نزلت الجريمة التي وقعت ليلة أمس بقرية تدمامين التابعة لتيزي نسلي كالصاعقة على سكان المنطقة ،خاصة أنها جاءت بعد ثلاث جرائم مماثلة دون إيقاف الجناة ، الأولى حين وجد سكان تقربات الواقعة بين تيزي نسلي و ناوور جثة مالك ضيعة و قد تعرضت للتحلل و آثار طلقات نارية على جسده ، و الثانية حين تعرض فلاح سبعيني للقتل بالساطور حين فتح الباب لغرباء طرقوا بابه ليلا و الثالثة حين اكتشف أحد الفلاحين أن مجهولين كانوا بصدد تنفيذ جريمة سرقة فصرخ و نادى على الجيران الذين جروا في أثر اللصوص قبل أن يتوقفوا بعدما بدأ رصاص اللصوص يلعلع فوق رؤوسهم استعمال الرصاص في تنفيذ جرائم السرقة في المنطقة وتصفية أصحاب الضيعات الفلاحية و المنازل المعزولة زرع الرعب في السكان و جعلهم يعيشون خوفا دائما خاصة أن الجناة لا زالوا طلقاء ، الجريمة التي وقعت اليوم و ذهب ضحيتها الفلاح أغودا محمد مع أم مرضع و طفل في عمر الزهور بالرصاص و إصابة الزوجة فاظمة إصابة بالغة تعني أن الفاعلين أصبحوا أكثر دموية و أكثر خبرة في تنفيذ الجريمة و أكثر اطمئنانا إلى أن أيدي الأمن لن تصل إليهم و هو ما يطرح تحديا أمام عناصر الدرك الملكي بأغبالة و أجهزة الأمن لإيقاف الجناة قبل ارتكاب جريمة أخرى قد تكون أخطر من سابقاتها و قد يرتفع عدد ضحاياها إلى عدد مخيف لا قدر الله مجرمون محترفون بقلوب قاسية لا تعرف الرحمة كانت ليلة أمس الأحد في تيزي نسلي باردة و كانت الكلاب التي تحرس بيت أغودا تنبح بقوة وبكثافة محاولة إبعاد مجهولين كانوا يتربصون بالبيت و حظيرة الأبقار و الأغنام ، استيقظ الفلاح محمد و أشعل مصباحه و فتح الباب ليستطلع الأمر لكن الذي كان خارج البيت أطلق طلقة نارية اخترقت قلبه و أسقطته أردته قتيلا في الفور . دوي الطلقة أيقظ الزوجة فاظمة التي انطلقت مسرعة إلى الباب لتستطلع ماذا وقع لزوجها لتجد نفسها في فناء البيت وجها لوجه مع قتلة زوجها الذي أطلقوا عليها النار فسقطت هي الأخرى أرضا بعدما استقرت الرصاصة في جنبها . بعدها دخل القتلة إلى البيت الذي كانت تنام فيه الضيفة مع ابنيها الصغيرين و رضيعتها فأطلقوا النار على المرأة و ابنها ذي 11 سنة وتركوا الرضيعة على صدرها و الطفل الصغير ذي 4 سنوات يتضور ألما على مصرع أمه و أخيه على أيدي مجرمين بلا رحمة . تصنعت الزوجة فاظمة الموت فاعتقد الجناة أن جميع الضحايا فارقوا الحياة ،ظلت فاظمة تئن من شدة الألم و ما أن اببجست أولى أشعة الفجر حتى تمالكت نفسها وتجاسرت إلى أن وصلت إلى أقرب الجيران على مسافة كيلومتر الذين هرعوا إلى المنزل المنكوب و أخبروا المقدم و السلطة المحلية الإسعاف يصل بعد حوالي سبع ساعات فور علمها بالخبر انتقلت عناصر الدرك الملكي و قائد تيزي نسلي و أعوان السلطة إلى مسرح الجريمة و شرعوا في التحقيق في ملابسات الجريمة لكن الجميع ظل ينتظر قدوم طبيب المركز الصحي بأغبالة دون جدوى خاصة أن الزوجة فاظمة كانت تنزف دما جراء الطلقة التي تعرضت لها و المجهود الذي بذلته للوصول إلى الجيران ، لم يصل الطبيب إلا في الثانية بعد الزوال و في الثالثة و النصف حطت مروحية الدرك الملكي التي أقلعت بعد نصف ساعة حاملة معها الزوجة فاظمة إلى مراكش من أجل إسعافها و محاولة إنقاذ حياتها ، طلب السكان أن يرافقها أحدهم لكن المسؤولين رفضوا و أمام انقطاع الطريق و توحلها اضطر شباب المنطقة إلى حمل الجثث على الأكتاف إلى مركز تيزي نسلي مظاهرة ليلية أمام هول الجريمة و بشاعتها و بعد وصول الجثث إلى تيزي نسلي خرج سكان المنطقة في مظاهرة ليلية عفوية رفعت شعارات منددة بالجريمة و الجناة و مطالبة بالتحقيق العميق لإيقاف الفاعلين و وضع حد للجرائم المروعة التي عرفتها المنطقة خلال الأشهر الماضية و إعادة الأمن و السكينة إلى الساكنة دوافع الجريمة بعد انتقال الجيران إلى البيت المكلوم وجدوا أثاث البيت مبعثرا والصناديق مفتوحة لكن الزوجة التي تعرف ما يوجد في البيت من مال و ممتلكات كانت في وضعية حرجة ما جعل التأكد من تعرض المنزل للسرقة من عدمه أمرا غير ممكن لكن عدم سرقة أبقار الحظيرة و أغنامها بعد مقتل صاحب المنزل يطرح السؤوال حول الدوافع التي جعلت الجناة يقومون بإزهاق أرواح أربعة أشخاص بينهم طفلا صغيرا يتابع دراسته في الرابعة ابتدائي و أما مرضعا تركت رضيعها و طفلها ذي الأربع سنوات يتيمين من غير ذنب اقترفاه سوى أنهم تواجدوا في المكان الخطأ .