كلاسيكو الجيش الملكي والرجاء،الذي احتضنه ملعب بوبكر أعمار بسلا زوال أمس الأول السبت والذي دار بشبابيك مغلقة ، غابت عنه الفرجة على المدرجات التي لم تستوعب إلا 7000 متفرج سبعهم فقط من البيضاء ، وبذلك يكون قد فقد أحد أهم توابله التي كانت تضفي عليه لمسة خاصة عندما كانت المدرجات تتسع لأكثر من 20 ألف متفرج بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله الذي مازال شبح الكراطة جاثما عليه. وإذا كانت توابل الجماهير قد غابت، فإن ما ميزه هو حضور توابل أمنية ، كانت لها نكهتها الخاصة ، وتجلى ذلك في الترتيبات المحكمة التي استطاعت إبعاد شبح الشغب والانتقام عن الجماهير، وتم تجنيب مدينة سلا، التحول إلى ساحة حرب كلما حلت الإلترات العسكرية بمدينة سلا. وبعيدا عن الأجواء المحيطة بالكلاسيكو،لم ترق المباراة إلى المستوى الذي كانت تتطلع إليه الجماهير التي تابعت المباراة بالرغم من طموح فريق الجيش الملكي إلى الفوز بالعلامة الكاملة من أجل التقدم أكثر إلى المراتب الأمامية، في حين كان فريق الرجاء يعول على الفوز من أجل مزاحمة الغريم الوداد على المرتبة الأولى ، لكن الصرامة التاكتيكية التي رسمها كل من مدرب الجيش الملكي بودراع ، ومدرب الرجاء الرياضي خوسي روماو ، جعلت اللاعبين يعتمدون على تحصين الدفاع، بشكل صارخ، مع الاعتماد على المرتدات السريعة الخاطفة، لأن كلا من بودراع وروماو ،كانا يتجنبان استقبال هدف يمكن إدخاله في خانة "الشمتة". وحتى لا تعطى للمهاجمين أية قوة عددية كانت عملية الدفاع تبدأ من وسط الميدان ، الذي كان فارغا من الممرات، وغير سالك للمهاجمين والأجنحة، وكحل بديل تم الاعتماد على اللمسات القليلة والتمريرات العرضية التي كانت وحدها القادرة على مفاجأة الدفاع وخلخلة تماسكه ، هذا النهج نجح فيه فريق الجيش الملكي في الدقيقة 18 إذ تمكن المهدي النغمي من تسجيل أول هدف في المباراة بعدما تسلم كرة عميقة في مربع العمليات عرف كيف يركنها شباك الحارس العسكري. الهدف جعل المباراة تتخلص من طابعها الصارم، لتصبح مفتوحة، خاصة من طرف فريق الجيش الملكي الذي بدأ يفرض إيقاع لعبه ، بفضل الثقة التي منحه إياها هدف السبق، والذي أغرى لاعبي الجيش الملكي بالحصول على هدف للاطمئنان. لكن الدقيقة 28 تعيد العداد إلى مكانه الأول بعدما سجل بورزوق هدف التعادل برأسية رائعة بعدما تسلم كرة من تمريرة عميقة أيضا من اللاعب يوسف لكناوي. هدف التعادل ،أعاد الفريقين إلى النهج التاكتيكي فأصبح الدفاع يتكون من جدارين، وأصبح الحل يتمثل في التسديد من بعيد، والبحث عن توريط الدفاع في ارتكاب الأخطاء للاستفادة من الضربات الثابتة، لكن الثابت بقي هو التعادل طيلة الشوط الأول الذي أنهاه الحكم اليعقوبي بسلام، وعرف خلاله كيف يتعامل مع اللاعبين بصرامة، لكن من دون أن يتسبب في إثارة أعصاب اللاعبين، خاصة وأنه تميز بهدوء كبير، وتابع العمليات عن قرب وكان صائبا في كل قراراته. الشوط الثاني ، كانت بدايته رتيبة، لكن ومع الاقتراب من نصفه الأول بدأ فيه لاعبو فريق الجيش الملكي يعتمدون على السرعة، كمحاولة لاستنزاف القدرات البدنية للاعبي فريق الرجاء الرياضي، لكن ذلك لم يكلل بأهداف حيث ضيع كل من اليوسفي، وبيات وعزيم ، بسبب التسرع ويقظة الحارس خالد العسكري، كما أن لاعبي الرجاء أهدروا الكثير من الفرص، الشيء الذي جعل كلا من المدربين بودراع، وروماو ،يلجآن إلى دكة الاحتياط، في نفس الوقت،ولم يتردد بودراع في تعويض مسجل الهدف النغمي ،وفي نفس الوقت يعوض روماو مسجل هدف الرجاء حمزة بورزوق، وبعدها يستنفد المدربان التغييرات بطريقة تؤكد بأن الهدف أصبح هو اقتسام النقط ،خاصة وأن المدافع كان يعوض بمدافع والمهاجم بمهاجم، مع عدم المغامرة باعتماد لعب هجومي صريح، ولتنتهي المباراة بتعادل أرضى الطرفين. تصريح بودراع مدرب فريق الجيش الملكي. "لقد حاولت أن أخرج اللاعبين من دوامة مباراة لكلاسيكو حتى لا يكون هناك أي ضغط، مع العلم من كوني جعلتهم يهتمون بمواجهة فريق الرجاء الرياضي الفريق القوي. من حيث المباراة يمكن القول بأن فريقي دخل المباراة بشكل محتشم، لكنه بعد تسجيل الهدف ،تحكم في المباراة بشكل جيد وخلق الكثير من الفرص وضيعها . وبالرغم من ذلك يمكن اعتبار ذلك مؤشرا إيجابيا .لكن لاعبي فريقي نقص أداؤهم بعد أن سجل فريق الرجاء هدف التعادل. لقد خضنا مباراتنا ضد الرجاء مستغلين كل الملاحظات التي استخلصناها من مشاهدتنا لقرصين يخصان الأداء الهجومي والدفاعي لفريق الرجاء الرياضي." تصريح خوصي روماو مدرب فريق الرجاء الرياضي "أهنئ لاعبي فريقي على النضج التاكتيكي الذي أبانوا عنه خلال هذا الكلاسيكو الذي كان قويا. بالنسبة لأطوار المباراة لقد عرفنا كيف نديرها بشكل جيد، مع العلم أن هدفنا كان هو الفوز في هذه المباراة بالرغم من كوننا كنا نواجه فريقا قويا اسمه الجيش الملكي الذي يتوفر على لاعبين جيدين."