اختتمت فعاليات الشبيبة الاتحادية بتطوان أيامها الإشعاعية والتكوينية(أيام الوردة) التي نظمتها في سياق احتفال حزب القوات الشعبية بالذكرى 60 لتأسيسه، من خلال حفل فني وخطابي حضره مناضلو ومناضلات الشبيبة الاتحادية، الذين أجمعوا على أهمية هذه الأنشطة التي ساهمت في إبراز دور شباب الحزب في التأطير السياسي والنضالي وكذا التعريف بمسار الحزب ورموزه الذين تكبدوا عناء المضايقات والاعتقالات والمحاكمات، من أجل أن يظل الحزب صامدا وقويا ورقما صعبا في المعادلة السياسية. وشكل هذا الحفل الختامي، الذي شاركت فيه فرقة الربيع وفرقة العسل والفنان أشرف تودة، فرصة لتقديم شهادات تقديرية لبعض مناضلات ومناضلي الشبيبة، ويتعلق الأمر بالمناضلة هدى الشعرة نظير المجهودات الجبارة التي تبذلها على مستوى التدبير والتسيير لإدارة المقر ومحمد كويرة العمراني لمساهمته الكبيرة في هيكلة القطاع التلاميذي وكذا قدرته على التواصل مع الشباب، لاسيما القطاع الطلابي، ويوسف مرزوق لدوره المحوري في توفير مستلزمات “أيام الوردة. ” كما تم تقديم جائزة دوري “محمد كرينة لكرة القدم” الذي نظمته الشبيبة الاتحادية على هامش هذه الأيام، لفريق لجنة العمل الجمعوي التي يرأسها هيثم التيدي، فضلا عن تسليم شهادة تقديرية خاصة لفادي وكيلي عسراوي، الكاتب الإقليمي للشبيبة الاتحادية، اعترافًا له بالمجهودات الكبيرة التي يقدمها للشباب الاتحادي من خلال مواكبته الدائمة وحرصه الشديد على تفعيل هياكل الشبيبة عبر الاستقطاب والتأطير. هذا وكان برنامج أيام الوردة الثقافية والرياضية المنظمة من طرف مكتب فرع الشبيبة الاتحادية بتطوان وتحت إشراف الكتابة الإقليمية للشبيبة الاتحادية، قد استهل بهيكلة القطاع التلاميذي، الذي اعتبره محمد علي التايدي، كاتب الفرع، من أهم القطاعات التي تركز عليها الشبيبة الاتحادية، مضيفا أن التوجيه السليم مهم جدا في مسار التلاميذ من أجل رسم طريق أكاديمي ومهني يتماشى مع مؤهلاتهم، في حين عرض منسق القطاع عماد قشقاش حصيلة ما تم القيام به من تأطير ونقاش في أوساط التلاميذ بمختلف المؤسسات التعليمية مشيدا بالتفاعل الكبير مع توجهات الشبيبة الاتحادية وسياستها الرامية للتصدي لكل التجاوزات التي تتخبط فيها المؤسسات العمومية بالمدينة، مضيفا أن القطاع التلاميذي الاتحادي عازم على إيقاف النزيف والترافع على كل القضايا التي يعرفها القطاع … كما قدمت جيهات حطاط عرضا تطرقت فيه إلى الخطوات الأساسية التي يجب اتباعها من أجل نيل شهادة البكالوريا والولوج إلى مدارس التعليم العالي والجامعات المغربية والأقسام التحضيرية، وتوقفت في عرضها عند الاختصاص داخل هذه المؤسسات، وأيضا النقط المفروض الحصول عليها من أجل ولوج هذه المؤسسات إضافة إلى الوثائق والإجراءات المطلوبة من أجل التسجيل فيها. هذا وكانت الشبيبة الاتحادية بتطوان قد أصدرت بيانا أعربت فيه عن استنكارها مختلف أشكال التسلط التي يتعرض لها تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية