«زروني كل ولاية مرة .. حرام تنسوني بالمرة» تنبيه : هذه المقالة كتبت في صيف 2012 ونظرا لراهنيتها وإصرار المعني على الغياب فيما يشبه البيات الشتوي ، وأساسا لقناعة رئيسه الهمام السيد بنكيران أنه وأمثاله سيفوزون في الاستحقاقات القابلة وهم نيام مستلقون على ظهورهم ، ولقناعتي بأن الفوز الافتراضي بهكذا منتخبين ليس إلا نقعا في سماء العبث .. أعيد نشرها تعميما لفائدة النوم في هذا الزمن المغربي الموحش.. مع تعديل طفيف حيث تغدو زيارة السنة زيارة في كل ولاية .. قبيل استحقاقات 25 نونبر 2011 بأيام ، كانت المفاجأة من العيار الثقيل .. لقد اختير عبد المولى الأب الملياردير الشهير مالك « كوماريت « وكيلا للائحة حزب « العدالة والتنمية « بسيدي قاسم بدل عبد المولى الابن عمدة مدينة طنجة السابق ... الذي كانت تتملكه رغبة جامحة من طنجة العالية إلى منحدر المرابيح في الترشيح في سيدي قاسم , مسقط رأس أبيه، لولا أن رياح عدالة القضاء هبت سرعا بما لم تشته سفن عدالة التنمية ... فجاء الأب وغاب الإبن.. فيما يشبه عقلية القبيلة و الغنيمة أو تبادل الأدوار و الإشارات الإيجابية... بلغة التجار . و للذكرى , فقد بدا عبد العالي عبد المولى وهو يدخل غمار الانتخابات التشريعية بدائرة سيدي قاسم بقامته القصيرة و هيئته النحيفة وسمته المتوهج وخطوه الوئيد المثخن بنخوة رهيبة وهيبة لا تليق بغير أمثاله.. كراهب مقدس يعود إلى الكنيسة بجلال ناذر وهيلمان هادر منتصب القامة على قصره ، لا يضيره خصومه في شيء.. فالرجل سبقته سمعته من بعيد.. وسبقه كرمه الذي يرويه مجربوه..وفوق هذا و ذاك حط قدمين ثابتتين على أرضية كتلة ناخبة حزبية محترمة و مغرية .. لم يكن ليعكر صفوها إلا ند أزيح بما لا يعلمه إلا الله و أرسل رأسا إلى حافلة العهد الجديد .. ليلتقيا فيما بعد تحت قبة البرلمان الدافئة .. لقد نظر إلى عبد العالي و حمى الانتخابات مستعرة كمنارة اقتصادية غرباوية شقت طريقها , كما يشقها الفرسان في حلبات السباق , في عالم المال و الأعمال بجسارة فريدة و لا في الأحلام .. أوليس بين الفقر المدقع و الثراء الفاحش .. مسافة جرأة و مغامرة ؟؟ ثم أليس في عودة هذا الرجل و قد جاوز عمر النبوة بعام إلى مسقط رأسه إيذان ببداية علاقة جديدة ملؤها الإخلاص و التفاني في خدمة ساكنة في أمس الحاجة إلى التفاتة أبنائها البررة .. وتدشين لطموح مشروع إلى تأسيس ميثاق تشاركي يؤسس لدينامية تنمية مستدامة تنهض بالإقليم الذي يعاني يتما فظيعا على كافة المستويات ؟ وفعلا كما كان متوقعا .. فاز عبد العالي عبد المولى عن حزب العدالة و التنمية بمقعد من المقاعد الخمسة المخصصة لإقليمسيدي قاسم و بحزمة من الأصوات باهرة و صادمة .. و تم التهليل و التطبيل لهذا الفوز الكاسح .. و تم التأكيد من أعلى مستوى في حزب بنكيران على أن تعويض عبد المولى الإبن بعبد المولى الأب تأكيد واضح و صارم على انتماء العائلة لمشروع العدالة و التنمية ورد « قوي « على الذين ما يزالون يشككون في انخراط سمير عبد