استضافت المكتبة الوطنية بالرباط، مساء الجمعة 09 يناير الجاري، حفل تقديم كتاب «إيكولوجيا الأمل» بمشاركة عدد من الأساتذة: إلهام السوسي العبدلوي، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، عبد اللطيف البريكي ، أستاذ بكلية الحقوق، محمد العربال، أستاذ بمركز البحث العلمي، وقد سير اللقاء الإعلامي الصافي الناصري، تناولوا كتاب الأستاذ الزيدي من الجوانب الموضوعاتية التي تطرق إليها، باعتباره ينطلق من وعي تام بالعلاقة المعقدة بين الأزمة الاجتماعية والأزمة الإيكولوجية والأزمة الديموقراطية. لقد رأى الزيدي أن انبثاق حركات اجتماعية_إيكولوجية واضحة الأهداف، الشيء الذي يوقظ الأمل في مواجهة أسس نموذج لا يعد إلا بتدمير أكثر قوة للنظام الإيكولوجي. وما لاحظه بنقد شديد مؤلف الكتاب هو هذا التدمير الممتالي للطبيعة والبشر. ولم يتبق أما الإنسان، هو التسلح بالأمل القوي، وبالالتزام السياسي الذي نبغي أن يكون في مستوى الرهانات المطروحة. وينخرط عمر الزيدي في هذا النضال الإيكولوجي، متجاوزا النظرة الاختزالية لهذا النضال الذي هو من طبيعة خاصة، ويتم بأدوات مختلفة يمتزج فيها بعد المواطنة بالأبعاد الفكرية والسياسية. إضافة إلى تميز هذا النضال بدرجة وعي اجتماعية مرتفعة نسبيا، تستند إلى البيئة كعنصر حاسم في حياة البشر. ويؤكد الزيدي في هذا السياق أن الهتمام ىبهذه الحياة، بيئية كانت أو بشرية، تم إفالها في مختلف المعادلات السياسية. وهو في هذا الإطار يشبه الإيكولوجيا السياسية بمثلث متوازي الأضلاع المتفاعلة فيما بينها بشكل جلي. لذلك ترى المؤلف يصدر كتابه بحكمة لحكيم هندي «فقط حين تموت آخر شجرة، وحين يسمم آخر نهر، وحين تصطاد آخر سمكة، سندرك حينها أن الأموال لا تؤكل». يعطي الزيدي، في أطروحته الكلية، أهمية قصوى لجمالية الطبيعة، وللأخلاق السياسية، فلجمالية الطبيعة ارتباط كبير بقيمة الإنسان. ويطرح ضرورة وجود أحزاب إيكولوجية. كما دعا إلى ضرورة الاهتمام الأكاديمي بهذه القضايا الإيكولوجية المهملة. معتبرا الإيكولوجيا السياسية علما إنسانيا، أو هي مقاربة تجميعية للعديد من العلوم الإنسانية. كما ربط بين حب الطبيعة وإرادة أنسنة المجتمع، وإرادة نسج علاقات جيدة بين المجتمعات ومجالها، عن طريق علاقات أحسن بين الناس أنفسهم. ويؤكد في محور آخر على أن الإيكولوجيا السياسية ليست «الطبيعة» وليست كذلك «البيئة»، فهذه الإيكولوجيا هي علاقة ثلاثية بين أفراد نفس النوع، ونشاطهم الاجتماعي والشروط الخارجية لهذا النشاط المعدلة بهذا النشاط نفسه. وتجدر الإشارة إلى أن كتاب «إيكولوجيا الأمل» هو من منشورات دار التوحيدي، ودعم وزارة الثقافة في موسم 2014. ويضم عدة محاور هامة من شأنها خلق وعي إيكولوجي لدى الإنسان الحديث، الذي يدمر طبيعته وبيئته ومجاله دون وعي منه بما ستؤول إليه الحياة البشرية إثر هذا التدمير.