أكد المشاركون في ختام الملتقى الجهوي للشبيبة الاتحادية بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، المنظم بمدينة شفشاون، أن إعداد النموذج التنموي الجديد يقتضي القطع مع كل الأساليب التي أوصلت البلاد إلى النفق المسدود، واعتبار مطالب وحاجيات الشباب والاستجابة لها جوهر النموذج التنموي لبناء مستقبل واعد. واعتبر المشاركون، من خلال التوصيات التي صدرت خلال الملتقى، الذي امتد من 29 نونبر 2019 إلى غاية 1دجنبر، أن الانتقال الديمقراطي ضرورة سياسية قصوى لتثبيت دولة الحق والقانون والمؤسسات وربط المسؤولية بالمحاسبة. ووجه المشاركون تحية عالية لمناضلات ومناضلي الشبيبة الاتحادية بالجهة، على كافة الأصعدة، من خلال التواجد في الساحة الطلابية والتلاميذية ومؤسسات المجتمع المدني والحركات الاحتجاجية الاجتماعية، مع ضرورة معالجة الاختلالات العميقة التي تعاني منها الجامعة على صعيد الجهة. المشاركون في الملتقى الجهوي للشبيبة الاتحادية طالبوا بضرورة إيلاء الأهمية القصوى لمؤسسات الشباب وإنقاذه من براثن الإدمان والإقصاء، مع سن سياسة عمومية ناجعة تستهدف فئات الشباب كفئة أكثر عددا وفئة مستقبلية لبناء مغرب حداثي متقدم. وطالب المشاركون بتخصيص الدعم المالي اللازم للمنظمات الشبيبية لتنفيذ برامجها والقيام بأدوارها التأطيرية والقيام بمراجعة شاملة للقوانين الانتخابية، لما يضمن إجراء انتخابات نزيهة تقطع مع أساليب الفساد الانتخابي واستغلال كل من الدين والمال في العمل السياسي والانتخابي. وأثار المشاركون الانتباه إلى الوضع المتأزم في الجهة وانعكاسه السلبي على وضعية الشباب، وذلك متمثل في تزايد حدة البطالة والإقصاء والتهميش وتزايد حالات الانتحار المقلقة، ومعالجة أيضا القضايا الشائكة في الجهة من ضعف للمنشآت التعليمية والصحية. واعتبر المشاركون أن تأطير الشباب يتم وفق رؤى وبرامج وليس اعتمادا على أساليب المتاجرة والكرنفالية. وبالتالي طالبوا بضرورة التفكير في آليات وأساليب نضالية جديدة، وبالتالي التفكير في أداة تنظيمية جديدة، تجيب عن شروط الواقع المغربي، وتستحضر مجموع التغيرات والتحولات التي عرفها المجتمع المغربي كنتيجة مباشرة للثورة التكنولوجية والرقمية. التوصيات شددت على ضرورة التسريع في وضع أجندة زمنية واضحة للجان الموضوعاتية المنبثقة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع، تفعيلا لقرارات المجلس الوطني. وأكد المشاركون تشبث الشبيبة الاتحادية بالوحدة الترابية لبلادنا، وكذا استرجاع المدن المحتلة (سبتة ومليلية) والجزر المتوسطية، ومساندتهم للمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتنديدهم القوي بالممارسات الهمجية للكيان الصهيوني. هذا وتواصلت فعاليات الملتقى الجهوي للشبيبة الاتحادية، يوم السبت 30نوفمبر، بتنظيم ندوة من تأطير عضوي المكتب السياسي للحزب، مصطفى عجاب ومشيج القرقري، وعبد اللطيف بوحلتيت، الكاتب الإقليمي للحزب بتطوان، تلتها ندوة أخرى حول “مكانة الشباب داخل النموذج التنموي الجديد” من تأطير مهدي المزواري، عضو المكتب السياسي ومحمد المومحي، الكاتب الجهوي للحزب . هذا ويأتي تنظيم الملتقى الجهوي الثالث للشبيبة الاتحادية بجهة طنجة–تطوان- الحسيمة، أيام 29-30 نونبر و01 دجنبر 2019، تحت شعار: ” أي دور لشباب الجهة في بناء النموذج التنموي الجديد”، انسجاما مع قرارات المجلس الوطني الأخير للشبيبة الاتحادية، وتفعيلا لتوصيات الملتقى الوطني التاسع. وقد تخللت أشغال هذا الملتقى مجموعة من الندوات والعروض والورشات، عالجت مجموعة من الأسئلة السياسية والتنظيمية المطروحة على الشبيبة الاتحادية في الظرفية الراهنة، من خلال نقاش مجموعة من المواضيع، كنتائج وانعكاسات المبادرة المصالحة والانفتاح، “موقع الشبيبة المغربية في النموذج التنموي الجديد”، عوائق الانتقال الديمقراطي بالمغرب، ومساهمة الشبيبة الاتحادية بالجهة في التحضير للمؤتمر الوطني التاسع للمنظمة. وعرفت هاته الندوات والعروض نقاشات مستفيضة، كان مضمونها التفكير الجماعي، من أجل إيجاد إجابات موضوعية وواضحة للمسائل التي طرحت خلال هذا الملتقى الجهوي المنظم بمدينة شفشاون .