استحضر الأخ إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في كلمته التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر الإقليمي السادس بفاس، الذي تزامن انعقاد هذا المؤتمر وتخليد الشعب المغربي لذكرى 11 يناير، شهداء الوطن واعتبر ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال، هي لحظة وفاء ليس فقط لشهداء الحزب بل وفاء لإبداعهم الفكري ومنتوجهم السياسي من أجل أن نكون شعبا متميزا في غرب البحر الأبيض المتوسط، ووقف عن مقولة الراحل عبد الرحيم بوعبيد، التي اعتبر فيها بأن الحاضرة الادريسية «ترموميتر»الفعل السياسي، ومحرار النضال الوطني ومنطلق المقاومة والانخراط في المشروع الديمقراطي، مرددا، «إذا سخنت فاس سخن المغرب، وإذا بردات برد المغرب»، وذلك بهدف إبراز مكانة وقيمة هذه المدينة الوطنية التي ستظل مسؤولية الأحزاب الوطنية والديمقراطية، معلقا على الاستطلاعات المخذولة التي لن تؤثر على المغاربة، مبرزا أنها لم تقدم نتائج حقيقية، وإلى أن يصبح لذلك مقاييس على اعتبار المغرب لا يتوفر على قانون يؤطر ويضبط وينظم استطلاعات الرأي، فإن الاستطلاعات يسرى عليها ما سرى على استطلاعات الرأي الاستعماري في 1955، الذي نشر بإحدى الجرائد أن محمد الخامس لم يعد يحظى بالشعبية، ليقول الشعب وقتها كلمته التي كذب من نتجته الاستطلاعات المؤدى عنها.. وقد وجه الأخ إدريس، من قلب المؤتمر الإقليمي الذي نظم تحت شعار» تعبئة شاملة من أجل استعادة المبادرة، لإعطاء نفس جديد للمشروع الحداثي الديمقراطي» واحتضنته القاعة الكبرى لمدرسة الفنون الجميلة بطريق عين الشقف بفاس، انتقادات واسعة إلى حكومة بنكيران التي لم تقم بأي مجهود يذكر إن على المستوى الخارجي أو الداخلي بالرغم من كون ملك المغرب محمد السادس جزم في خطابه الشهير بمناسبة 6 نونبر 2014، ذكرى المسيرة الخضراء، بأن تكون سنة 2015 سنة الحسم بالنسبة لملف الصحراء، وحمل فيه المغاربة المسؤولية، على اعتبار أن قضية الصحراء هي قضية كل المغاربة، الشيء الذي جعل أحزاب المعارضة تقرر تبني الدفاع عن الملف أمام المحافل الدولية وكل من موقعه، منتقدا الرأي العام الدولي الذي يكيل بمكيالين في عدد من القضايا المرتبطة بشؤون المغرب، حيث يعتبر الدولة المغربية نموذجية في كل شيء لكن عندما يتعلق الأمر بملف الصحراء تتغير الأحكام يتهمون المغرب بخرقه لحقوق الإنسان... مسائلا، رئيس الحكومة ماذا أعد للتحضير لأبريل الذي ستعرض فيه القضية الوطنية من جديد على أنظار الأممالمتحدة ؟، بل أنه اكتفى فقط بالتعيينات في المناصب السامية وما عدا ذلك ترك للمجهول وفق تعامل مزاجي وبالتالي لا يمكن الحديث إلا عن سياسة حكومية محتقنة شعارها العنف والقمع لكل الفئات ذات المطالب المشروعة. بدوره، أبرز محمد أوراغ، الكاتب الجهوي للحزب، أن المؤتمر الإقليمي السادس ينعقد في سياق عام وفي ظل سياسة عمومية محتقنة يقودها حزب يخلط بين الدولة والحكومة، وأن انتخابات 25 نونبر أعطت للحزب الحاكم شيكا على بياض ليتحكم في مصير المغرب والمغاربة وفق مزاجية لم يعرفها المشهد السياسي، مزاجية يحكمها قاموس يمنح من حقل الاستبداد والتسلط، ومن أهم تجليات ومظاهر هذا السلوك العدواني على مكتسبات الشعب المغربي العنف الذي واجهت به كل الاحتجاجات والتعبيرات النضالية المختلفة والقمع لكل الفئات ذات المطالب المشروعة... وبعد مداخلة كل من الكاتب الوطني الشبيبة الاتحادية والكاتب الوطنية لمنظمة المرأة الاتحادية، والتي تناول من خلال المتدخلان واقع القطاعين والتهميش الذي طالهما في ظل هذه الحكومة، مؤمنين، بأمل يتطلع إليه الاتحاد، أكد جواد شفيق باسم اللجنة التحضيرية، أن الحزب هو سلالة يتوارثها الاتحاديات والاتحاديون جيلا بعد جيل، معتبرا المؤتمر الإقليمي عرسا لكل المناضلات والمناضلون، وهو مؤشر عملي لبداية حراك تنظيمي وإيديولوجي ما بعد المؤتمر الوطني، على اعتبار أنه تلتئم فيه الأسرة الاتحادية بفاس من أجل استرجاع المبادرة وتجديد التوهج التنظيمي والسياسي للحزب بالإقليم وبالجهة، معلقا من حديث على أداء الحكومة الشبه ملتحية وتهميشها للمرأة والشباب، وعدم قيامها بأي شيء إيجابي يعود بالنفع على الشعب المغربي ، كما أنه أشار بأن هذه المحطة هي بداية لمواجهة المد الرجعي الظلامي. وقد تميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي السادس، الذي أفرز كتابة إقليمية على رأسها الأخ جواد شفيق، بحضور ممثلي أحزاب صديقة وشقيقة وعلى رأسها حزب الاستقلال الحليف الإستراتيجي من خلال وفد رفيع المستوى.