نستضيف، في هذا العدد، وجهاً بارزاً من وجوه المقاومة، وجهاً ارتبط اسمه بتشكيل أهم خلايا المقاومة بالدارالبيضاء ولعب دوراً أساسياً في العديد من العمليات التي هزت أركان الاستعمار الفرنسي. الأخ محمد منصور، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لزم الصمت لوقت طويل، وحين حديثنا معه، كان يتكلم ببساطة ويخجل من الحديث عن نفسه، وهو الذي خبر سجون الاستعمار ومعتقلات الاستقلال.. السي محمد، يحيي المقاومون وعموم الشعب المغربي هذه الأيام ذكرى الشهيد محمد الزرقطوني، ماذا تعني لك هذه المناسبة، وماذا يمثل في ذاكرتك الرجل الذي كان أحد رفاقك؟ المناسبة بالنسبة لي هي التوقف، في زحمة الأيام، للتأمل والاعتبار، هي التأمل في قيمنا الوطنية الأصيلة التي هي عمق هويتنا، قيم الشهامة والتضحية والفداء التي جسدها البطل محمد الزرقطوني باستشهاده، هي التوقف للتأمل ومراجعة الذات ? الجمعية- على ضوء مثل هذه الدروس التي تركها الشهداء في إرثنا النضالي من أجل التحرير، تحرير البلاد والعباد، تحرير البلاد من الاستعمار وتحرير الشعب من الاستغلال، هي مناسبة لمواجهة الأسئلة بدون مواربة: ماذا أنجزنا في مهام التحرير، حتى الآن؟ ماذا لم ننجز؟ ولماذا لم ننجزه؟ إن هذه الأسئلة العامة، والتي تتولد عنها عشرات الأسئلة الرفيعة باستعراض كل قطاع قطاع وباستعراض واجهات النضال كل واحدة على حدة هي محك المناضلين كل واحد من موقعه، ومقياس مدى التزامهم ووفائهم لأرواح وشهداء الوطنية والتحرير وإخلاصهم للمثل العليا النبيلة التي استرخص هؤلاء أرواحهم من أجلها، هذه هي مغزى المناسبة بالنسبة لي. أما صاحب المناسبة، فلقد كان معلمة منارة على درب الكفاح الوطني، كان رجلا شهماً ومقداماً وصاحب مبادرات لا تنتهي، شعلة متقدة ونموذجاً في الحيوية والديناميكية في تنظيم الشباب وإعداده للمشاركة وخوض معركة التحرير. كان الشهيد ضمن مجموعتكم، في أي إطار التقيتما أول مرة؟ كان رحمه الله، عضواً في لجنة التزيين بالمدينةالبيضاء ، والتي كانت تشرف على التحضير للمناسبات الوطنية وزيارة محمد الخامس للمدينة، وهي لجنة كانت تضم جميع الحرفيين من نجارين وحدادين وكهربائيين وصباغين إلخ.. وكانت هذه اللجنة التي تم إنشاؤها بعد إقرار الحزب إنشاء مثل هذه اللجن منذ سنة 1946، وكانت لنا لجنة أخرى بالفداء وكنت عضواً فيها، كانت اللجنة تستقطب، بعملها والأجواء التي تصاحب إعداد المنصة وقوس النصر، اهتمام سيول من الشباب، حتى أن أعضاء اللجنة كانوا يتوزعون بين مهام التزيين وتسجيل أفواج الشباب الذين كانوا يصطفون لطلب الانخراط في الحزب، غير أنه رغم تدفق الشباب ذاك، كان الحرص، لأن الاستعمار وأساليبه كانت صعبة، على ألا تقبل عضوية أي كان بصفة نهائية إلا بعد التأكد الصارم من صدق مشاعره الوطنية ومن استعداده للنضال وتحمل متاعبه والوثوق من نظافة أخلاقه وسلوكه بالأساس.. وكان الشهيد، وهو من قدماء الكشفية الحسنية التابعة لحزب الاستقلال، أحد نشطاء هذه المهام. استمر المرحوم في الاضطلاع بمسؤولياته ضمن مجموعة المدينة، بينما كنا نحن في مجموعة الفداء درب السلطان، وتوالت الأحداث وجاءت مظاهرات ومجازر سنة 1952 على إثر استنكار الشعب المغربي وقواه الحية لاغتيال النقابي التونسي فرحات حشاد، واعتقل بعض القادة الوطنيين. ثم جاء يوم 13 غشت 1953 الذي نشرت فيه الصحافة الفرنسية نبأ يزعم أن محمد الخامس صادق على الظهائر التي سبق ورفض التصديق عليها. هذا النبأ المزيف اعتبره كل الوطنيين إهانة ما