جرى أول أمس الاثنين بالدارالبيضاء، توزيع عدد من الآليات، تتوزع بين سيارات إسعاف وشاحنات النفايات وحافلات النقل المدرسي، لفائدة الجماعات الترابية بجهة الدارالبيضاء- سطات، وتقدر قيمتها بما يفوق 66 مليون درهم. وتندرج هذه العملية في سياق سعي مجلس جهة الدارالبيضاء -سطات لتعزيز المنظومة الصحية، والنهوض بقطاع التعليم، ومحاربة الهدر المدرسي، وتحقيق التضامن المجالي، التي تعد أحد الركائز الأساسية لبرنامج تنمية الجهة. وأوضح رئيس مجلس الجهة مصطفى باكوري، في كلمة خلال حفل نظم بالمناسبة، أن توزيع هذه الآليات يعد عملية نوعية بالنظر إلى الغلاف المالي الذي خصص لها، وكذا إلى عدد الآليات التي ستوزع على الجماعات، والتي بلغ عددها 49 سيارة إسعاف، و58 حافلة للنقل المدرسي، و40 شاحنة لنقل النفايات، وذلك من أجل دعم ولوج الساكنة للخدمات الأساسية والمساهمة في دعم التمدرس والحد من الهدر المدرسي. وأضاف أن أهم ما يميز هذه العملية المهمة والنوعية كونها شبه شاملة، إذ ستهم 121 جماعة بتراب الجهة، مشيرا إلى أنه اعتمد في اختيارها على مؤشرات التنمية الخاصة بكل جماعة، مع الأخذ بعين الاعتبار الآليات المبرمجة من طرف برامج أخرى، وتحقيق العدالة المجالية بين مختلف عمالات وأقاليم الجهة. وأكد باكوري أنه من خلال هذه العملية، يسعى مجلس الجهة إلى الإسهام في كسب المزيد من الرهانات التنموية في سبيل الاستجابة إلى انتظارات ساكنة الجهة، والانخراط بكل مسؤولية في الجهود الرامية إلى الحد من الفوارق المجالية، ودعم الولوج إلى الخدمات الأساسية وفق التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس. وفي هذا السياق، ذكر باكوري بالاستراتيجية التنموية لمجلس الجهة، والتي سطرها برنامج تنمية الجهة من خلال برامج فعالة، تدعمها حزمة من الإجراءات التي تنتصر لمبادئ جودة الخدمات والمساواة في الولوج وتكافؤ الفرص والتكافل والتضامن والاستمرارية والقرب والأداء والنجاعة. ولهذه الغاية، يضيف المسؤول ذاته، سطر المجلس، في إطار برنامج تنمية الجهة، تصورا مندمجا، يهدف إلى جعل الجهة الإطار الأمثل لتنزيل الاستراتيجيات الوطنية، والوعاء الأنسب لترجمة السياسات العمومية الجهوية، من خلال برمجة مجموعة من المحاور الرامية إلى تعزيز أداء سياسة القرب واللامركزية، والتوزيع العادل للبنيات التحتية والتجهيزات الأساسية، عبر تقسيم وظيفي للتراب، يراعي خصوصيات كل منطقة بالمجالين القروي والحضري. وأضاف أن العالم القروي احتل مكانة مهمة في برنامج تنمية الجهة، الذي اشتمل على محور مهم «العالم القروي المندمج»، والذي يشتمل على مجموعة من المشاريع الطموحة التي من شأنها تقليص الفوارق المجالية خاصة بالعالم القروي، من خلال برمجة مشاريع نوعية كتدعيم الربط بالماء الصالح للشرب، وتوسيع التغطية بالكهرباء وتأهيل المراكز الجماعية وتطوير الولوجية للخدمات الأساسية والبنية التحتية. ومن جانبه، أبرز والي جهة الدارالبيضاء -سطات عامل عمالة الدارالبيضاء، سعيد أحميدوش، أهمية هذه العملية التي همت بالخصوص المجال القروي حتى يتمكن التلاميذ من متابعة دراستهم في أحسن الظروف، مبرزا أن هذه العملية تعد استثمارا كبيرا من شأنه العمل على فك العزلة عن المجال القروي بهذه الجهة. وأشار إلى أن توزيع سيارات إسعاف بدوره سيخلف آثارا إيجابية مباشرة على هذه الساكنة، وكذا الحد من الخصاص الذي تعانيه في المجال الصحي. وبعد أن نوه بالانتقاء الإيجابي للجماعات التي ستشمها هذه العملية، أكد أحميدوش على أهمية حسن استعمال هذه الآليات من أجل بلوغ النتائج المرجوة، مضيفا أن المسؤولية مشتركة للحرص على حسن استغلال هذه الآليات.