شهدت بعض دواوير جماعة عين تيزغة التابعة لإقليم بنسليمان، خلال الأيام الأخيرة، احتجاجات قوية ضد ما وصف المحتجون ب « الاستغلال العشوائي للمقالع، بسبب جشع أصحابها الذين استغلوا غض الطرف من طرف السلطات المحلية للاستمرار في مزاولة أنشطتهم بتلك المقالع بشكل فوضوي، دون احترام دفتر التحملات ودون مراعاة حقوق الساكنة المجاورة التي ما فتئت تتعرض للتهديد والوعيد في حالة ما إذا طالبت بحقوقها المشروعة المتمثلة في تطبيق القانون ضد المخالفين من أصحاب المقالع» . سكان دوار اولاد بوعزة والدواوير المجاورة المتضررة من هذا الوضع غير السليم ، عبروا عن احتجاجهم على وصفوه ب « الخرق السافر للقانون في نشاط بعض المقالع بالمنطقة»، من خلال تنظيمهم لوقفة احتجاجية يوم الخميس 16 يناير 2020، انتهت باعتقال الدرك الملكي لمجموعة من المحتجين ووضع بعضهم رهن الاعتقال الاحتياطي، وتقديمهم أمام النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية ببنسليمان صبيحة اليوم الموالي، أي يوم الجمعة 17 يناير 2020، التي أخلت سبيلهم بعد التنازل الذي تقدم به صاحب المقلع موضوع الاحتجاج. أسلوب التهديد و التخويف الذي نهجه بعض أصحاب المقالع تجاه السكان المحتجين، والذي وصل إلى حد متابعة بعضهم قضائيا، لم تستسغه ساكنة المنطقة وجمعيات المجتمع المدني، الشيء الذي دفعها إلى الاحتجاج من جديد ضد «التجاوزات غير المشروعة لبعض مستغلي المقالع بالمنطقة»، حيث التحق العديد من السكان المتضررين منذ الخامسة صباحا من يوم الثلاثاء 21 يناير 2020 أمام مقلع « كرنال» لتنظيم وقفة احتجاجية امتدت إلى حدود العاشرة صباحا، رفع خلالها المحتجون الأعلام الوطنية وشعارات تندد بالأضرار التي تسببت فيها المقالع المجاورة، استدعت حضور قائد قيادة الزيايدة وخليفته للتحاور والتفاوض مع المحتجين، انتهت بالتزام صاحب المقلع باحترام دفتر التحملات. وفي تصريح للجريدة أوضح أشار المتضررين إلى « أن غالبية المقالع المتواجدة بالجماعة تشتغل بشكل عشوائي وفوضوي ويخلف نشاطها أضرارا كبيرة»، مضيفا «أن ما أخرج الساكنة للاحتجاج هو عدم تطبيق القانون من طرف السلطات في حق المخالفين من أصحاب المقالع الذين تجاوز بعضهم الحدود بشكل مستفز، وأصبح همه الوحيد هو الربح دون احترام سلامة وأمن وطمأنينة الساكنة المجاورة»، لافتا إلى «أن بعضهم ( أصحاب المقالع) لا يحترم التوقيت المسموح به لمزاولة نشاطه، إذ يعمد إلى تشغيل المقلع انطلاقا من الساعة الرابعة أو الخامسة صباحا إلى حدود الثانية عشرة ليلا، في حين أن التوقيت المحدد في دفتر التحملات هو من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة الخامسة مساء، مما أدى إلى إزعاج سكان المنطقة، بالإضافة إلى الأضرار البيئية والصحية التي يلحقها بالساكنة، حيث التلوث البيئي، وتعرض السكان لبعض الأمراض الجلدية وأمراض التنفس والربو، وتصدع جدران المنازل، وتدمير البنية التحتية من طرقات ومسالك، وذلك بالنظر للعدد الكبير للشاحنات من الحجم الكبير، ذات الأوزان الثقيلة، التي تشتغل ليل نهار بتلك المقالع، وتأثيرات ذلك على الفرشة المائية وعلى المجال الفلاحي والحيواني وعلى اندثار الأشجار والنباتات، خاصة أن المنطقة تقع وسط غابة الفلين». وللإشارة فإن جماعة عين تيزغة تتواجد بها العديد من المقالع التي يشتغل بعضها «خارج القانون» ، والتي حولت أجزاء من المنطقة إلى «خراب» نتجت عنه أضرار بيئية وصحية ومجالية، خلقت معاناة ومتاعب كبيرة للساكنة المجاورة ؟