المولى في الحزب « قلبا وقالبا «. وإذا أسعفتني الذاكرة فإنه سمير الإبن بالذات الذي تولى القول بقوة ووثوق في ( إن طموحه و طموح العدالة والتنمية في انتخابات 25 نونبر هو حصد مقعدين على الأقل بدائرة سيدي قاسم .. وبصدد صدقية انتمائه للعدالة والتنمية أجاب بالقول ( إن الله وحده يعلم ما في القلوب ). الآن وبعد مرور سبعة شهور ، وها قد صارت 38 شهرا بالتمام والكمال ، على ظفر عبد العالي عبد المولى بمقعد برلماني .. يحق لساكنة إقليمسيدي قاسم ككل ، إذ هو المرشح الفائز الوحيد الذي تمكن من استمالة أصوات من كل جماعات الإقليم سواء القروية منها أو البلدية .. أن تتساءل : ما هي القيمة المضافة لانتخاب عبدالمولى ..؟؟ أين هي تلكم الوعود التي نثرها ذات اليمين وذات الشمال بثقة مفرطة على امتداد مناطق الإقليم ..؟؟ ألا يستحضر عبد العالي الآن ، هناك بطنجة ، أو حيث لا أدري ، الثقة التي وضعها الناخبون فيه كشخص له أصل ، له جذور بالمنطقة وكحزب رفع كثيرا من سقف الوعود .. فيعمل على الوفاء ببعض من تلك الوعود التي قطعها على نفسه ، ولو بأثر رجعي ..؟؟ وهل لا زال يملك الجرأة على معاودة كرة الترشح ؟؟ أكاد أقول .. إن إقليمسيدي قاسم في حزن عميق .. لأن رجلا بحجم عبد العالي عبد المولى أخلف كل وعوده .. وأسقط كل الرهانات وأدخلها عنوة قاعة الانتظار .. ودخل منذ ظفره بالمقعد المريح في إجازة أشبه ببيات شتوي .. فهل كان في حاجة إلى مقعد برلماني بهذه الطريقة القاسية ؟؟ وهل كان ضروريا لحزب العدالة والتنمية بالإقليم أن ينخرط في هكذا تحالف .. فيعيد إنتاج تجارب انتخابية سابقة أضرت بأحزاب فأدت ثمن مثل هذه التزكيات باهظا من رصيدها وإشعاعها النضالي ؟؟ نعم .. مرت سبعة شهور ، وها قد صارت 38 شهرا بالتمام والكمال ، موسومة بغياب كلي عن هموم الإقليم .. قد يقول قائل : إن لدى عبد العالي هموما أكبر .. وانشغالات أهم .. وأجندة أخرى غير ما يحبل به إقليمسيدي قاسم من انتظارات ومشاكل ومتطلبات .. آخرها فضيحة كوماريت وما تلاها من اعتقالات ( لا أعرف من الخاتمة التراجيدية لهذه الفضيحة سوى إطلاق سراح النقابيين ) .. وقد يقول آخر: وما الذي يغيظكم في كل هذا الغياب .. طالما أن الحكومة بأكملها أصبحت تعبر عن عجز رهيب في تدبير انتظارات شعب برمته ؟ بل قد ينقنق شامت و متربص: ألم يكن من المفيد لساكنة الإقليم , و لو من باب أخف الضررين , نجاح منافسين يقيمون و يتواجدون بالمنطقة من أمثال يوسف بنزروال و عبد العزيز العلج و كمال الكرافص و إدريس الكيسي ولم لا حسن الهبشي أو حتى ... أصدق القارئ القول : لقد أخطأت التقدير السياسي مثلي مثل بقية خلق الله في الإقليم حين توهمت في زحمة الحملة الانتخابية , أن ظفر السيد عبد العالي بمقعد سيكون مفيدا للغاية لحزبه طبعا في المقام الأول وللمنطقة أيضا وعلى حد السواء .. فالرجل بكل تأكيد زاهد في تلك التعويضات التي ظل ابنه يردد أنها ستذهب رأسا لتسوية أكرية مقار الحزب بالإقليم ( وأظن الآن أن الأمر مجرد كلام ما قبل