خلّد العالم، أول أمس الثلاثاء 10 شتنبر 2019، فعاليات اليوم العالمي ضد الانتحار، تحت وقع الأرقام الصادمة عن أعداد المنتحرين عبر العالم، إذ أكدت منظمة الصحة العالمية أنه خلال كل 40 ثانية يقدم شخص على الانتحار. وكانت المنظمة التابعة للأمم المتحدة قد أوضحت أن المغرب هو أحد الدول التي تعرف حضور هذه الآفة، إذ يحتل الرتبة الثانية عربيا و119 عالميا في أعداد المنتحرين، مبرزة أنه جرى تسجيل أكثر من 800 حالة انتحار في العقد الأخير، مقابل 677 حالة في الجزائر و262 حالة في تونس، بينما تصدرت السودان قائمة المنتحرين. بالمقابل يؤكد مهتمون بالظاهرة في المغرب، أن الأرقام المعلنة لا تلامس الواقع الفعلي لحالات الانتحار في بلادنا، التي هي في تصاعد متواصل، في ظل عدم توفر سجل رسمي لتقديم أرقام مضبوطة عن عدد الحالات، التي يرى فاعلون مدنيون أنها تصل إلى أكثر من 1600 حالة انتحار في السنة بمعدل 4 حالات يوميا، مشيرين إلى تفاقم الوضع، وهو ما أكدته حالات الانتحار التي ارتفعت حدتها في المغرب خلال السنتين الأخيرتين، خاصة في منطقة الشمال التي عرفت مدّا تصاعديا خطيرا يطرح أكثر من علامة استفهام حول الأسباب والدواعي التي أدت إلى إقدام المنتحرين على هذه الخطوة، في الوقت الذي يرى فيه عدد من المختصين في الطب النفسي أن الدوافع قد تكون مادية أو عاطفية، وبالتالي فهي تؤثر على الوضع النفسي للشخص الذي يجد أن استمراره في الحياة ليس مجديا فيقدم على هذا الفعل الشنيع. ويؤكد الخبراء أن نسبة 70 في المئة من الأشخاص الذين انتحروا بشكل عام كانوا يعانون من الاكتئاب وأن 10 في المئة من المنتحرين كانوا مصابين بالفصام، بينما البقية ترى في انتحارها فعلا احتجاجيا يسائل عددا من الجهات. ودعت منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار إلى تكثيف حملات التحسيس والتوعية بهدف زرع الثقة في الأشخاص المحتمل إقدامهم على خطوة الانتحار لكي يعدلوا عن تنفيذ المخططات التي تنتابهم بين الفينة والأخرى، ونبهت إلى أن حوالي 800 ألف شخص يضعون حدا لحياتهم كل سنة، إذ يعتبر الانتحار ثاني أسباب الوفاة عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 29 سنة، هذا في الوقت الذي تسجل فيه نسبة 79 في المئة من الحالات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.