جلس الرجل بجثته الضخمة إلى جوار الطفلة ذات الأربع سنوات ومد لها الميكرفون، وطلب منها إعلان توبتها. الطفلة الصبية و كانت ترتدي الزي الداعشي، لا يظهر منها سوى الوجه واليدين، أعلنت توبتها عن المسلسل الكارتوني ««سبونج بوب»»، وعن الدمية «باربي».. السؤال الذي يغرق العقل في الذهول: متى تعلمت، طفلة عمرها 4 سنوات، الذنو ب والمعاصي، حتى ولو كانت من خيال داعشي مغرق في الظلمة؟ أولا، فالطفلة ستقضي سنتين، أو حولين في الرضاعة، وهي مدة لا تحسب في تعلم الذنوب، ولا في التمييز بين الحجر والكمثرى.. ثانيا، السنة الثالثة لا تتعدي فيها دورتها على العالم النطق ببعض الكلمات وببعض العبارات، ثم تدخل السنة الرابعة وتكتشف أنها كانت»مذنبة». يفضل الداعشيون أن يروا الفحشاء في كل اسم أنثوي، وعندما لا يجدونه، نظرا لصغر السن، فإنهم يستوردونه من العالم الآخر، عالم الشيطان الذي أنتج الفاجرة ««باربي»» والكافر ««سبونج بوب».» بحثت عن السبب الذي يجعل شخصية «بوب البونجا» فاحشة، وكان علي أن أعود إلى سيرته وأبحث وأنقب فوجدت أن «سبونج بوب»،هو مسلسل من الرسوم المتحركة، كتبها منشط تلفزيوني، وهو في الوقت نفسه عالم بيولوجيا، تروي قصة «البونجا» ، نعم «البونجا بوب» الصفراء المربعة، وأصدقاءها في أعماق المحيط الهادي. تقول السيرة الخاصة للسلسلة أنها وليدة دراسة عن البيولوجيا البحرية، وحياة الشخصية المميزة بالدينامية والضحك والتفاؤل، في بيته الأناناس في عمق اليم ، رفقة صديقه الحلزون غاري ، و»سبونج بوب» يعمل طباخا لدى سلطعون البحر، وهنا بدأت اقترب من السبب، لا شك أن المطعم الذي يديره السلطعون ، يقدم الخمر للزبناء، ولعل «باربي» تعمل راقصة «ستربتيز» لديهم. هذا ، ولا شك، هو الحل والسبب الذي يجعل الداعشيين الكبار يطالبون طفلة صغيرة بالتوبة عن اللعب مع «باربي» الفاسقة، المتبرجة بنت المتبرجين، و»السبونج بوب»، الذي يمثل قمة الفسق عندما يشتغل في أعماق البحر بدون « لباس إسلامي». والطفلة ما هو الذنب التي تتوب عنه؟ أليس تبرج «باربي» كافيا، وكفر «سبونج بوب» كافيا.. أيها العلمانيون الغلاة الذين لا تحبون الإسلام وتتربصون به الدوائر؟ الطفلة يجب أن تتلقى تربية إسلامية قحة، كأن تلعب برأس حقيقية ل»كافر» ياباني مقطوع، تطبيقا لشريعة الإسلام ، أو ما تبقى من جسد «كافر» إنجليزي من العلوج الذين يقتلون أبناءنا في العراق وفي سوريا وفي الطالبان، الصحافي جيمس فولي، الأشقر بن الأشقر العلج.. عندما أفكر في الحرب الحالية بين الداودية وبين بعض المواطنين حول أغنية ««اعطيني صاكي باغ نماكي»، يبدو لي أن الأمر لا يساوي ثمن «روجاليفر» الذي يدور حوله الموضوع، فلو كانت الداودية في داعش، لصنعوا لها «صاك النيت» من جلدها وشعرها.. أو ربما اعتبروها «باربي» الكبيرة ، ومنعوها في بلادهم عن الأطفال. الأمر المؤسف والذي يحير الأذهان ،كيف يجتمع في عقل واحد تفكير مثل هذا تسكنه الفزاعات وشهادة لا إله إلا الله. كيف يجتمع في عقل لمواطن مسلم في أرض الانبياء من يرى «باربي» لحما ودما وشهوات، و في عقله تمجيد لرب الكون القدير؟ قد يكون النموذج الجمالي للدمية «باربي»، بصدرها الطافح، وجيدها الناعم وساقيها الطويلتين مثل النخلة، لا يوافق النموذج الجمالي للداعشيين في القرن العشرين، لكن هل يمكن أن يروا فيها خروجا عن طاعة الله؟ ومع من ، مع طفلة؟؟ يبدو أن الأطفال الداعشيين يولدون من بطون أمهاتهم مثقلين بالذنوب، وعليهم بمجرد أن يروا النور أن يتوبوا.. يا آالله أعطنا الدموع الكثيرة لكي نبكي حالنا.. طويلا طويلا.