بالرغم من الحملات الاستباقية الموسعة التي شنتها السلطات المحلية والأمنية بمدينة الجديدة لمصادرة العجلات المطاطية المخزنة من أجل استغلالها من طرف شباب المدينة في إشعال نيران «الشعالة» بمناسبة ليلة عاشوراء، وبالرغم من الإنزال الكثيف لعناصر الأمن والوقاية المدنية والقوات المساعدة وأعوان السلطة، فقد تمكن العديدون من إضرام النيران في مجموعة من المواقع مثل حي القلعة ودرب لاحونا ودرب غلف والحي البرتغالي، في حين استطاعت الفرق الأمنية أن تحول دون تمكن الشباب من إشعال النيران في حي المويلحة رغم كثافة التجمهر ، وقد كان للغة التفاوض والإقناع دور جد إيجابي انتهجته هذه الفرق ودفعت بها الشبان إلى الإحجام عن هذا الفعل الذي أخذ في الآونة الأخيرة يخرج عن نطاقه الاحتفالي خصوصا بعد أن صار الاعتماد على العجلات المطاطية المتهالكة وقودا أساسيا، وصار مقترنا بحالة من حالات الفوضى .. ففي الساعات الأولى من ليلة الإثنين – الثلاثاء ، كانت تلاحظ تجمعات للشبان في المواقع التي ألفوا إحياء ليلة عاشوراء فيها وفي محيطها يهتفون ويفرقعون مفرقعات تختلف درجة دويها وكذلك درجة ألوان فرقعتها، كما لوحظت السلطات المحلية بمختلف تشكيلاتها تجوب مختلف أحياء المدينة للحيلولة دون إقدام الشبان على خلق أية نواة ل» الشعالة « نظرا لما يخلفه الدخان المتصاعد منها من تلويث وتسميم لأجواء هذه المواقع وقد يمتد خارجها، وأيضا لحالات عرقلة السير والجولان خصوصا وأنهم اعتادوا على إشعالها في مركز تقاطعات بعض الشوارع أو الأزقة والساحات .. غير أن العديد من الإشكالات التي ستبقى مطروحة ما لم يتم التعامل معها من منطق الحلول الاستباقية الناجعة ، من قبيل مصدر هذه العجلات وفيما إذا كان البعض يستغل مناسبة عاشوراء ليعمد إلى التخلص السنوي منها دون كلفة أو عناء ، وبالتالي يوفر، عن غير قصد، وقودا لفعل صار يقض المضاجع، ومن قبيل تنظيم عمليات تحسيس ولم لا خلق أجهزة مؤسساتية تتكفل بجمع العجلات المطاطية التي تخرج عن نطاق الخدمة على مدار الأسبوع وتسويقها للوحدات الصناعية التي لها بها حاجة، كما يتعين تشديد الحظر على المفرقعات التي تشكل مصدر هلع وفزع في النفوس خصوصا وأن تصنيعها وتوريدها وبيعها وتداولها من الأمور التي ينبغي أخذها بالجدية المطلوبة ليس على صعيد مدينة الجديدة فقط، وإنما على الصعيد الوطني عموما، والعمل من أجل تجفيف منابعها..