اعتبر طارق السكيتيوي، مدرب نهضة بركان، أن فريقه توفق في تحقيق الانتصار على فريق ليس بالسهل، وله جمهور كبير، مؤكدا أن فريقه سجل هدفه في الوقت المناسب، وتحديدا على بعد 30 دقيقة من نهاية المباراة، وتمكن من تدبير الوقت المتبقي بشكل جيد للحفاظ على شباكه نظيفة أمام خط هجوم أكاديري مندفع وقوي. مقابل هذا اعترف مدرب الحسنية غاموندي بأن نتيجة اليوم كانت جد مؤلمة بالنسبة إليه، لأن فريقه سيطر على مجريات اللقاء وخلق العديد من فرص التهديف، وكان بإمكانه على الأقل الخروج بالتعادل، وهو ما لم يتحقق بسبب أخطاء تحكيمية حرمت فريقنا، يقول عاموندي، من ضربات جزاء واضحة. وفعلا عرفت المباراة سيطرة واضحة للفريق الأكاديري، الذي تمكن خلال الشوط الأول من خلق عدة فرص للتهديف، لم يتمكن البركاوي من ترجمة اثنتين منهما، وتلتهما فرصة واضحة أخرى لعبد الكريم باعدي أخطأت الإطار. وتبقى أخطر فرصة أتيحت للفريق البركاني من تسديدة قوية لطراوري، توفق الحارس الحواصلي في تحويلها إلى ركنية. وعرفت نهاية هذا الشوط احتجاجا قويا للعناصر الأكاديرية وطاقمه التقني على حكم المباراة ياسين بوسليم، من عصبة تادلة، باعتبار أنه تغاظى عن الإعلان عن عدة أخطاء، ولم يكن يحمي اللاعبين من الخشونة والاندفاع البدني الزائد (حالة اللاعب باعدي على سبيل المثال وما تعرض له من خشونة من طرف اللاعب «أداما» دون أن يحرك الحكم ومساعده الأول ساكنا). هذا بالإضافة إلى أن بعض تدخلاته كانت تؤدي إلى تكسير إيقاع المباراة، وإيقاف بعض العمليات التي كان يقوم بها الفريق المحلي. وخلال الشوط الثاني سيتمكن الفريق البركاني، في حدود الدقيقة الخمسون، من توقيع هدف السبق بواسطة العربي الناجي، من تسديدة قوية على بعد حوالي 25 مترا، لم تترك أي حظ للحارس الحواصلي. واستمرت المباراة بهجمات الفريق الأكاديري بواسطة أوبيلا، ويوسف الفحلي، الذي عوض ماليك سيسي، وأعطى دينامية كبيرة لخط هجوم فريقه. كما ضاعت من باعدي فرصة أخرى للتهديف غاب عنها التركيز. وعرف هذا الشوط إشهار حكم المباراة للورقة الحمراء في وجه كل من لاعب الحسنية أوبيلا، ولاعب نهضة بركان طراوري. ويبقى الخطأ الأوضح للسيد بوسليم هو عدم إعلانه عن ضربة جزاء للمحليين، بعد إسقاط واضح لباعدي داخل المعترك، ثم في حدود الدقيقة 83، عن ضربة جزاء أخرى، بعد أن تم إسقاط مهاجم الحسنية الفحلي داخل المربع. وضاعت بعدها فرصة محققة أخرى لنفس اللاعب من كرة أرسلها فوق المرمى. كما أتيحت للفريق البركاني فرصة واضحة لإضافة هدف ثان ضاعت من اللاعب لعشير. وتجدد بعد الإعلان عن نهاية المباراة الاحتجاج على طاقم التحكيم، الذي غادر أرضية الملعب بصعوبة، وذلك ليس فقط بسبب ضربة أو ضربات الجزاء التي لم يعلن عنها، بل كذلك بسبب طرده المتسرع للاعبين أوبيلا وطراوري. فقد جعلت منه هذه القرارات الطرف الأكثر إثارة في هذه المباراة، التي ذكرت المتتبعين والحاضرين بملعب أدرار بمباراة أخرى لنفس الحكم، خلال الموسم الماضي، وأمام يوسفية برشيد. هذا دون إغفال الإشارة إلى أن الفريق الأكاديري الذي يعاني هذه الأيام من مشاكل داخلية بسبب التوتر القائم بين سكرتيرة النادي والمدرب غاموندي، والذي تحول إلى شأن عام لم تتمكن إدارة الفريق من إخماده، مازال لم يتمكن بعد من استعادة الفعالية الهجومية والتهديفية، التي ميزته خلال المواسم الأخيرة، وإن كان غاموندي قد أكد أن هذه الفعالية ستتحقق مع توالي المباريات. والصورة التي ظهر بها الفريق أمام نهضة بركان توحي بهذا. لكن هذا لن يغير من واقع أن الفريق تلقى أول هزيمة له بالميدان هذا الموسم، ولا بد من أن يتدبر أموره، بما فيها الأمور الداخلية، لكي يتجاوز تبعاتها.