجلوساكسونية، في إرساء سنة تأسيسية تمكن من انتقال أكثر سلاسة للطلاب من التعليم الثانوي إلى التعليم العالي، مع "التوجيه وإعادة التوجيه الفعال للطلاب من خلال منحهم إمكانية مراجعة اختياراتهم خلال السنة الأولى". وحسب الوزارة الوصية على القطاع، فإن تفعيل نظام البكالوريوس بداية الموسم الدراسي المقبل سيتم خلاله إدخال المهارات الذاتية في البنية البيداغوجية، بغية تسهيل إدماج الطلاب في سوق الشغل وتنمية مسؤوليتهم الاجتماعية وتمكينهم من تطوير قدراتهم التواصلية وحسهم النقدي وروح الجماعة والقيادة. كما سيتم، وفق هذا النظام، "تعلم اللغات والثقافات الأجنبية وإحداث شهادات اللغات الأجنبية"، وكذا "إحداث نظام قروض بنكية للطلاب؛ وهو ما سيساهم في تعزيز الحركية الدولية للطلاب"، ناهيك على الانفتاح على مجالات تخصصية أخرى بما يثري المعرفة الثقافية للطلاب. وحسب وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، سيتم "تعزيز المهارات الرقمية للطلاب من أجل مواكبة الرقمنة المتنامية للمهن وسوق الشغل"، وتشجيع الطلاب على التشغيل الذاتي. وسبق للوزارة المذكورة التأكيد، على لسان سعيد أمزازي، على أن المردودية الضعيفة لسلك الإجازة من بين الأسباب التي دفعت إلى اعتماد هذا النظام الجديد الذي يلغي الحصول على الإجازة في ثلاث سنوات المعمول به منذ 16 سنة؛ ذلك أن 16.5 في المائة من الطلبة الجدد في سلك الإجازة ينقطعون عن الدراسة في السنة الأولى، وتنخفض هذه النسبة تدريجيا لتصل إلى 8.1 في المائة في السنة الثالثة، علما أن مجموع المنقطعين عن الدراسة في الثلاث سنوات الأولى يصل إلى 37 في المائة. كما يأتي اعتماد هذا النظام الجديد، الذي سيلغي النظام المعمول به حاليا، استجابة لمتطلبات المجتمع وسوق الشغل والارتقاء بمهارات الطالب، وليس الاكتفاء فقط بدراسة الحقول المعرفية التقليدية. ويدرس الطالب في مجموع السنوات الدراسية الأربع 26 وحدة معرفية (مواد أساسية)، و8 وحدات في الكفايات الحياتية والذاتية، و6 وحدات في اللغات الأجنبية، و4 وحدات للانفتاح المتخصص، ووحدتين للانفتاح العام ووحدتين مخصصتين للمشروع المؤطر بدل واحدة المعمول بها حاليا (PFE). ويعتمد النظام الجديد على نظام الأرصدة القياسية؛ 30 رصيدا لكل فصل، و60 رصيدا لكل سنة، و240 رصيدا بالنسبة إلى سلك البكالوريوس. ومنح هذا النظام أرصدة متساوية للوحدات المعرفية، ووحدات اللغات ب6 أرصدة لكل وحدة منهما. ومعلوم أن القانون الإطار للتعليم نص على ضرورة اعتماد نظام بيداغوجي يستجيب لمتطلبات التنمية الوطنية، وينفتح على التجارب الدولية، مع توفير الوسائل والإمكانات المناسبة لتطبيقه وتطويره بكيفية مستمرة ودائمة.