انتخابات محته وقائع ما بعد انتخابات ) .. بل زاهد في كل ما ينجر من الممارسة البرلمانية ككل.. و حتما سيصير ملاذا لكل دواوير الإقليم الغارقة في التهميش و النسيان .. أو بصيغة دقيقة وصريحة .. الرجل لم يأت من هناك من أقصى طنجة يسعى ليغتني من ريع المسلسل الانتخابي .. إنما جاء , و ليكن الأمر بعقلية القبيلة و الغنيمة أيضا , لينتشل قبيلته قبيلتنا من هاوية الإقصاء المبيت و اليتم المقيت .. و قد كبر الأمل مع تعيين رئيس الحكومة .. إذا صار الأمل يقينا .. في أن صوتنا و مطالبنا ستصل رأسا من فم الشيخ الجليل عبد العالي عبد المولى إلى أذن الشاب عبد الإله بنكيران .. وتلك حكاية أخرى . الآن لا شيء من هذا أو ذاك حدث .. أو سيحدث في قابل الأيام على ما يبدو .. لم نر عبد المولى منذ انتخابه .. الكل يتوسل إلى النظر إلى وجهه العزيز ليتملى بطلعته و سحنته .. لا ليصلح حالنا و أحوالنا .. و لكن فقط ، وأنا أتمنى أن أكون مخطئا بصدق ، لنستعيد حقيقة ضاعت منا في زحمة الهبل الانتخابي .. إن رجلا بهذا الشكل الضارب عمقا في تبرج هو مزيج من عوالم المال و الأعمال و الإقطاع .. لا يمكن أن يكون معنا في نهاية الحلم ولا حتى بدايته .. فلندعه إذا , هناك في برزخه المعلوم يتغيا لكوماريت قبل الإقليم مخرجا .. ففي خدمة نفسه خدمة للوطن و خدمة للإقليم و لنا أجمعين . و الآن أيضا .. أستطيع بدافع التعاطف النضالي و قواسم المواطنة المشتركة و نسغ الانتماء لإقليم يسكننا حبه والأمل الكثيف في رؤيته يرقى و يتحسن .. أستطيع أن أتصور حجم الغبن و فداحة الخجل الذي يستشعره وسيستشعره إلى نهاية هذه الولاية كافة مناضلي و مناضلات حزب العدالة و التنمية من مشرع بلقصيري إلى جرف الملحة و من الجرف إلى سيدي قاسم .. حيال سلوك السيد عبد العالي عبد المولى الذي أعاد إنتاج ممارسات منتخبين سابقين حالما ظفروا بالمقعد طاروا صوب انشغالاتهم تاركين أطر و قواعد أحزابهم في ورطة مع المصداقية و التاريخ .. و انتظارات معطلة إلى موعد آخر . فأي قدر إلهي .. هذا الذي يقود الإقليم إلى مساقات بئيسة و فاشلة ؟ وأية تراجيديا انتخابية هذه التي تجعل الإقليم دوما يخطئ موعده مع التاريخ و الحقيقة و أمل الإقلاع الحقيقي ؟ و هل بهكذا رجال منتخبين نتهيأ لجهوية موسعة و نسعى لانطلاقه تنموية هادفة و بناءة ؟ ..أي والله .. إن هناك خللا ما عطبا ما .. ووحده الله أيا سمير يعلم ما في القلوب .. وليعذرني ماو على هذا التحريف خاصة أن مشرع بلقصيري تحركت هذه الأيام لتندد من بين ما تندد به .. بالباكاص ( منتخبونا كالباكاص يجب كنسهم كل صباح ) . و مع كل هذا .. وعلى سبيل الأمل المزهر أكاد أتحسس أن عبد العالي عبد المولى لن يفعلها حتى النهاية .. لا بد أن يأتي عنده يوم يلتفت فيه إلى هذا الإقليم الذي لم يخذله .. بل أعطاه ما لم يعطه إلى بقية المنافسين .. فالرجل و لاشك من جيل تركبه حتما بين لحظة و أخرى حمية .. نعم حمية القبيلة .. ملاحظة هامة : إلى متم يناير 2015 لم نر عبد العالي عبد المولى