تعرف مختلف المحطات الطرقية، أياما قبل عيد الأضحى، فوضى عارمة بسبب توافد أعداد كبيرة من المسافرين الراغبين في السفر لقضاء فترة العيد مع ذويهم، كما ترتفع أسعار التذاكر ارتفاعا صاروخيا وتتكرر معاناة المسافرين مع وسائل النقل الطرقي سواء منها الحافلات أو سيارات الأجرة الكبيرة الرابطة بين المدن، في غياب أي تدخل للمسؤولين على أرض الواقع للحيلولة دون استغلال جيوب المواطنين في السوق السوداء التي تنتعش في هذه الفترة من كل سنة . هذا الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه بلادنا قبل عيد الأضحى من كل سنة يلاحظ على مستوى المحطات وعلى جوانب الطرقات لمسافرين ينتظرون من ينقلهم لوجهاتهم بالأثمنة التي تُفرض عليهم، يقبلون بها مضطرين بسبب غياب حافلات كافية تغطي حجم الطلب المتزايد الذي تعرفه فترة العيد، خصوصا بالنسبة لأولئك الذين ينحدرون من الجنوب الشرقي للمملكة والذين يستغلون هذه المناسبة الدينية كل سنة للعودة إلى مدنهم الأصلية. وحسب بعض المهنيين بمحطة أولاد زيان بالبيضاء فقد أرجعوا الزيادات التي تطال أثمنة التذاكر في هذه المناسبة إلى الرخص الاستثنائية التي تمنح لحافلات يكون مسارها مختلفا في الأوقات العادية، وذلك لمواجهة أسراب المسافرين المضاعفة ونقلهم إلى وجهاتهم، وشدد هؤلاء أنهم يرفعون من سعر التذكرة لأن الحافلة ستعود إلى نقطة انطلاقها دون ركاب مما يضطرهم لرفع الأثمنة لتغطية المصاريف والحصول على هامش ربح ولو كان قليلا، حسب تصريحهم، كما أجمعوا أن الزيادات تلاحظ بشكل كبير في الوجهات الجنوبية كالراشيدية وزاكورة وورزازات وتنغير وكل مناطق الجنوب الشرقي للمملكة، وبشكل أقل حدة بوجهات مدن الشمال. وفي حديث مع بعض الركاب المنتشرين بأرجاء المحطة أكدوا أنهم يتعرضون كل سنة لهذا النوع من الزيادات غير المبررة والتي ترهق جيوبهم، خصوصا إن كانوا مرافقين بعائلاتهم وأطفالهم. الزيادات غير القانونية في أثمنة التذاكر والاكتظاظ وجميع أنواع السلوكيات الحاطة من كرامة المسافرين وفوضى «الكورتية» الذين يتسيدون المحطات ووضعية الحافلات المتهالكة تجعل من هذه الأخيرة مرتعا لابتزاز المسافرين واستغلالهم، خصوصا أيام العطل والمناسبات، أمام أعين المسؤولين عن هذه المحطات، ورغم بعض الإجراءات التي يتم الإعلان عنها في آخر اللحظات إلا أنها تبقى دون مفعول يذكر.