يكفينا فخرا أن جزءا كبيرا من أسئلة الاتحاد أصبح في صلب اهتمام الدولة وبرامجها
استضاف كل من القطاع الطلابي ولجنة الإعلام والتواصل في لقاء مفتوح، الخميس 23 ماي 2019 بقاعة الغرفة التجارية بالقنيطرة، كلا من عبد الحميد جماهري عضو المكتب السياسي ومدير النشر والتحرير لجريدة الاتحاد الاشتراكي وحسن آيت بلا الإعلامي والمناضل الاتحادي في صفوف الشبيبة الاتحادية وفي فرع القنيطرة . كان اللقاء لحظة مكاشفة رائعة أجاب فيها جماهري عن الأسئلة القوية الدلالة من الناحية السياسية و التي طرحها حسن آيت بلا، كما استمتع فيها الحضور بالتحليلات العميقة والمستفيضة والمقنعة للأخ جماهري . وأضفى تسيير الأخت الشابة سميحة لعصب ،ممثلة القطاع الطلابي على هذا اللقاء، فتنة استرعت انتباه الحضور، الذي تابعه بشغف من البداية إلى النهاية دون ملل أو كلل . كان اللقاء لحظة متعة وتكوين ومعرفة في الوقت نفسه، مطبوعا بالصراحة والعفوية من غير التفاف على الحقيقة. هكذا استهلت الأخت سميحة كلامها بالترحيب بالحضور الكريم والمحاورين ، طالبة منهما أن يجعلا من هذا اللقاء لحظة تاريخية بامتياز، لحظة صدق ومحبة ، صدق يعيد توثيق الروابط بين المناضلين من جهة، وبينهم وبين المؤسسة الحزبية ، كما يعمل على يرفع الغموض والالتباس عن كثير من المستجدات السياسية . بعد ذلك، أعطت سميحة لعصب الكلمة للأخ الزاوي عبد العالي ممثل لجنة الإعلام والتواصل، الذي اعتبر اللقاء لحظة وفاء في حق المناضلين الحاضرين، خاصة القدماء منهم والذين شرفوا الجميع بحضورهم في هذه الليلة السمرية الرمضانية ، المخصصة للتسامر فيها حول تحليل القضايا السياسية الكبرى للبلاد وكذا قضايانا التنظيمية الداخلية وقضايا الشباب .. أملا في الوصول إلى أجوبة شافية لجميع هذه القضايا الحارقة قدر الإمكان. ومن بعدُ، أخذ الكلمة الصافي حافظ باسم اللجنة التحضيرية، الذي رحب بدوره بالأخوين جماهري وآيت بلا وبالحضور الكريم ، كاشفا عن هدف آخر من هذا اللقاء، ألا وهو تكريم الأخ العزيز حسن آيت بلا، معتبرا ذلك التفاتة جميلة في حق هذا المناضل الخلوق، والذي يستحق منا ما هو أكبر وأعظم من التكريم، معطيا نبذة عن سيرته الذاتية كالتالي : الأخ حسن آيت بلا من مواليد مدينة القنيطرة سنة 1958 . كاتب عام سابق للشبيبة الاتحادية بالقنيطرة وعضو اللجنة المركزية . عضو سابق بمكتب النقابة الوطنية للتعليم التابع للكونفدرالية الديمقراطية للشغل . مندوب سابق لجمعية الشعلة .ورئيس سابق بمجلس دار الشباب بالقنيطرة . كاتب سابق لنادي اليونسكو وحاصل على جائزة رسول السلام تسلمها من الأمين العام للأمم المتحدة السيد خافيير بيريز ديكويلار.مراسل جريدة الاتحاد الاشتراكي . عضو هيئة تحرير جريدة النشرة سابقا . مدير مؤسس لجريدة القنطرة الورقية . مدير مؤسس لموقع القنطرة نيوز . .