يشارك فيلمان مغربيان في مسابقة الأفلام الطويلة للدورة 24 للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بواغادوغو (فيسباكو). ويتعلق الأمر بفيلم «هم الكلاب» لهشام العسري و «حمى» لهشام عيوش، حسب القائمة التي نشرها الموقع الإلكتروني للمسابقة المقرر تنظيمها ما بين 28 فبراير و 7 مارس القادم بالعاصمة البوركينابية تحت شعار: «السينما الإفريقية: الإنتاج والبث في العصر الرقمي». كما يوقع المغرب حضوره في فئة الأفلام القصيرة بفيلم «من ماء ودم» لعبد الإله الجوهري وكذا في فئة الأفلام الوثائقية من خلال إنتاج «غناء السلاحف» لجواد غالب. وتعرف الدورة مشاركة 86 فيلما في المسابقة الرسمية من بينها 20 عملا لمسابقة الأفلام الطويلة و 22 عملا في فئة الأفلام القصيرة و20 عملا في فئة الوثائقي فضلا عن 9 أفلام في فئة المسلسلات التلفزيونية. كما تعرف الدورة عرض 15 فيلما في فئة «أفلام المدارس الافريقية للسينما» بمشاركة فيلمين من المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش. يذكر أن لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل لمهرجان واغادوغو يرأسها المخرج الغاني كواو أنساح. تجدر الإشارة الى أن فيلم « هم الكلاب» تقوم فكرته على فريق عمل تلفزيوني، خرج من أجل تصوير مظاهرات واحتجاجات 20 فبراير (المطالبة بالتغيير في المغرب في عام 2011 وكانت من تداعيات أحداث الربيع العربي)، والخروج بموضوع قيّم. وأثناء تصوير الفريق، يسترعي اهتمام صحفيي الطاقم، رجلا مرتبكا ضائعا وسط الجماهير، يتبعه الطاقم الصحفي، ويحاول استخراج مادّة منه صالحة للتلفزيون. وفي مسار البحث المتوازي هذا، يعثر الطاقم الصحفي على مادة إعلامية مثيرة، ويتمكن الرجل المجهول معهم من تعقب آثار حياة انقطعت بسبب اعتقاله في أحداث 1981 بالدار البيضاء (المعروفة باحتجاجات الخبز في المغرب المندّدة بارتفاع الأسعار)، وهي الأحداث التي راح ضحيتها العديد من المواطنين المغاربة، واعتقلوا في السجون لسنوات طويلة. ثلاثون سنة مرّت على اعتقال الرجل المجهول (حسن باديدة)، عرف خلالها المغرب الكثير من التغييرات، التي لم يستطع أن يستوعبها في البداية، لأنه اعتقل في الاحتجاجات، وأطلق سراحه في أوج احتجاجات حركة 20 فبراير، ولكن واقع الحال لم يتغيّر كثيرا. إنها قصة رجل دون اسم، لا يتذكر إلا رقمه كسجين (404)، يبحث لنفسه عن موطئ قدم، ويكتشف بفضل الطاقم الصحفي أن زوجته تزوّجت في غيابه، وأنجبت أطفالا آخرين، وأن طفليه لا يتذكرانه على الإطلاق، إذ كان الكل يعتقد أنه متوف. ويحكي شريط «حمى» قصة بنجامان وهو طفل يبحث عن والده المهاجر في باريس، الذي لا يعرف عنه الشيء الكثير، ويواجه مصاعب حياتية موغلة في التعقيد. ويقدم الشريط الذي شخص أدوار بطولته كل من الممثلين الفرنسيين ديدي ميشون وسليمان دازي، وفريدة عمروش، صورة مجتمع مفكك، رسمت بلغة بصرية دقيقة مشاعر طفولة تعيسة تبحث عن عيش أرغد في كنف أسرة مستقرة.