عندما تنطلق فعاليات النسخة 32 من بطولات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم «كان 2019»، التي تستضيفها مصر، ستكون القارة الأفريقية على موعد مع نقطة تحول جديدة في تاريخ هذه البطولة القارية العريقة. وستقام البطولة للمرة الأولى في فصل الصيف الأوروبي، بعدما كان معتادا إقامتها في مطلع العام (فصل الشتاء الأوروبي)، لتتماشى بهذا مع معظم البطولات الكبيرة العالمية والقارية مثل بطولات كأس العالم وكأس القارات وكأس الأمم الأوروبية وكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا) والكأس الذهبية لأمم اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي). وكانت البطولة تعرضت لانتقادات عديدة في الماضي بسبب إقامتها في يناير، حيث كانت تتعارض بهذا مع ارتباطات معظم النجوم المحترفين بالأندية الأوروبية، ما جعلها بطولة ممقوتة لدى مدربي الأندية الأوروبية الكبيرة، لتعارضها مع استمرار فعاليات الدوري الإنجليزي دون توقف، أو مع بلدان أخرى مثل ألمانيا لتعارضها مع فترة الراحة الشتوية التي تحصل عليها أندية الدوري الألماني. ومرت عملية منح حق استضافة هذه النسخة بأحداث مثيرة حتى وصلت إلى مصر، حيث منحت اللجنة التنفيذية بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» في البداية حق استضافة هذه النسخة من البطولة إلى الكاميرون في 20 سبتمبر 2014. وبعد مرور أكثر من أربعة أعوام، قررت اللجنة التنفيذية ل»كاف» خلال اجتماعاتها بالعاصمة الغانية أكرا سحب البطولة من الكاميرون. واتخذت اللجنة التنفيذية قرارها عقب دراسة تقارير لجان التفتيش بشأن استعدادات الكاميرون للمسابقة، والتي جاءت سلبية، حيث أشارت إلى أنه تم تنفيذ 60 % من البنية الأساسية المطلوبة للملاعب وأماكن الإقامة، وذلك قبل 7 أشهر فقط على انطلاق المسابقة، ما دعا «كاف» لتأجيل استضافة الكاميرون للبطولة إلى النسخة التالية عام 2021.