عضو باللجنة الجهوية لحقوق الإنسان التابعة للمجلس الوطني لحقوق الانسان . رئيس مصلحة الاتصال بمديرية التعليم بالقنيطرة، كما أن له مؤلفات في الشعر والسياسة، منها كتاب « مشنقة العار سنة 2006» . وتم تقديم هدية رمزية لحسن آيت بلا باسم اللجنة المنظمة ، سلمها له عبد الحميد جماهري ، كما قدمت هدية رمزية أخرى لعبد الحميد الجماهري سلمها له الأخ الكنفاوي محمد. بعد ذلك أخذ الكلمة الأخ حسن آيت بلا قائلا : « في هذه الليلة الكريمة، وأمام هذه الوجوه الطيبة، وأمام صديقي العزيز عبد الحميد جماهري، أشكر بحرارة الإخوة في الكتابة الإقليمية والقطاع الطلابي ولجنة الإعلام والتواصل .إنها ليلة سعيدة جدا، صنعت في نفسي صنيعة الغيث في التربة الخصبة . فأنا أيضا ابن المدرسة الاتحادية.نشأت في أحضانها ،وصقلت موهبتي في الكتابة على يد قادتها، وكنت ضمن شبيبتها، كما كنت عضوا في كل الجمعيات الوطنية، التي هي أذرع لهذه المدرسة العملاقة ،كما خبرت الإعلام الاتحادي و قضيت فيه عشرات السنين، وجدت فيه الرفقة الطيبة الودودة المعطاءة. حقيقة حينما يمضي الإنسان قسطا مهما من عمره داخل صرح الاتحاد، لا بد أن يكتسب عزة نفس، وأن يعرف معنى الكرامة والتضحية ونكران الذات . وحزب الاتحاد أعطى رجالات كثر قدموا تضحيات جساما من أجل هذا الوطن الذي يستحق كل خير . ومن كل قلبي، أتمنى أن ينصفهم التاريخ . وختاما تحية إجلال وتعظيم لكل من أبدع فكرة هذا اللقاء، ومن أعد له، ومن حضره . وشكرا جزيلا للكتابة الإقليمية ولطلبة جامعة ابن طفيل ولجنة الإعلام والتواصل،كما لايفوتني أن أشكر جزيل الشكرصديقي وأخي عبد الحميد جماهري الذي اعتاد إمتاع الجميع بتدخلاته الرائعة عبر القنوات التلفزية المختلفة . كان لي أول لقاء معه في مدينة تاوريرت . كنت ساعتها عضوا في جمعية الشعلة. وانتدبت لتأطير لقاء هناك ،و من خلاله تعرفت على أنشطة الشبيبة الاتحادية . كان ذلك في بداية السبعينات،كما التقيت معه في مؤتمرات الشبيبة الاتحادية، حيث كلف مرة بصياغة البيان النهائي، فجاء هذا البيان يقطر شعرا وبلغة رقيقة مرهفة، مما دفع الشباب إلى رفضه ، الشيء الذي أدى بحكماء الحزب إلى التدخل والتنبيه إلى أن عبد الحميد يعرف ماذا يقول، وأنه يختار كلماته بدقة، وكأنه يدس السم في العسل، منبها تارة، محرضا تارة أخرى . ولم نكن ندرك نحن الشباب المندفعين ساعتها الأبعاد التي يهدف إليها صاحب هذا القلم الرفيع». بعد ذلك حدد الأخ حسن آيت بلا المحاور الرئيسية التي سيحاور فيها الأخ جماهري عبد الحميد، وهي : -1 محور الاتحاد الاشتراكي ونداء المصالحة. وتمحور حول السؤال التالي : كيف تنظرون إلى انخراط الشباب في نداء المصالحة والانفتاح الذي أطلقه الحزب، من أجل ازدهار التنظيم وتطويره، خاصة مع مبادرة الطلبة وحركيتهم الحالية والتحاق عدد من الأطباء والمحامين ؟ عبد الحميد جماهري : بدأ كلامه بشكر المنظمين على تهييء هذا اللقاء، الذي يثلج الصدر، وعلى الهدية التي تحمل قيمتها في كونها هدية . ثم استمر قائلا : أنا لا أستدرج تواريخ بعينها أومحطات بذاتها، وإنما حوادث تركت أثرها البليغ في كياني، بحيث يصعب علي نسيانها .. في مرحلة السبعينات، كان الانتماء إلى الاتحاد يتسم بالصرامة والمحاسبة. وهنا أتذكر البيان الختامي لأحد المؤتمرات الشبيبة الاتحادية، والذي تحدث عنه الأخ حسن ،والذي سمي آنذاك ببيان السماء الزرقاء ، كما أحتفظ بما قاله أحد الإخوة في حقه : إن الشعراء إذا دخلوا قرية أفسدوها . نعم لقد كنا في