عاشت ألعاب القوى المغربية، خلال الألعاب الإفريقية، التي احتضنتها بلادنا، مهزلة تلو أخرى. فطيلة أيام منافسات هذه الرياضية ظهر جليا بأن ألعاب القوى المغربية تحولت من أم الرياضات إلى أم المهازل. ويأتي هذا التحول الخطير، بعد أن كان المغرب احتل الرتبة الخامسة في بطولة العالم سنة 1990 بمدينة سيفيا بإسبانيا.وفي سنة 1999 كان فاز ببطولة إفريقيا، وهي البطولة التي كانت احتضنتها القاهرة عاصمة مصر. وفشلت جامعة ألعاب القوى في إهداء المغرب ميدالية ذهبية واحدة،واكتفت بالفضة والنحاس،حيث حصلت على مجموع 11 ميدالية فقط منها 6 نحاسيات . ووضعت هذه الحصيلة، ألعاب القوى المغربية، في الرتبة 14 إفريقيا بالرغم من اعتمادها على أبرز الأسماء التي كانت دائما تتغنى بإنجازاتها،كما أن حصيلتها كانت سببا في احتلال المغرب للرتبة الخامسة، بالرغم من تنظيمه لهذه الألعاب ومشاركته بأكثر من 500 رياضي. ومن أغرب المفارقات، أن بلدانا يقال عنها، بأنها فقيرة اقتصاديا ، استطاعت الفوز بالذهب،وبالتالي عزف نشيدها الوطني في أكبر محفل رياضي إفريقي،ونذكر على سبيل المثال لا الحصر دولة «غامبيا»و»زامبيا»،كما أن دولة الجزائر التي تعرف حراكا سياسيا منذ مدة طويلة استطاعت الفوز ب 5 ميداليات ذهبية جعلتها تحتل الرتبة الرابعة إفريقيا. وشكل اليوم الأخير من المنافسات،صدمة كبيرة لكل المغاربة الذين كانوا شهودا على تواضع من كانوا يوما أبطالا، وأصبحوا عاجزين عن منافسة الأبطال النيجيرين والكينيين،والإثيوبيين الذين تنافسوا بشراسة، على الذهب فنالوه. وتابع الجميع كيف أن بوديوم 5000م كان كله كينيا بذهبه وفضته ونحاسه،في حين كان نصيب المغاربة،الإحباط،وخيبة الأمل. وفي الوقت الذي كان فيه العداؤون المغاربة، يجرون بسيقان، منهكة وراء الذهب الذي لم يبلغوه،جنت سيقان أبطال نيجيريا 23 ميدالية، 10 منها من الذهب،وانتزع الكينيون 20 ميدالية منها 10 ذهبيات أيضا. وأسقط الأبطال الأفارقة ورقة الثوث،فتعرى واقع ألعاب القوى المغربية، التي فقدت الكثير من بريقها وإشعاعها إلى الحد أنها لم تعد تتغنى إلا بإنجازات «يوسف البقالي» وحده في سباق 3000 م موانع،مع العلم أنه لم يكن في الموعد خلال هذه الألعاب واكتفى بالميدالية النحاسية. وهنا لا أحد من حقه التحدث عن مشاركته في ملتقى باريس، كمبرر لفشله،لأن من فاز بالذهب نافسه في السباق في باريس وكان احتل المرتبة الثانية. وعرت نتائج ألعاب القوى،خلال الألعاب الإفريقية،ضعف الإدارة التقنية لهذه الجامعة ،لأنها لم تعد تستهلك إلا ما عندها،لأنها عاجزة كل العجز عن إنتاج الأبطال،عاجزة عن خلق جو يحفز العدائين ،ولا أقول الابطال للفوز،وهذا شيء عادي جدا،ذلك أن هناك صراعات وتطاحنات كبيرة بين المدربين،فيما بينهم،وهذا يفسر عدد المدربين الذين يتم تغييرهم،وهو ما عمق غياب روح التضامن بين العدائين،خاصة وأن لكل عداء مدربه،وهنا نتساءل عن الدور الذي يقوم به المدير التقني للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى. وهنا لابد أن نستحضر تضحية البطل «عادل الكوش» في بطولة العالم سنة 1990 ،حيث نفذ تاكتيكا قاسيا خطط له عزيز داودة،فتمكن البطل هشام الكروج من الفوز، وكان المغرب هو الفائز الأول. وكذبت نتائج الألعاب الإفريقية، أسطوانة التكوين، والمراكز الجهوية ،التي لا يتردد رئيس الجامعة في ترديدها في كل مناسبة،متخذا منها تلك الشجرة التي تخفي الغابة. ويكفي القيام باستحضار لإنجازات مجموعة من الأبطال المغاربة(سعيد اعويطة،خالد السكاح،هشام الكروج،نزهة بيدوان،نوال المتوكل،صلاح حيسو،على الزين، رشيد لبصير،فاطمة الفقير،حسناء بنحسي،جواد غريب،إبراهيم لحلافي،و عبدالسلام الراضي صاحب أول ميدالية أولمبية فضية للمغرب، والعديد غيرهم) لنقف على التراجع الكبير الذي عرفته ألعاب القوى المغربية.