من وكيل يروج لأفلام مدرسة الموجة الفرنسية الجديدة التجريبية إلى كاتب وناقد سينمائي، لم يصنع المخرج الفرنسي الشهير برنار تافرنيي اسمه في عالم السينما إلا عندما أخرج أفلاما تنتمي لتيار لم يكن يحظى بشعبية في فرنسا خلال الستينيات وهو التيار الواقعي. هذا الميراث من الأفلام المخلصة للواقع هو ما احتفى به المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يوم أمس الأحد عندما منح تافرنيي جائزة النجمة الذهبية تكريما له على مجمل أعماله السينمائية في دورته الثامنة عشر. وعرض المهرجان نبذة من أشهر أعمال تافرنييه في السينما الفرنسية وفي هوليوود مثل «صانع الساعات» (ذا كلوك ميكر) و»القاضي والقاتل» (ذا جادج أند ذا أساسين) وفيلم «صفحة نظيفة» (كلين سليت) الذي ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، قبل أن يصعد الممثل الأمريكي الشهير هارفي كايتل، الذي عمل مع تافرنييه في فيلم «حارس الموت» (ديث واتش)، ليقدم له الجائزة وقال تافرنييه بعد تسلمه الجائزة إنه يقتسم هذا التكريم «مع كايتل والممثلين والمخرجين المغاربة ومع المشاهدين الذين لا يزالون يتدفقون على القاعات لمشاهدة الأفلام». وأضاف «أنا ابن مدينة ليون التي ينحدر منها الأخوان لوميير والتي توصلا فيها إلى أحد أكثر اختراعاتهما ثورية.. آلة السينماتوجراف.. تلك الآلة الثورية التي مكنتهما آنذاك من التقاط العالم». واختتم تافرنيي كلمته باقتباس من فيلم (الأيرلندي) أحدث أفلام المخرج مارتن سكورسيزي، مستعيرا عبارة وردت على لسان بطل الفيلم روبرت دي نيرو عندما قال «لست متأكدا إن كنت استحق هذا التكريم. لكني متأكد من أنني لا استحق التهاب المفاصل». وإلى جانب تافرنيي يكرم المهرجان أيضا الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد والممثلة المغربية منى فتو والممثلة الهندية بريانكا تشوبرا جوناس.وتستمر أعمال الدورة الثامنة عشر للمهرجان حتى السابع من ديسمبر.