أوساط الشباب، نحاول إيجاد لغة مشتركة بين التفاحة والسكين، بين الوردة والبندقية. ونجحنا في إضفاء الشاعرية على التجربة رغم صعوبة المرحلة . واليوم أنا سعيد لحضوري بين هذا الشباب الرائع الذي يعيد الدفء إلى القلوب، ويسعى إلى تحقيق ما يجب أن يكون ، مثلا : -العمل على أن يكون مستقبل الجامعة أفضل مما هو عليه الآن ، وأن يسعى إلى ترسيخ مظاهر الحداثة والعقلانية . -العمل على انخراط الشباب في الحقل المعرفي بقوة، لأن مجتمع المعرفة هو المخرج الوحيد لتطوير أداء الجامعة والوطن برمته . من هنا يمكن القول إن المعرفة العلمية المنطقية الحداثية ،هي السلاح الأساسي الذي يمكن أن يعزز مفهوم المصالحة، ويساعد على تنفيذه، كما يمكن أن نشير إلى أن العهد الجديد بني على مفهوم المصالحة ،الذي تفرعت عنه مفاهيم عديدة منها الإنصاف – جبر الضرر – المصالحة مع الماضي- المصالحة مع الجغرافية-مع المرأة – مع الثقافة -مع الطفل -مع التعدد اللغوي …، بل يمكن القول إننا لحد الساعة، ما زلنا نعيش أسئلة تلك المصالحة التي لم تستنفد بعد، لأن جزءا من هذه المصالحة بنى استراتيجيته على أساس الانتقال إلى المسائل الجوهرية، وهي المؤشرات المحددة للتنمية البشرية في التعليم والصحة والشغل . إن هذا يدفعني إلى القول بأننا مازلنا نعيش زمن المصالحة التي أكد عليها الدستور الجديد، و لذلك يجب علينا طرح جميع الأسئلة الممكنة.والاتحاد لا يجب أن يعفي نفسه من هذه المصالحة، وهو مسؤول عن تطويرها إلى قوانين تحمي حقوق المواطنين.ومعنى ذلك، أن المصالحة الاتحادية، يجب أن تكون لها بنيات دالة، وذلك بالقيام بقراءة نقدية للتجربة الاتحادية بكل شجاعة وجرأة، بواسطة طرح جميع الأسئلة الممكنة وتطويرها إلى أجوبة. ذلك أن القيم المؤسسة للفعل النضالي، يتعين أن تتشبث بالوفاء والصدق، وأحيانا يكون الانتظار بطولة خاصة بالنسبة للأسئلة التي لم تنضج بعد، لأن السرعة تؤدي أحيانا إلى التعثر.فمن اللازم علينا اليوم ، أن نأخذ العبرة من قيم القادة المؤسسين، ومن التاريخ. ولذلك يجب اعتبار التاريخ، وعدم إلغاء الواقع بتحولاته المختلفة، بل يجب الاجتهاد في خلق أسئلة تساعدنا على فهم هذا الواقع .ويكفينا فخرا أن جزءا كبيرا من أسئلة الاتحاد، أصبح في صلب اهتمام الدولة . 2 – محور اليسار والمشاركة في الحكومة كان سؤال الأخ حسن هنا كالتالي : ألا ترون أن هناك دعوات لتوحيد اليسار وتأسيس الحزب الاشتراكي الكبير ؟ وماذا عن المشاركة في الحكومة ؟ – توحيد اليسار هي أمنية أثبت الواقع صعوبة تطبيقها في الظروف الحالية، والخلاف هو تاكتيكي فقط ، وأحيانا تحكمه الأنانية .أما بالنسبة للمشاركة من عدمها في الحكومة ، فحينما نشاهد التجارب في العالم، نلاحظ أن اليسار حينما يضع يده في يد المحافظين يتراجع ،ومن هذه التجارب اليسار في تركيا. حينما تحالف مع حزب العدالة والتنمية اندثر،كما أن اليسار في إيران لما انخرط في الثورة الإسلامية ضاع بصفة كلية .