خلصت الندوة العلمية لفقرة ذاكرة «المعتمد بن عباد شاعرا»، والتي نظمتها دار الشعر بمراكش تحت إشراف وزارة الثقافة والشباب والرياضة، قطاع الثقافة، وبتنسيق مع بيت الشعر في المغرب، وكلية اللغة العربية بمراكش، وضمن الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، الى ضرورة تفعيل شراكة فعلية بين الأطراف الثلاثة، في أفق الاشتغال على حفريات في قضايا وأسئلة الشعر. وأكد الشاعر عبدالحق ميفراني، مدير دار الشعر بمراكش، ليلة الجمعة 27 من الشهر الجاري، وأمام جمهور الأساتذة والباحثين والطلبة، أن «فقرة ذاكرة، والتي تختتم بها دار الشعر بمراكش، فقرات برنامج الطور الأول، تنبع من رغبة حقيقية لاستقصاء بعض التجارب الشعرية المؤسسة والرائدة، وأيضا إثارة القضايا الجوهرية والمركزية التي تهم الخطاب الشعري بالمغرب». لقاءات شعرية وأماسي انفتحت على حساسيات وتجارب ورؤى، (شعراء القصيدة العمودية والتفعيلة والهايكو والشعر الأمازيغي والحساني والزجل المغربي)، تجارب شعرية رائدة، انفتاح الشعر على الفضاءات العمومية: حدائق الشعر، الشعر في المآثر التاريخية، الشعر في الساحات العمومية، سحر القوافي، أنظام، لكلام المرصع، سحر لغنا وخيمة الشعر الحساني، أصوات معاصرة، ملتقيات وتظاهرات، ملتقى حروف، الشعر في الشواطئ والمخيمات، عين أسردون، قلعة مكونة، كلميم، سيدي افني، اكادير، العيون، طانطان، تارودانت، قلعة السراغنة، آيت ورير، الصويرة، الداخلة.. إطلاق جائزة أحسن قصيدة للشعراء الشباب، وجائزة النقد الشعري للنقاد والباحثين الشباب، مهرجان الشعر المغربي.. هي بعض من ملامح استراتيجية دار الشعر بمراكش، والتي ظلت على الدوام تراهن على تحيين وظيفة الشعر والشاعر ضمن المنظومة المجتمعية. ندوة «المعتمد بن عباد شاعرا»، هذه الندوة العلمية، شكلت أولى حلقات ذاكرة، في محاولة لتبني «خطاب جديد يلامس عمق القضايا وحلحلة الأسئلة والتفكير في راهن الممارسة الشعرية. وأيضا مواصلة سلسلة النقاشات التي فتحتها دار الشعر بمراكش، مند تأسيسها الى اليوم، مركزة على عمق القضايا الجوهرية التي تهم القصيدة المغربية المعاصرة، وأسئلة النقد الشعري. الناقد الدكتور أحمد قادم، الناقدة الدكتورة عتيقة السعدي، الباحث الأستاذ سمير الوناسي، والشاعر والناقد الدكتور المعتمد الخراز، لفيف من الباحثين حاولوا، من خلال مداخلاتهم استقصاء تجربة هذا الشاعر الألمعي، «المعتمد بن عباد» في حفريات ذاكرة، سعيا الى إضاءة الكثير من تجربته في مجال الكتابة الشعرية، بعيدا عن مزالق حياته السياسية والشخصية. وهي ندوة سعت من خلالها، دار الشعر بمراكش، الى التوقف عند بعض الالتماعات الشعرية الكونية، في تقاطعها مع الشعر والأدب المغربي. إذ ركز د. الخراز على «المعتمد بن عباد وصوره المتعددة»، بما أن الشاعر شكل جزءا من ذاكرتنا المشتركة، إن لم نقل ذاكرات بالجمع.، معتبرا أن ذاكرة المعتمد بن عباد، هي بعض من ذاكرة الجرح الجميل، لا تنحصر، حسبه في صورة نمطية واحدة. فيما اتجه الناقد الدكتور أحمد قادم، عميد كلية اللغة، في مداخلته الى تقديم فرش نظري، أطر من خلاله الحجاج، في مقابل الشعر الذي يرتبط بالإمتاع وليس الإقناع.. وتناول الناقد أحمد قادم المقام الخطابي لرائية المعتمد بن عباد، وميز بين مرحلة الامارة ومرحلة الملك ومرحلة الأسر، مصححا بعض المغالطات الواردة من لدن الباحثين والتي تتعلق بشخصية المعتمد وإقامته الجبرية وبعض التفاصيل التي ميزت تلك المرحلة تاريخيا. الناقدة الدكتورة عتيقة السعدي، أستاذة الأدب الأندلسي وبلاغة الخطاب الشعري بكلية اللغة العربية، اعتبرت في ورقتها أن مملكة الشعر تنتصر على الزمن، فشعر المعتمد، الذي ارتبط بالملك وبالآسر، يواجه الخطاب النقدي بتعدد المداخل، لذلك ركزت على بلاغة التقابل، كتقنية لغوية، وأبعاده. الباحث الأستاذ سمير الوناسي، اتجه من خلال الى حفريات تستقرئ المخطوط السوسي، عبر استعادة ذاكرة المعتمد بن عباد شاعرا من خلال مخطوطات سوسية، وانطلق الباحث من مراسلات بين القباج والمختار السوسي ليلاحظ قوة الحضور الأندلسي فيها. وتوقف الوناسي على ما ورد في مخطوط آخر، عنوانه «المؤلفون السوسيون» وكذلك ما ورد في مخطوط «نضائد الديباج في مراسلات بين المختار والقباج» حيث نجد أفكارا عميقة حول رؤية الأدباء المغاربة لما يسمى بنكبة المعتمد بن عباد.