بعدها إهانة، وكنا نشعر من جرائه باشمئزاز وقرف يخنقنا، وبدأ كل واحد يفكر في الرد على هذه المذلة التي مست عمق هويتنا وكياننا.. وهكذا بادرت بالقيام بجولة جلست فيها إلى جماعات الوطنيين بالفداء درب السلطان، وكنا لا نفوز بأكثر من مناضل من هذه الجماعة أو اثنين من تلك، وهناك جماعات لا نطمئن فيها لأحد من أفرادها بالنسبة للتحول النوعي للعمل الذي كنا نعده، وحتى هؤلاء الذين قررنا انتقاءهم للمهام الجديدة للنضال الوطني كنا نفتح الحوار معهم كل واحد على حدة دون أن يعرف الآخر بالأمر. كم كان عمرك حينها؟ ثلاثون سنة. وأين كان الزرقطوني وقتئذ؟ كان يقوم بنفس المهمة بالمدينة القديمة يأتون إليه بالفداء درب السلطان. نفي محمد الخامس في 20 غشت، فجاءت العمليات الثلاث المعروفة رداً على هذا الإجراء. أين كان مسرح العمليات؟ الأولى بدرب السلطان. أين؟ الأولى بكراج علال والثانية بالمدينةالجديدة، باب الجديد والثالثة بدرب الكبير. في هذه الأثناء، كتب »بونيفاص« رئيس ناحية الدارالبيضاء في الصحافة «Le petit Marocain» أعتقد بأنه كلما قتل شيخ أو مقدم، يأتيه ثلاثون طلباً لمل ء منصبه. معنى هذا؟ معناه، السخرية والتقليل من شأن العمل الوطني الذي كان يستهدف الخونة والمتعاونين مع الاستعمار. وماذا كان ردكم عليه؟ قررنا، رداً عليه، أن نغير استراتيجيتنا ونرتقي بعملنا بالتوجه إلى الفرنسيين ورموز الاحتلال، وهكذا فكرنا في العملية المعروفة فيما بعد بال.»عملية القطار السريع البيضاءالجزائر» كيف فكرتم في العملية؟ وكيف تم تنفيذها؟ لقد جاءت العملية، كما قلت، رداً على سخرية »بونيفاص« واستجابة لواجب تصعيد الكفاح كماً ونوعاً، أما كيفية التنفيذ، فلقد اضطلع مجاهدان بهذه المهمة . من هما هذان المجاهدان؟ دع التاريخ هو الذي سيذكرهما. ولكن بمثل هذه الشهادات من صانعي التاريخ، يكتب هذا التاريخ؟ رجاء.. لا أحب الحديث عن الأشخاص، المهم أن المقاومين قاما بواجبهما وأنجزا المهمة وانفجر القطار في مخرج نفق مدينة الرباط. ممن كانت تتكون مجموعتكم الفدائية وقتها؟ من سعيد بونعيلات، وكان اسمه الحركي عبد لله الصنهاجي، عبد ربه، محمد الزرقطوني وحسن العرايشي اللذين حاولنا، لانكشاف نشاطهما، تسفيرهما إلى المنطقة الشمالية، فتمكن الأخير «العرايشي» من الإفلات، في حين ألقي القبض على الآخر «الزرقطوني» في عرباوة، فكان أن أمضى مدة في التعذيب والتحقيق بكوميسارية الرباط قبل أن يخلى سبيله. وأين كنتم تجتمعون للتخطيط وترتيب عملياتكم؟ في منزلي أو منزل المرحوم الزرقطوني أو دكان المقاوم المرحوم بلعيد، وهي أماكن تتضارب فيها المواعيد بسرية تامة، لأن عملنا كان غاية في السرية، إذ لم نكن نذهب مع بعضنا في الشارع مثلا، ولا نجلس سوياً إلى بعضنا في المقاهي تلافياً لإثارة الاهتمام. السي محمد ماهو نوع المعدات التي كنتم تشتغلون بها؟ هي معدات تقليدية بالأساس. وهنا أريد أن أؤكد للشباب أن دحر المستعمر لم يكن لا بعدتنا ولابمعداتنا، وإنما بفضل الله وقوة إيمان المغاربة بقضيتهم وعدالتها وبقوة عزيمتهم وتصميمهم على التحرير والتفافهم ودعمهم للمقاومة. وإلا كيف يمكن تصور صمود وانتصار معدات تقليدية, بل وبدائية على قوة عسكرية عالمية مثل فرنسا و اسبانيا؟ « كنا نقطع مثلا ماسورة (قادوس) بالحجم الذي نريد ونغلق الفواهة بالسدور والفواهة المتفجرة بقطع من الحديد والمسامير، وها هي العبوة الناسفة جاهزة لتفجيرها ب «»ميش« صاعق موصل للنار...» لنعد الى الشهيد الزرقطوني، هل كان توديعك له عندما قصد المنطقة الشمالية, آخر عهد لك به؟ لا. لقد ودعناه، وكنا نعتقد أنه قطع الحدود, لنفاجأ به بعد مدة وهو عائد في حالة يرثى لها بعد اطلاق سراحه من كوميسارية الرباط التي عاش فيها مختلف أصناف العذاب, مع أن أمره لم يكتشف بعد. وفي هذه الأثناء حضر معنا العمليات الموالية. ما هي تفاصيل العمليات الموالية؟ وفي أي سياق جاءت؟ لقد قررنا أن نرد الصفعة التي وجهها الاستعمار للشعب المغربي عندما نفى محمد الخامس في عيد الأضحى صفعتين. واستقر الرأي أن يكون الرد بمناسبة عيد الفرنسيين، رأس السنة الجديدة. ولهذا خططنا لثلاث عمليات, حيث انتهى نقاشنا في الأهداف إلى اختيار دكان جزار في »المارشي سنطرال« ,كان يعرف رواجا كبيرا واستثنائيا في المناسبات، ومناسبات الفرنسيين بالخصوص، وكذا البريد و»الباكي - بوست« (مركز الطرود البريدية) الذي كان يعرف هو الآخر رواجا لبعث واستقبال هدايا عيد رأس السنة.. إلا أن عمليتي البريد و»الباكي - بوست« اكتشفتا، لكن عملية المارشي سنطرال« نجحت وكان لها اثر كبير في أوساط المقاومة و وسط الشعب ووسط الفرنسيين كذلك. كنت أنت صاحب هذه العملية أليس كذلك؟ بل أفضل أن أقول أنها كانت عملية لمجموعة من المناضلين المجاهدين. ماذا كانت تفاعلات العملية فيما بعد؟ لقد كان للعملية التي وقعت يوم 24 دجنبر 1953، أسبوعا فقط قبل احتفالات المحتلين، وقع كبير لحجمها وكثرة الخسائر المترتبة عنها ماديا وبشريا، فارتفعت معنويات المناضلين وعموم الشعب المغربي الذي كان مايزال يجتر ذكريات 1947 ومجازر طرق مديونة لسنة 1952، كما اثارت ردود فعل عدة أصوات من الفرنسيين، ومن الأجواء من مختلف الجوانب، فعممنا منشورا باللغة الفرنسية نحمل فيه مسؤولية ما وقع للإقامة, المنشور يطلب من الأوربيين أن يخلوا الساحة ويتركوننا وجها لوجه مع البوليس الفرنسي الذي يتسبب في مثل هذه الكوارث... إلخ. ولكنكم اعتقلتم على اثر العملية؟ ليس مباشرة وإنما بعد اسبوعين. متى بالضبط وكيف كانت تجربتك مع الاعتقال؟ يوم 6 يناير 1954، بينما كنت اسحب بعض الرزم من البريد، اخبرني مواطن متعاون معنا أن الشاب الذي كان يساعدني بالمتجر تم اعتقاله من قبل الشرطة. وعندها علمت أن الأمور ليست بخير، ولكنني لم أهرب لأنني صممت وهيأت نفسي منذ البداية لكل الاحتمالات، وكنت تعاهدت مع رفاقي بأن أي انفلات لن ياتي من جانبي أبدا مهما حصل، وكانت تلك هي معنويات الفدائيين كلهم.. المهم أني عدت للمتجر, فاعترضني شرطيان طلبا مني أن أريهم يدي اليسرى، وما أن فعلت حتى قيدوني بالأصفاد. وما حكاية يدك اليسرى؟ لقد فقدت في إحدى الحوادث أصبعين من يدي اليسرى، وهي امارة لم أعرف من هداهم لها لتمييزي. وبعد؟ تم اعتقالي، وأجري البحث معي لمدة 3 أيام تم خلالها اعتقال مولاي العربي الشتوكي و المرحوم بلعيد. الا أنهم لم يجروا مقابلة بيننا ولقد كان كل خوفي متركزا في اماكن اكتشاف أصل المنشور المخطوط بالفرنسية والذي طبعناه في الماكينا ووزعناه.. وكان هذا الأصل تحت الراديو بمنزل اكتريناه للحركة في اسباتة, ادعيت عندما اكتشفوا أنني الذي اباشره، وأنني أكتريته لفائدة صديق يعمل ببلجيكا ومتزوج من بلجيكية, قرر أن يعود إلى أرض الوطن بصفة نهائية وطلب مني أن أكتري له منزلا ينزل به عندما يصل... الخ. ولقد عشت لحظة مريرة عندما حمل أحد المفتشين الراديو وحاول فك براغيه بظفره, تم مافتئوا يبحثون عنه أمام أعينهم تحت الراديو ولم ينتبهوا... لحظتها ونحن عائدين إلى الكوميسارية، قلت في نفسي - وكنا نقول دائما - أن حركتنا يقودها لله. هل مورس عليكم التعذيب؟ ليس كثيرا في كوميسارية البيضاء, التي رفضت تسليمنا أول الأمر لشرطة الرباط, إلا بعد تدخل مدير الأمن.. وفي الرباط عشنا العذاب بكل اصنافه بكوميسارية باب الأحد, حيث تمت مواجهتنا بالشهود. قضينا شهرين هناك، ثم قدمونا لقاضي التحقيق الذي سألني عن الزرقطوني فأجبته أنني لا أعرفه رغم مواجهتي بجملة من الحقائق الدامغة. وأمام إصراري على الانكار أعادني الى الكوميسارية ثلاثة أيام مورس علي خلالها تعذيب خاص، قررت الاعتراف بالوقائع التي يعرفونها لأنها لن تزيد ولن تنقص شيئا,وحكيت لهم عن بعض علاقتي مع الزرقطوني في الحدود التي لا يمكن أن تورط أحدا.. وعندها جاؤوا بي إلى سجن الدارالبيضاء. ثم إلى سجن العادر بعدها أليس كذلك؟ لا، أبدا أنا - خلافا لما يكتب أحيانا - لم اخرج قط من سجن البيضاء إلى العادر أو القنيطرة أو غيرهما. اين كنت عندما استشهد رفيقك الزرقطوني, وكيف تلقيت الخبر؟ علمت بالأمر في سجن البيضاء، وكان الخبر صاعقا بالطبع. والشهيد الراشدي الذي نفذ فيه حكم الإعدام، كان ضمن مجموعتكم؟ لا، ولكنني التقيته في السجن, حيث قضينا سويا مدة من الزمن. وفي السجن فقط تعرفت عليه واكتشفت أنه قريب لي من جهة أبي، وكنت احتاط منه في البداية عندما ادخوه علي في الزنزانة رحمه الله. إذ كنت اعتبر أن حالته الرثة و المبهدلة التي جيء به فيها إنما هي مناورة لجاسوس اتوا به لجمع معلومات المقاومة مني... ولكن قبل سجنكم تمت محاكمتكم، وصدرت في حقكم احكام الاعدام، هل تتذكرون معنا اجواء المحاكمة والمعنويات التي واجهتم بها هذه الأحكام الرهيبة؟ المعنويات ,وهي كل شيء في حياة حركات التحرر وحياة الأمم) كانت مرتفعة جدا بلغت الذروة. وجعلنا من المحاكمة واجهة أخرى لمعركتنا.. وكان المقاومون يسخرون من الأحكام... ولعلكم تعرفون كيف ووجه حتى تنفيذها من قبل الفدائيين مثل الشهيد أحمد الراشدي. كانت حصتك الإعدام في هذه المحاكمة؟ بل إعدامان و ثلاثة أحكام بالمؤبد أو العكس, ثلاثة إعدامات ومؤبدان، لم أعد اتذكر... ومن باب التحدي كنا نقر بمسؤولياتنا عن العمليات الفدائية ودافعنا على مشروعيتها, بل أنني وأمام المحكمة فقط، وبمحض ارادتي ودون أن يسألني أحد، اعترفت بعملية تفجير القطار السريع (كازا - الجي) لأن المسؤولية اقتضت الاعتراف والضمير قضى بإنقاذ المعتقلين - زورا - على انهم منفذو العملية والذين كان سيتم اعدامهم لو لم اعترف. ما الذي حال دون تنفيذ الأحكام فيكم؟ لطف لله. ولقد نفذ بعضها كما تعلمون، و كنت انا قاب قوسين من التصفية لولا عناية الله وقوة مخابرات المقاومة... كانت ستتم تصفيتي في السجن وبعد سبعة شهور من استقلال المغرب. وهل كنت معتقلا حتى بعد استقلال المغرب؟ أجل. لم يخل سبيلي إلا في أواخر ماي 1956. وطوال المدة كان يزورني احمد بنبركاش عامل الدارالبيضاء وادريس السلاوي. المستشار الحالي؟ نعم، وكان يقولان لي بأن السجن تابع لوزارة الدفاع الفرنسية وانه يجب التفاوض معها.. الخ... وكنت اجيبهم بأن عليهم ان يسلموني اذن الي وزارة الدفاع الفرنسية مادام توفر المغرب على جيش وشرطة مستقلين لا يحقق السيادة. لنعد، اذا سمحت السي محمد، الى انقاذ مخابرات المقاومة لك من التصفية؟ ذات يوم، في أواخر شهر ماي سنة 1956 جاءني رفيقي سعيد بونعيلات رفقة مناضل آخر, وأخبراني بأن علي ألا أبقى في السجن وإلا »ماغادي تبقاش« فمخابرات المقاومة, علمت بقرار تصفيتي ليلة ذاك اليوم وبالتالي فإن علي الخروج من السجن.