أما بخصوص مشاركة حزب الاتحاد في الحكومة، فهناك ثلاثة آراء رائجة حاليا حول هذا الموضوع : – رأي يعتبر أن المعارضة، هي المكان الطبيعي لكل حزب معارض ومنه الاتحاد . -رأي يعتبر أن مشاركة الاتحاد في الحكومة ممكنة، شريطة التعبير عن المواقف ( مثلما كان يعمل حزب الاستقلال داخل حكومة اليوسفي ) -رأي يعتبر أن مشاركة الاتحاد في الحكومة جاءت عن جدارة واستحقاق، رغم النتيجة التي حصل عليها في الانتخابات . لكن إذا كانت هذه هي الآراء الموجودة داخل المجتمع تُجاه هذه القضية، فكيف لنا كاتحاديين أن نقيم هذه التجربة الحالية ؟ * جماهري : يمكن القول إن النسق المؤسس لهذا السؤال، هو تجارب اليسار مع الإسلاميين على مستوى بعض الدول، التي تدين بالإسلام، والتي أشرنا إليها سابقا مثل إيرانوتركيا، حيث ابتلع اليسار من طرف هؤلاء… . أما في المغرب، فاليسارهو وليد الحركة الوطنية من المهدي بن بركة ،عبد الرحيم بوعبيد إلى عبد الرحمان اليوسفي إلي لفقيه البصري… إنهم قادة وطنيون يمتلكون الشرعية الوطنية المحددة في شرعية الدولة الوطنية.ولهذا، فإن الاتحاد يعرف نفسه بأنه حركة إصلاحية، وأنه استمرار لهذه الحركة، بينما التيار الإسلامي المغربي لا يملك هذا الميز التاريخي … وإذا كانت حركة 20 فبراير قد فتحت الطريق أمام الإصلاحات الدستورية،فيمكن القول إن الاتحاد طرح مذكرة ،مطالبا بهذا الإصلاح قبل 2011 وكان حزب الاستقلال رافضا لهذه الفكرة، مدعيا أنه ليس هناك أحسن مما هو موجود .وحزب العدالة والتنمية كمكون بارز في الساحة، كان هدفه الأساسي هو المصالحة مع الدولة فقط وليس ترسيخ الديمقراطية. إنه يريد فقط مكانة له داخل مربع القرار.وهي قضية لا يخجل في الجهر بها .أما أحزاب أخرى، سقف الإصلاح عندها، كان هو الجهوية فقط. إذن غاب الإصلاح الدستوري عند جميع الأحزاب الرئيسية في المشهد السياسي المغربي ما عدا عند الاتحاد. ومن حسن حظنا أن التاريخ قد أنصفنا ،واحتضن الدستور الجديد وخطاب 9 مارس 95./. من مطالبنا .هكذا نكون قد ربحنا معركة الإصلاح، وخسرنا معركة الانتخابات والتي ربحها من لم يكن هدفه هو الإصلاحات الدستورية بل هو من عارض حركة 20 فبراير، لكنه استفاد منها …. إنه عبث التاريخ .لقد كنا الحزب الذي تبنى الحركة، ولذلك وجدنا أنفسنا متحللين من المشاركة في حكومة بنكيران . وبعد انتهاء مرحلة بنكيران، وجدنا أنفسنا في وضع صعب. وطرحنا السؤال حول المنهجية الديمقراطية. وخلال المفاوضات التي سبقت تشكيل الحكومة الحالية، كان الهاجس لدى الحزب الأغلبي في الانتخابات، هو ضرب الاتحاد وإنهاء الكتلة من خلال دينامو الإصلاح فيها . كل هذه الأحداث، فرضت على الاتحاد أن يحول تاكتيكه إلى استراتيجية وأن يدافع عن نفسه ويحارب التحكم التجديد . – ومن حسن الحظ أن دينامية الإصلاح تتواصل و الحكومة الحالية ملزمة بتنزيل أربعة دساتير متفرعة عن الوثيقة الأسمى هي : -أ- الدستور الترابي من خلال الجهوية . ب- الدستور الاقتصادي من خلال النموذج التنموي ج- الدستور الاداري من خلال اللا تمركز د- الدستور الاجتماعي من خلال التشغيل والتكوين والتربية وإعداد التراب الوطني .. .وتبقى الإشكالية الكبر هي كيفية تغيير المجتمع الذي انحاز نحو المحافظة ؟ -3- المحور الثالث يدور حول الانتقال الديمقراطي : تساءل الأخ حسن أليس لهذا الانتقال الديمقراطي نهاية ؟ هل سيظل قنطرة بدون بلوغ الهدف ؟ – جماهري أجاب قائلا :سئل اخوان كارلوس مرة هذا السؤال : متى تشعر أن الديمقراطية قد تحققت ؟ فأجاب حينما تكون ظروف الناس قد تحسنت .ولذلك نشاهد حاليا أن اسبانيا سائرة في مسار استكمال ظروف العيش الكريم ، فأصبحت نموذجا يحتذى به . لقد استطاعت أن تنتقل إلى الانتقال الثاني من حيث آلية العمل .هكذا يمكن القول إن انتهاء الانتقال الديمقراطي رهين بقواعد اللعبة حينما تكون واضحة . وفي بلادنا لحد الساعة لم توضع قواعد اللعبة. وكلما جاءت الانتخابات نناقش المنظومة الانتخابية من جديد ، بينما الغرب حسم في هذه القواعد بصفة قطعية . فنحن نمتلك دستورا مقبولا لكن شروط تطبيقه هشة، وبعد أن كان الدستور يعطل السياسة في السابق، أصبح الشرط السياسي يعطل الدستور… ثم إن أشكال التنظيم يجب أن تتغير انسجاما مع الجهوية الموسعة ،كما يجب إعادة النظر في كل ما يتعلق بالمجتمع من أجل محاربة المحافظة التي أصبحت تتوسع بشكل خطير حتى في صفوف الطبقة الوسطى . -4 المحور الرابع المسألة التنظيمية: سؤال الأخ حسن، هل يمكنك الإجابة بصراحة عن الوضع التنظيمي الاتحادي خاصة وأن الاستحقاقات على الأبواب ؟ – جماهري : لن يكون لنا حضور سياسي ما لم نعد النظر في تنظيماتنا ،ونتجاوز التنظيمات الكلاسيكية، ونبدع أشكالا منسجمة مع التحولات المجتمعية . فلا بد من تقوية حضورنا في الساحة مع الإيمان بأن حزبنا هو ضامن للاستقرار في البلاد ،كما يجب التماهي مع مشروع الجهوية كضامن للحداثة مع الحرص على العودة إلى خدمة المواطنين والمواطنات . -5- محور الإعلام : سؤال الاخ حسن هل يمتلك الحزب تصورا لتطوير الإعلام ؟ – الجماهري : لا أحد ينكر أن صحافتنا المكتوبة في وضع صعب .ولذلك يجب أن نعيد النظر فيها نظرا للتغيرات التي أحدثتها التكنولوجيا. فالمهم اليوم هو التواصل . إن الهاتف اليوم أصبح يشكل عالما جديدا ومهما في نقل الخبر وفي التواصل السريع .ولذلك، فاليسار يجب أن يتأقلم مع هذه الأوضاع الجديدة، ويطور إعلامه الذي يشكل لسانه . لكن جزءا مهما من هذه المعركة مبني على القناعة لدى المناضلين . فيمكن أن نخلق عددا مهما من المواقع الإلكترونية .لكن تبقى كيفية التكيف والتعامل معها هي المهمة . لذلك فالإعلام يحتاج إلى معركة حقيقية خاصة به . -6- محور الانفتاح :سؤال الأخ حسن :ما رأيكم وأنتم عضو في المكتب السياسي ، في انفتاح الحزب على الاعيان والكائنات الانتخابية بدل القواعد الحزبية؟ – الجماهري : أولا يجب التفريق بين الأعيان وبين سماسرة الانتخابات ،فيمكن أن نرشح الأعيان لربح موقع ما ،لكن لا يمكنا الاستثمار فيهم على الرغم من أن كثيرا من الأعيان انسجموا مع الحزب ،كما أن البعض الآخر لم يلتزم ،أما الكائنات الانتخابية فهي غير مفيدة نهائيا ، ونحن في الحزب دائما نتساءل خلال عملية الترشيحات كيف سنفوز ؟ كيف نربح المحطة دون الخروج عن خط مشروعنا السياسي والاجتماعي ؟ -الكلمة الختام : تناولتها الأخت سميحة لعصب التي شكرت جماهري على صراحته في تناول كل القضايا التي طرحت عليه ،كما شكرت حسن آيت بلا على طرحه لكل الأسئلة الراهنة ، وأن اللحظة التي عشناها في هذا السمر الرمضاني،كانت لحظة مكاشفة بامتياز .