حطّت طائرة قادمة من الصين الرحال، مساء أول أمس الثلاثاء 28 يناير 2020 حوالي الساعة الثامنة والنصف، بمدرجات مطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء، وعلى متنها 150 مسافرا، ضمنهم مواطنون مغاربة وصينيون إضافة إلى ركاب من جنسيات أخرى، في إطار رحلة عادية تدخل ضمن الرحلات المنتظمة للخطوط الملكية المغربية، بعد فتحها لخط مباشر في 16 يناير الفارط، وذلك بمعدل 3 رحلات في الأسبوع. وخضعت الطائرة وركابها لجملة من التدابير الوقائية ذات البعد الصحي، من أجل فحص المسافرين والوقوف على مدى إمكانية إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، حتى يتم اتخاذ الإجراءات المنصوص عليها في البروتوكول العلاجي في مثل هذه الوضعيات الوبائية. وأكد الدكتور محمد موسيف، الطبيب الرئيسي لمطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء، في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي»، أنه لم يتم تسجيل أية حالة مشتبه في إصابتها بفيروس كورونا بين ركاب الطائرة، مبرزا أن كل التدابير المتخذة في هذا المطار وباقي مطارات وموانئ المملكة، هي عبارة عن جزء من سلسلة متكاملة، تقوم على تعزيز القدرات المخبرية، أي التشخيص عبر المختبرات المعتمدة من طرف وزارة الصحة، إلى جانب التواصل مع المواطنين ومهنيي الصحة، فضلا عن منظومة الترصد والإنذار المبكر في القطاعين العام والخاص، وذلك بالتبليغ الفوري والاستعجالي عن جميع حالات الالتهاب الرئوي الحادة. وأوضح المتحدث أن التدابير التي تم اتخاذها على مستوى مطار محمد الخامس تنقسم إلى قسمين، الأول يتمثل في تعزيز المصلحة الطبية للمطار بالموارد البشرية والتجهيزات والمعدات لحماية المواطنين والمهنيين، وتزويدها بالكاميرات الحرارية لقياس درجات حرارة المسافرين، مع تجهيز غرفتين للعزل، ووحدة متنقلة ذات ضغط سلبي، إلى جانب 4 سيارات إسعاف مخصصة لهذا الغرض. أما بخصوص الشق الثاني فيهمّ التعامل مع الرحلة في حد ذاتها قبل نزول الطائرة على أرضية المطار، حيث أكد المتحدث، أنه يتم عزل أي مسافر مشتبه فيه من طرف طاقم الطائرة، وإخطار برج المراقبة وتعبئة الوثيقة الصحية المشتركة والمعتمدة من طرف وزارة الصحة وباقي المتدخلين. وأشار الدكتور موسيف إلى أنه بعد ذلك يتم تخصيص موقف خاص للطائرة بعيدا عن باقي الطائرات تفاديا للاختلاط، وإخضاع جميع المسافرين دون استثناء للفحص بالكاميرا الحرارية، مع تجميع معطياتهم لتتبعهم طيلة فترة 14 يوما التي هي فترة الحضانة، مؤكدا أنه في حال تم اكتشاف مسافر لديه درجة حرارة مرتفعة أوأعراض تتوافق مع المرض يتم نقله إلى غرفة العزل من أجل كشف طبي دقيق وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، وفي هذه الحالة إذا تأكدت الحالة يتم توجيهه إلى المستشفى المختص وتطهير الطائرة. بالمقابل تعذر على الجريدة التواصل مع مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض، رغم الاتصالات المتكررة والرسائل النصية التي تم بعثها إليه من أجل أخذ بعض التوضيحات المرتبطة بالموضوع وطنيا؟! من جهة أخرى تتواصل الاستعدادات على مستوى مستشفى سيدي سعيد بمكناس من أجل استقبال الطلبة المغاربة المتواجدين بالصين، الذين سيتم استقدامهم على متن طائرة خاصة بناء على تعليمات ملكية، إذ حلّ بالمستشفى، زوال الثلاثاء، كل من خالد آيت الطالب وعبد الوافي لفتيت، إلى جانب الكاتب العام لوزارة الصحة وجملة من المسؤولين الإقليميين والجهويين، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، التي رجّحت أن يتم اعتماد أجنحة هذا المستشفى الفارغة، خاصة على مستوى مصلحة طب الأطفال ومصلحة أمراض النساء والولادة، غير المشغّلة، خلافا للمستعجلات ومصلحة الأمراض التنفسية، من أجل احتضان الطلبة طيلة مدة الحجر الصحي، إلى حين التأكد من عدم إصابتهم بالفيروس، مبرزة أن هذا الاختيار ساهمت فيه سلاسة التنقل من المطار إلى هناك، حيث تم القيام بمجموعة من الخطوات في هذا الباب، في الوقت الذي لا يزال سؤال الموارد البشرية التي ستتكلف بالمعنيين بالأمر مطروحا بإلحاح. وفي سياق ذي صلة، وجدت عدد من الوحدات الفندقية والسياحية نفسها أمام خطوة إلغاء حجوزات سواح صينيين، كان من المقرر أن يحلوا بأرض الوطن، وذلك بعدد من المدن المغربية، كما هو الحال بالنسبة للعاصمة العلمية فاس. وجاءت هذه الخطوة عقب عزل مجموعة من المناطق الصينية واتخاذ قرار تعليق الرحلات والتنقلات خارجها، من أجل تطويق فيروس كورونا المستجد والحدّ من تداعياته على مواطني البلد وعلى الأجانب، تفاديا لانتشار العدوى بكيفية أكبر مما هي عليه اليوم، إذ تسبب إلى غاية صباح أمس الأربعاء في وفاة 132 شخصا، إلى جانب تأكيد إصابة 5974 حالة جديدة بالمرض، فضلا عن اتساع رقعة الإصابات بعدد من الدول، الأمر الذي دفع «الاتحاد الأوروبي» على سبيل المثال لا الحصر، إلى تفعيل النظام الداخلي للإنذار، خاصة مع ظهور حالة رابعة في فرنسا، إلى جانب حالات في ألمانيا، حيث تقرر أن يناقش مفوضو الاتحاد الأوروبي الوضع أمس الأربعاء.