بقيادة الربان الجديد مصطفى الخلفي، تمكن فريق الفتح الرياضي من تحقيق انتصار مهم على ضيفه الدفاع الحسني الجديدي، الذي بدأ يدخل نفق النتائج السلبية، خاصة وأن الشطر الأول من البطولة تنتظره دورة واحدة، لإسدال الستار عنه، وبداية دورات الجد من أجل تصحيح المسار بالنسبة للعديد من الفرق. انتصار فريق الفتح بهدفين مقابل هدف واحد أعطى جرعة كبيرة من الأوكسجين للمدرب مصطفى الخلفي، الذي خلف وليد الركراكي، انتظار التعاقد مع مدرب رسمي. وعرف الخلفي كيف يدير المباراة بذكاء حاد جدا، وبتعدد القراءات، وهو ما مكنه من تحويل هزيمته في المباراة إلى انتصار جاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة، بعدما ارتكب أحد المدافعين الجديديين خطأ نعته مدرب الفريق، عبد القادر عمراني، بالبدائي. ولم تظهر دهشة البداية على المدرب مصطفى الخلفي، الذي كان قادرا على الانتقال من رسم تكتيكي إلى آخر بسلاسة، وهو ما جعل الفتح يقدم مباراة، يمكن اعتبارها من أجمل المباريات، خاصة وأن المدرب عرف كيف يوظف الدفاع بثلاث لاعبين فقط، مع الاعتماد على وسط ميدان سريع ومتحرك، مكون من 5 لاعبين، بقيادة الموهوب أيوب سكومة، وتحول سعد آيت الخرصة من مدافع إلى مهاجم، حيث تمكن من تسجيل ثالث أهدافه هذا الموسم، ورأسي حربة بقامات طويلة خلقت الكثير من المشاكل للدفاع الجديدي، خاصة وأنهما حدا من تقدم الدفاع لمساندة الهجوم، ببقائهما بين المدافعين، وهو ما أعطى الفرصة للاعبي الأطراف والوسط للانسلال من الوسط والاعتماد كثيرا على الكرات البينية، التي كانت في مجملها عميقة، ومحسوبة بشكل كبير، الشيء الذي مكن الفتح الرياضي من تسجيل هدفين. وقال مدرب الفريق الجديدي، عبد القادر عمراني، إن هدف التعادل سجله فريق الفتح الرياضي «بسبب غياب التركيز عند دفاع فريقي، كما أننا فشلنا في كل النزالات، وهذا راجع إلى غياب الثقة، ثم جاء الخطأ الذي تسبب في الإعلان عن ضربة الجزاء، والذي كان من الممكن تفاديه.» وظهرت قوة الإصرار عند الفتح، حيث بقي متمسكا بقدرته على الانتصار، ولم يسقط في فخ التراخي الذي كان وقع فيه أكثر من مرة، وكان يشكل هاجسا للمدرب السابق وليد الركراكي. وعكس فريق الفتح، لم يعرف الدفاع الجديدي كيف يقوى الجانب النفسي عنده، عقب تضييع لاعبه المهدي قرناص ضربة جزاء أعلن عنها الحكم في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، بعدما تصدى لها الحارس محمد أمسيف، كما لم يعرف كيف يستثمر هدف السبق الذي كان سجله لاعبه ياسين الذهبي في وقت جد حرج وكان في الدقيقة 71. وهو التوقيت الذي نعته مدرب الفريق بالمنعرج الذي لم يتم استغلاله. وعوض أن يدافع الجديديون عن الهدف، تراجعوا إلى الوراء، دون ان يقدروا على تحمل ثقل المباراة وحماس لاعبي الفتح، ورغبتهم في الفوز، وإهدائه إلى وليد الركراكي، وهو ما تم التعبير عنه من طرف سكومة، بعدما سجل هدف الفوز، حيث كشف تحت قميصه عن عبارة "شكرا وليد". وهي العبارة التي كانت مكتوبة على لافتة رفعها مناصرو الفريق رغم قلتهم، ولأول مرة يشعلوا الشهب الاصطناعية، دون رميها على الملعب. وكشف الالتفاف حول مصطفى الخلفي عن وجود رغبة في الاعتماد عليه خلال ما تبقى من الموسم، رغم عدم توفره على الرخصة ألف، حيث سيتم اللجوء إلى أحد أطره التقنية الذي تتوفر عليها، في انتظار حصول الخلفي على الديبلوم الذي يخول له العمل بالدوري الاحترافي. ومكن هذا الانتصار فريق الفتح من رفع رصيده إلى 22 نقطة، وليحتل بذلك الرتبة الرابعة إلى جانب كل من جاره الجيش الملكي والرجاء الرياضي، قبل أن ينتقل في الدورة الأخيرة من مرحلة الذهاب إلى الدارالبيضاء لمواجهة الوداد الرياضي. وجمدت الهزيمة رصيد الدفاع الجديدي في 17 نقطة، يحتل بها الرتبة 9، وهو ما جعل جماهيره تثور ضد اللاعبين والرئيس.