ستنطلق كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم اليوم السبت بعدما سبقها جدل هائل انتهى بنقل البطولة إلى غينيا الاستوائية بسبب مخاوف من فيروس الايبولا القاتل. وسيتنافس 16 فريقا في البطولة التي تقام كل عامين سعيا لنيل أهم الألقاب في القارة في منافسات ستستمر حتى الثامن من فبراير . ولم تشهد الكثير من البطولات السابقة مثل هذا التوتر المحموم إذ جرد المغرب من تنظيم نهائيات 2015 بعدما سعى للتأجيل في أعقاب انتشار الايبولا في غرب افريقيا. وفجر الطلب المغربي أزمة انتهت باختيار مضيف جديد منذ أسابيع قليلة. ولم تقنع مخاوف المغرب من انتقال فيروس الايبولا مع المشجعين المسافرين إليه وتدمير صناعة السياحة المغربية ، الاتحاد الإفريقي لكرة القدم فرفض الطلب وجرد البلد العربي من حق الاستضافة. والآن بدلا من تقام البطولة في بلد غني بالموارد سبق وكان أحد المتنافسين على استضافة نهائيات كأس العالم فإنها انتقلت لأحد أصغر بلدان غرب إفريقيا وأكثرها غموضا. وغينيا الاستوائية مستعمرة اسبانية سابقة عثر في أراضيها مؤخرا فقط على ثروات نفطية والآن تحظى بالتقدير لتدخلها من أجل إنقاذ أهم بطولات القارة. فهذا البلد كان الوحيد الذي عرض إقامة البطولة في أراضيه وأنقذ الاتحاد الإفريقي بالتالي من احتمال نقل تنظيمها إلى قطر. وهذه المرة ، ليس للبطولة مرشحين واضحين فالكل يعتقد أنه قادر على الخروج بطلا في نهاية الأسابيع الثلاثة. والجزائر التي بلغت الدور الثاني في كأس العالم بالبرازيل العام الماضي هي أعلى فرق القارة تصنيفا ولعلها كانت ستعد الأوفر حظا لنيل اللقب لو أن البطولة بقيت في جارتها المغرب. وكذلك تونس التي تألقت ولم تخسر في تصفيات استمرت لثلاثة أشهر فقط بين سبتمبر ونوفمبر . لكن يندر أن يتألق الفريقان العربيان في الظروف الصعبة في إفريقيا. وفشلت نيجيريا حاملة اللقب في التأهل لكن لا يزال هناك عدد من الفرق القوية من غرب إفريقيا كغاناوغينيا والكوت ديفوار ومالي والسنغال وبوركينا فاسو التي فاجأت الجميع ببلوغ النهائي في جنوب إفريقيا قبل عامين. تلك النهائيات بجنوب إفريقيا وسابقتها أيضا أنهتهما مالي في المركز الثالث كما بلغت غانا قبل النهائي في المرتين. ولم يسبق للسنغال وهي واحدة من أكثر فرق إفريقيا قوة الفوز باللقب القاري لكنها واحدة من المرشحين المهمين. الكوت ديفوار، بدورها لطالما اعتبرت من المرشحين لكنها فشلت في التتويج في النسخ الخمس السابقة بعدما نالت اللقب مرة وحيدة في 1992 . وهذه المرة سيلعب الفريق بدون مهاجمه المعتزل ديدييه دروجبا وبعدما عانى خلال التصفيات. وقد يكون اللقب هذه المرة من نصيب الكاميرون جارة البلد المضيف. فالفريق يمر بانتفاضة رائعة بعد خيبة الأمل الكبيرة في كأس العالم بالبرازيل. كما ستوفر الكونجو وجمهورية الكونجو الديمقراطية والغابون حضورا قويا من وسط إفريقيا في حين أن جنوب إفريقيا وزامبيا هما البلدان الوحيدان المشاركان من جنوب القارة. وتعود جزر الرأس الأخضر للنهائيات بعد مفاجأة وصولها لدور الثمانية قبل عامين وهذه المرة فريقها أقوى وفرصه غير قليلة لتحقيق مفاجآت أكبر. وستقام المباريات في أربعة ملاعب. وخضعت الملاعب في باتا ومالابو لعمليات تطوير قبل أن تشترك غينيا الاستوائية في استضافة نهائيات 2012 مع الغابون بينما شيدت ملاعب أصغر حجما في كل من إيبيبيين (بسعة ثمانية آلاف مقعد) ومونجومو (بسعة 15 ألف مقعد) على الحدود الشرقية للبلاد. والملعب في مونجومو مقام في جزيرة بالمحيط الأطلسي حيث تقع العاصمة مالابو. وستقام المباراة الافتتاحية وكذلك النهائية في باتا. مغربيان ضمن حكام أمم إفريقيا يشارك 45 حكما للساحة والراية في نهائيات كأس الأمم الإفريقية الثلاثين، التي تقام في غينيا الاستوائية من 17 يناير الحالي إلى 8 فبراير المقبل. وتضمنت اللائحة 22 حكما للوسط، من بينهم 5 حكام عرب، هم الجزائري مهدي عبيد شارف والموريتاني علي لمغيفري والمصري جهاد جريشة والتونسي محمد سعيد الكردي والمغربي بوشعيب لحرش. وضمت اللائحة 23 حكما للراية، بينهم 7 حكام عرب هم المغربي رضوان عشيق والتونسي أنور حميلة والجزائري عبد الحق إيتشيالي والسودانيان الفضيل محمد حسين ووليد أحمد علي والجيبوتي حسن ياسين والمصري تحسين أبو السادات بدير. يذكر أنها المرة الثالثة على التوالي التي لم تتضمن اللائحة حكاما من القارة الآسيوية، خلافا لما درجت عليه العادة في النسخ السابقة، في إطار التعاون بين الاتحادين القاريين الإفريقي والآسيوي.