وسط أجواء طقس صقيعي، وبرد قارس تدنت فيه درجة الحرارة إلى أقل من الصفر، كان لعائلة (ا.م) الشيخ السبعيني ليلة الاثنين ألى الثلاثاء 2 فبراير 2015 موعد مع موت رهيب وبطريقة وحشية، حيث أطلق عليه ملثمون الرصاص من بندقية صيد أمام باب مسكنه بإحدى الضيعات الموجودة بدوار "تدمامين" المتاخم لمنطقة اغتالوا نكركور حين أيقظه من نومه العميق الصياح المتواصل لكلاب الحراسة، فخرج ليتفقد الأمر، إلا أن الجناة لم يمهلوه كثيرا فأطلقوا عليه الرصاص على مستوى الصدر وأردوه قتيلا، وعندما حاولت زوجته بدورها استطلاع الأمر، ومعرفة مصدر الرصاص، أطلق الجناة الرصاص عليها هي الأخرى، وأصيبت بأحد أطرافها لتدخل مباشرة في غيبوبة اعتقد المجرمون معها أنها لقيت حتفها. وعلى عجل من وحشيتهم، ودون استحضار ولو ذرة من إنسانيتهم، واصلوا مجزرتهم الرهيبة حيق اقتحموا إحدى غرف المنزل حبق ترقد سيدة في عقدها الرابع من أقارب عائلة رب البيت رفقة أبنائها الثلاثة، ودون رحمة أو شفقة، أطلق المجرمون مرة أخرى الرصاص على الأم وعلى ابنها البالغ من العمر 11 سنة ليتوفى الاثنان في الحال، في حين نجا طفلها البالغ من العمر 4 سنوات ورضيعها بأعجوبة والذي ظل يمسك بثدي والدته وهي غارقة في دمها. وكانت حصيلة هذه الجريمة النكراء ثلاثة أشخاص أبرياء عزل في عقر دارهم، في حين نقلت الزوجة في العقد السادس عبر مروحية إلى مستشفى ابن طفيل بمراكش، وهي في حالة جد حرجة، لتلقي العلاج وإنقاذها من الموت في حين تم نقل جثامين القتلى الثلاثة إلى مستودع الأموات بالمركز الجهوي ببني ملال لإجراء التشريح الطبي عليها وحسب مصادر مطلعة فقد خلفت هذه الجريمة النكراء وظروف نقل جثامين الضحايا إلى مقر الجماعة مشيا على الأقدام وعلى متن نعوش لأزيد من 4 كيلو مترات وسط تضاريس وعرة وأجواء جد باردة، أجواء غضب عارم وسط حشود السكان، الذين طالبوا من خلال الجريدة السلطات بتوفير الأمن لهم، حيث بات جل السكان يعيشون حالة رعب وخوف شديدين على حياتهم وحياة أسرهم، خاصة وأن المنطقة عرفت جرائم مماثلة وأصبحت العصابات الإجرامية تغزو مناطق متواجدة بجماعة بوتفرة وأغبالة وناوور...، وهو ما دفع بالسكان الغاضبين إلى مطالبة الدرك الملكي بمطاردة العصابة بواسطة مروحية قبل خروجهم من تراب الجماعة، ولجوئهم إلى مسالك جد وعرة حسب نفس المصادر. المرجح جدا أن يكون المعتدون جماعة من اللصوص، نظرا لاستلائهم على محتويات صندوق كان موجدا بمسكن الضحايا واختفائهم عن الأنظار. وبالرغم من تأثرها الشديد بالرصاصة التي خرقت جسدها استطاعت الزوجة المصابة إبلاغ سكان أقرب منزل مجاور لمنزلها بعدما أوهمت المجرمين بموتها، حيث قطعت مسافة ليست بالهينة، لإخبار السكان الذين قاموا بدورهم بإبلاغ السلطات والدرك . ويظل هول وحجم هذه الجرائم وعدم فك ألغازها والتصدي لمقترفيها بحزم وبجدية وبتسخير كل الإمكانيات لإيقاف هذا المسلسل الرهيب من الجرائم، أمرا ينذر بالأفظع في حالة عدم التمكن من الوصول إلى مقترفي جرائم القتل بهذه الجماعة والجماعات المجاورة، وخاصة جريمة القتل التي ذهب ضحيتها مالك ضيعات فلاحية لفاكهة التفاح قبل بضعة شهور. جريمة خارج الحدود