قبل شهور قليلة، حقق المنتخب الجزائري لكرة القدم حلما طال انتظاره وتأهل للمرة الأولى في تاريخه إلى الدور الثاني ببطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، بعد ثلاثة عقود من مشاركته الأولى في البطولة العالمية. والآن، أصبح هدف الفريق هو تحقيق ما لم يحققه على مدار ربع قرن من الزمان، وهو الفوز بلقبه الثاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية، حيث سبق للفريق أن أحرز اللقب مرة واحدة سابقة عندما استضافت بلاده البطولة. وعلى مدار أول 11 نسخة من البطولة الإفريقية، لم يشارك المنتخب الجزائري (محاربو الصحراء) إلا في نسخة واحدة وذلك في عام 1968 بإثيوبيا، وخرج الفريق من الدور الأول. ولكن المشاركة الثانية للفريق شهدت نجاحا جيدا في نسخة 1980، حيث فاز الفريق بالمركز الثاني. ومنذ هذه النسخة، أصبح المنتخب الجزائري حاضرا بشكل شبه منتظم في البطولة الإفريقية، ولكنه لم يحرز اللقب سوى مرة واحدة عندما استضافت بلاده البطولة في عام 1990 . وعلى مدار فترات عديدة، كان المنتخب الجزائري من المرشحين البارزين لإحراز اللقب الإفريقي خاصة في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، والتي شهدت تأهل الفريق مرتين إلى بطولات كأس العالم وتفجير مفاجآت لا تزال خالدة في تاريخ البطولة العالمية. ولكن ظلت إنجازات الخضر في البطولة الأفريقية قاصرة على لقب عام 1990 . ورغم هذا، جاءت الطفرة التي شهدتها الكرة الجزائرية في السنوات الأخيرة، لتؤكد قدرة الفريق على إحراز اللقب الأفريقي للمرة الثانية في تاريخه. وفاجأ المنتخب الجزائري العالم كله بعروضه الراقية في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، وتأهل إلى الدور الثاني بجدارة بعدما حل ثانيا في مجموعته خلف المنتخب البلجيكي، وعلى حساب منتخبي روسيا وكوريا الجنوبية. ولكن الحظ العاثر أوقعه في مواجهة المنتخب الألماني العريق في دور الثمانية، ليخسر محاربو الصحراء بصعوبة بالغة ويودعون البطولة مرفوعي الرأس، ويستكمل المنتخب الألماني طريقه حتى منصة التتويج باللقب. ومنح المونديال البرازيلي دفعة معنوية هائلة للخضر ، الذين عبروا إلى نهائيات كأس إفريقيا الثلاثين، والتي تستضيفها غينيا الاستوائية بداية من يوم السبت المقبل، بعد تصدر مجموعته في التصفيات برصيد 15 نقطة من خمسة انتصارات وهزيمة واحدة. ولكن المنتخب الجزائري سيكون بحاجة إلى تقديم نفس المستوى الذي ظهر عليه في المونديال البرازيلي، وربما تقديم مستوى أفضل إذا أراد العبور من مجموعة الموت، التي تضم معه منتخبات غانا والسنغال وجنوب أفريقيا. وما يطمئن الفريق بالفعل في البطولة الإفريقية المرتقبة هو مشاركة معظم النجوم الذين تألقوا معه بالمونديال في مسيرته الإفريقية المقبلة. ويأتي في مقدمة هؤلاء النجوم سفيان فيغولي، لاعب خط وسط بلنسية الإسباني، ونبيل بن طالب لاعب توتنهام الإنجليزي وسفير تايدر نجم خط وسط أنتر ميلان الإيطالي سابقا ونجم ساسولو الإيطالي حاليا ورفيق حليش مدافع أكاديميكا البرتغالي سابقا ونجم قطر القطري حاليا وفوزي غلام مدافع نابولي الإيطالي والعربي هلال سوداني مهاجم دينامو زغرب الكرواتي وإسلام سليماني مهاجم سبورتنغ لشبونة البرتغالي. كما يتألق في صفوف الفريق المدافع صاحب الخبرة الكبيرة مجيد بوقرة، قائد المنتخب الجزائري والمحترف في صفوف الفجيرة الإماراتي. كما يشارك الفريق في المعترك الإفريقي تحت قيادة أوروبية، حيث يدربه الفرنسي كريستيان جوركوف، الذي تولى المسؤولية خلفا للبوسني وحيد خليلوزيتش عقب المونديال البرازيلي. وإذا عبر الخضر هذه المجموعة الصعبة، سيكون الفريق قادرا على المنافسة بقوة على اللقب، في ظل غياب فرق أخرى عريقة مثل منتخبي مصر ونيجيريا، حاملة اللقب، وتراجع مستوى منتخبات أخرى مثل كوت ديفوار والكاميرون.