تعتبر مرحلة سلك البكالوريا مرحلة مفصلية في حياة التلمذة ،حيث يخضع المتعلم المترشح لاختبارات من محطتين، أولاهما السنة الأولى و آخرهما نهاية السنة الثانية ، ليتوج الناجحون بالحصول على شهادة البكالوريا، التي تعتبر بطاقة عبور لولوج المؤسسات الجامعية والمهنية ومؤسسات تكوين الأطر في مجالات وتخصصات متعددة. إن ماتشهده الساحة التربوية في هذه الأيام يحيلني على مظاهر الحرب إبان العصور ما قبل التاريخ ،حيث تتشكل الجيوش و الفيالق و توضع الخطط و المتاريس و تعقد اللقاءات وتنظم الاجتماعات على الصعيد المركزي ، الجهوي الاقليمي و المحلي ،وتغلق الأبواب وتضبط عدسات الكاميرات المتبثة في كل الجهات. و على الجانب الآخر انقسم المقاتلون (التلاميذ المرشحون) إلى تشكيلات، فهناك من تسلح بالعلم و المعرفة وهناك من تمنطق بأنواع مختلفة من ألاعيب الغش . وما هي إلا أيام قليلة حتى يلتقي الجمعان بساحة الوغى، حيث تبدأ بالمناوشة في يومين لتنسحب التشكيلة الأولى (أصحاب الجهوي) ولتدخل الحرب (الامتحان الوطني) باقي التشكيلات كل من مسلكه وحسب تخصصه ولتستمر حامية الوطيس طيلة ثلاثة أيام،لتضع المعركة أوزارها وتستمر الحرب بأوجه مختلفة ،فريق يحضر للتصحيح و المسك و إعلان النتائج في أيام معدودة و الآخر منهم النبلاء، وقد عادوا قصورهم و أبراجهم ضامنين الفوز(النجاح) يحضرون الدخول للمعاهد العليا أو متابعة الدراسة خارج الوطن ،أما طبقة العامة فعادت إلى ديارها تنتظر الذي يأتي و قد لا يأتي . تنقضي الأيام و الليالي ويضيق صدر الصبر بالانتظار ليصدح بالنتائج ويلتحق النبلاء بأحلامهم ويعيش العامة كوابيس كانت تحجبها عنهم تلك الشهادة التي حصلوا عليها (الكارطونة) بمعدل لا يسمن و لا يغني من جوع. ألم يان لفقهاء التربية ببلادنا طرح بديل لهذه المجزرة، حيث الجميع يعيش ظروفا عصيبة تلاميذ و تلميذات، مسؤولون إداريون و تربويون أستاذات وأساتذة ، أتستحق هذه (الكارطونة) كل هذا الألم ؟ أليس حري بنا ايجاد بديل تربوي ناجع للتقويم يروم إعمال العقل عوض الاعتماد على التغذية الراجعة ؟ ولكم اسوة في مجموعة من الدول التي اعتمدت تقنيات جد متقدمة في التقويم .