ءاياغريب ءيدان مسكين ءورتا دورين ءيلا غ تمارا دلغيار ءورتا هنان مقار نيت ءيزوك ءاكاس ءورتن داوان ملا ءوفان لخاطر نس ءوراك راد ءالان تلكم كلمات مطلع أغنية «أغريب»، واحدة من أربع أغاني ضمن الألبوم الجديد للفنان حميد إنرزاف الذي يحمل نفس العنوان، والتي تناولت، في التزام شعري ينهج شعرية الوضوح، معاناة المهاجر المغربي في الديار الأوروبية. ويتضمن الألبوم الجديد فضلا عن أغنية «أغريب» ثلاثة أغاني أخريات تحمل عناوين، «سلك أودي سلك»، «ماس راداك نيغ» وأخيرا أغنية «أي ربي العوان». ويعتبر الفنان حميد إنرزاف واحدا من الفنانين المشهورين في سماء الأغنية المغربية بشكل عام، والأمازيغية بشكل خاص، والذي استطاع أن يأسر قلوب عشاق الفن بموسيقاه وعزفه الرائع على آلة البانجو وألحانه العذبة وكلماته الرومانسية والمليئة بالحنان. حميد انرزاف مسارات فنية : منتصف الثمانينيات، هي الفترة التاريخية التي ستعرف فيها المجموعات الغنائية في سوس خروجا ملحوظا عن هيمنة شروط الالتزام الفني الذي ميز نمط »تزنزارت« و»أرشاش« الموسوم بشعرية جديدة، تمتزج فيها نوعية المقامات المعزوفة، مع نصوص شعرية خالفت في ملامحها البلاغية واللغوية منجز فن الروايس. ذلك الخروج عن النمط، دشنته مجموعات جديدة، أعادت الارتباط بين أغنية الروايس واللبوس الفني الحديث، المتمثل في نظام »المجموعات«، فكان أن استقبل المتلقي تجارب مثل »أودادن«، »لرياش«، »انرزاف«، »أيت العاتي« وغيرها كثير، بنوع من الإقبال المكثف، الذي يعتبر ظهور مجموعات جديدة بشكل مستمر، أكبر دليل على تناميه واستمراره. كون بلدة »بنسركاو« المهد الرئيسي لتجربة أودادن الشهيرة، وكون فتيان البلدة وشبابها من المتأثرين بذلك النسق، أدى إلى ظهور تجارب أخرى كثيرة، منها من اكتفى بتنشيط المناسبات العائلية أو المشاركة في سهرات عمومية، ومنها من أنتج أعمالا فنية، كمجموعة »ايقبيلن«، التي أبدعت عملين فنيين، ساهم فيهما فنان دون الثامنة عشرة من عمره، وبعزف جميل على آلة البانجو مع الأداء.. لم يكن الفتى سوى حميد بايح، الذي سينتقل إلى مجموعة »إنرزاف« رفقة لحسن بيزنكاض ولحسن أسافي. وفي لحظة اختلاف بين مؤسسي »انرزاف«، ستفرض القطيعة والانقسام على المجموعة، فكان الأمر نوعا ما أخف بالنسبة للحسن أسافي، الذي يعتبر عازفا جيدا، وصوتا يطرب، عكس بيزنكاض الذي سيحتاج إلى عازف ماهر على آلة البانجو، حتى إذا ما أتيحت له فرصة معاينة أداء »ايقبيلن« في إحدى المناسبات، أبهره حميد بشكل جعله يقترح عليه الانضمام إلى المجموعة التي سيواصل بها المشوار، بعد انقطاع حبل الود بينه وبين لحسن أسافي، وهكذا تحقق الأمر مرت تجربة حميد رفقة مجموعته الجديدة بفترات جذابة، وتمكنت المجموعة من إنتاج ألبومات سرعان ما حققت لها شهرة في جل أرجاء سوس والحوز. ومن الغرابة أنها هذه التجربة ستعرف فيما بعد ظاهرة، ربما فريدة في ريبرتوار أغاني المجموعات، حيث أن أربعة من أفرادها سيتمكنون من إنتاج عمل مستقل عن المجموعة. وباستقلال حميد عن المجموعة، سيلتحق به كل من »حسن باطش« و»بوبكر أوشتاين«، مفاجئا الجمهور، خلال بدايات التسعينيات، بأسلوب جديد في الأداء، ونبرة صوتية جديدة مخالفة للسائد، وكان ألبومه »أحبيب ءيمودا ءيفتا« من الأعمال الموفقة، حتى على مستوى المبيعات، مما ضمن لمجموعة »حميد انرزاف« جمهورا عريضا، خصوصا وأن نسقها وأداءها مختلف تماما عن المجموعة الأصلية برئاسة بيزنكاض. وإذا ما ألقينا نظرة حول الأغاني التي أنتجتها مجموعة »حميد انرزاف«، سنلاحظ على مستوى الألحان ميزة تعدد. إذ أن للمجموعة أغان على إيقاع »تزنزارت«، رغم محدوديتها، كما عانقت إيقاع الروايس، منفتحة على الأغنية الشعبية الناطقة بالدارجة العربية، كما هو الشأن في بعض الأغاني التي احتفظت باللحن الأصلي، وطبعا تتحقق فيها كمجموعة نوعية مميزات المجموعات أثناء الإنتاج، من تضمين للإيقاع الكناوي، وإيقاعات شعبية محلية. وفي هذا الصدد نشير إلى كون هذا الاهتمام الكبير للفنان حميد انرزاف بجل مكونات الفن الشعبي المغربي، أفرز انتشاره التدريجي بين أوساط غير ناطقة بأمازيغية سوس، وكان في ذلك لأغنية » أمداكل ءينو« دور لا يمكن تجاهله.