من طرف بعض المدراء والحراس العامين وكذا الابتزاز الممارس من طرف بعض الأساتذة في ما يخص الساعات الإضافية، كما طالب البيان بتوفير بنية تحتية ملائمة داخل هذه المؤسسات التي تفتقد لمناخ تعليمي مناسب . “أيام الوردة ” عرفت كذلك إلقاء عرضين حول ” إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة ” من تأطير محمد الكويرة العمراني، عضو مكتب فرع الشبيبة الاتحادية بتطوان ودينا أقوضاض عضو مجلس الفرع، حيث ركزا في عرضهما على بعض النقاط ارتأوا أنها أساسية للنهوض بوضعية هذه الفئة، من ذلك تعريف وإعطاء مقاربات تخص إشكاليات الإعاقة والمعاق، وكذا نظرة المجتمع المغربي لهذه الشريحة من المجتمع، فضلا عن تقديم حلول لإدماج الشباب والأطفال في وضعية إعاقة لاسيما في المدارس وسوق الشغل، كما تم التأكيد على ضرورة إعادة تأهيل الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة وإدماجهمم في الحياة الاقتصادية والمدنية وجعلهم يتمتعون بحقوقهم المعترف بها، وطنيا ودوليا، مع مراجعة المنظومة التعليمية لاسيما في الشق المتعلق بتمدرس هذه الفئة مشددين على أن هاته المؤسسات لاتزال تكرس نوعا من الإقصاء في حق هذه الشريحة، وذلك استنادا لمجموعة من الدراسات أنجزت في هذا المجال. وعرف برنامج “أيام الوردة” كذلك تنظيم لقاء مفتوح مع مهدي مزراوي، عضو المكتب السياسي للحزب، الذي أطر عرضا حول النموذج التنموي الجديد، حيث أكد أن هذا النموذج عليه أن يقطع مع العديد من النماذج وطرق التدبير بما فيها الفساد والاستبداد والريع، لأن المغاربة يطالبون بالوضوح وبمؤشرات حقيقية تعيد لهم الثقة ،مضيفا أن المشكل الحالي يكمن في أزمة الثقة السائدة في جل الميادين، وقد حان الوقت للعمل بالجدية المطلوبة لإعادة ترتيب الأوراق والأولويات لكي تعود هذه الثقة المفقودة بين المواطن ومؤسساته خصوصا لدى الشباب. وأشار مهدي المزواري إلى أن هذه اللقاءات التي تنظمها الشبيبة والحزب في كافة أرجاء الوطن هي مخصصة لهذا الغرض قصد زرع الأمل في المستقبل وأضاف: “ونقول للشعب المغربي هذه هي نظرتنا لجل القضايا المطروحة وطرق المعالجة”، كما أكد في هذا الصدد “على معالجة بعض الإشكالات العويصة بالصدمات “متسائلا: “أين يكمن المشكل إذا فتحنا محاكم لمتابعة أشخاص اقترفوا جرائم مالية؟”. واعتبر المسؤول الحزبي أن ” الطريقة التي نهجتها اللجنة الخاصة للنموذج التنموي الجديد إيجابية إلى حد بعيد”، لكنه عاد ليحذر من “القداسة ” التي يمكن أن تطبع عملها لكونها تعددية في الآراء والأفكار والتخصصات وحزب الاتحاد الاشتراكي لا يمكن له أن يبادر بالتصفيق بمجرد أن تضح اللجنة مقرراتها في شهر يونيو القادم، لأننا حزب يقول المزواري “يؤمن بالنقد والعقل وعلينا مناقشة كل ما سوف يصدر عن هذه اللجنة التي نتمنى أن تعبر عن القلق الذي ينتاب المغاربة وفي جميع المجالات، حيث تطرح تساؤلات وانشغالات مثيرة، وعلى اللجنة المعنية تقديم حلول وإجراءات ملموسة وقابلة للتطبيق” .