عبر ميغيل أنخيل موراتينوس الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات ووزير الخارجية الاسبانية الأسبق، عن خيبة أمل كبيرة وهو يرى مآل ونتائج أهداف التنمية المستدامة اليوم، تسير بعكس ما كان مخططا له، مذكرا في كلمته خلال ندوة «التنمية المستدامة وإكراهات دول الجنوب» بأصيلة، أن الوثيقة التي اعتمدت منذ 2015، تتعلق بأجندة مصحوبة برؤية خبراء وشخصيات وضعت التنمية كتعهد وهدف من أجل عالم أكثر رفاها وطرحت كمفاتيح أساسية لعالم الغد. وهذا الهدف الأسمى، حسبه، جعل العمل على بلورتها مضاعفا خلال مرحلة المفاوضات وشديد التعقيد حيث تطلب ما يقارب الثلاث سنوات من إجل إقناع المجتمع الدولي بالانخراط فيها. ولاحظ موراتينوس أنه رغم الاتفاق على أهدافها ال17 ، التي تنتظم في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، إلا أنه تم إغفال هدف محوري ضمنها وهو السلام، حيث أن جميع الأهداف شرع في أجرأتها بوتيرة أو بأخرى في غياب الاهتمام الكافي بهذا المؤشر الذي لا يمكن تحقيق أية تنمية بدون توفره لترابطهما الجدلي، ما يستدعي اليوم لتصحيح مسارها عدم ارتكاب نفس الأخطاء: أي التركيز على أهداف دون أخرى كالبيئة والفقر ةالتغيرات المناخية وتكافؤ الفرص رغم محورية هذه الأخيرة ضمن الخطة. وطالب موراتينوس في هذا الصدد بضرورة أن يتوازى الاهتمام بكل هذه الأهداف في شموليتها عبر توحيد الصفوف على مستوى الحكومات والمنظمات غير الحكومية والأطراف الفاعلة . موراتينوس سلط الضوء على الخطابات التي ظهرت خاصة في الأربع سنوات الاخيرة، والتي يروج لها خبراء واقتصاديون والداعية الى التخلي عن هذه الخطة التي باءت بالفشل الحتمي حسبهم، والتوجه بالتالي نحو الاستثمار وحسن توظيف الأموال بالدول النامية، معتبرا أن هذه الدعوات عبارة عن فخ لتتنصل الدول الغنية من مسؤولياتها وتعهداتها تجاه الدول الأكثر احتياجا والتي لا ينخرط القطاع الخاص المحلي فيها في عملية التنمية. هذه الخطابات الإقصائية ،كما يرى موراتينوس تضرب في العمق أيضا قيم التعايش وحوار الحضارات بين الشعوب والأديان، وتروم عزل المجتمعات في ثنائية وقطبية «الغني والفقير»، وتقطع بالتالي كل إمكانية في انفتاح أحدهما على الآخر، وهو الانفتاح الذي يؤكد هذا الأخير على انه مفتاح كل تنمية اذ أن التضامن مع الجنوبي يمر بالضرورة عبر التعرف عليه.