ذكرت دراسات وخبراء أن متوسط الحضور الجماهيري في الملاعب الجديدة في البرازيل خلال خمسة أشهر مرت منذ نهاية كأس العالم لكرة القدم جاء مرتفعا بشكل تجاوز ما كان مستهدفا من قبل رابطة الدوري في البلاد إلا أن الملاعب الواقعة في المدن التي لا تملك أندية كبيرة تواجه خطر التحول إلى إرث مهجور. وأظهرت إحصاءات جمعتها صحيفتا فولا دي ساو باولو ولانس أن متوسط الحضور الجماهيري في كافة المباريات التي تقام على 12 ملاعبا استضافت نهائيات كأس العالم بلغ 18300 متفرج في المباراة الواحدة وهو ما يتجاوز الرقم البالغ 16562 متفرجا والذي يشكل متوسط الحضور الجماهيري في مباريات الدوري البرازيلي خلال الموسم الحالي. وعلى الرغم من أن الحضور الجماهيري في مباريات دوري الدرجة الأولى في الملاعب الجديدة يبلغ الضعف مقارنة بالملاعب القديمة فإن نسبة الحضور في ثلاثة من بين الملاعب الجديدة والموجودة في ساو باولو وبيلو هوريزونتي وماناوس تتجاوز باستمرار نصف سعة تلك الملاعب. وفي ملاعب أخرى تقع في مناطق لا تملك باعا طويلا في كرة القدم يهوى عدد الحضور الجماهيري لنحو 354 متفرجا بينما لا يتجاوز الحضور في الملاعب المقامة في سلفادور وريسيفي وناتال عن عشرة آلاف متفرج عادة. وقال فرناندو فيريرا رئيس شركة بلوري المتخصصة في التسويق الرياضي والتي تتابع تمويل الأنشطة الكروية «نحن متأكدون بشكل يتجاوز كل الفترات السابقة أن تلك الملاعب ستتحول إلى إرث مهجور.» واضاف «عدد الأشخاص الذين يتوجهون الى المباريات ازداد وهذا ما لا يمكن إنكاره. السؤال الأكبر يتعلق بالمستقبل. هل يمكن لتلك الاستادات أن تجلب ما يكفي من أموال للإنفاق على نفسها؟ كافة المؤشرات ترجح أن الإجابة ستكون «لا». وشيدت البرازيل وجددت 12 استادا بتكلفة بلغت 8.44 مليار ريال (3.17 مليار دولار) وهو ما يزيد بنحو 50 في المئة عن المبلغ الذي كان محددا في البداية. وكان متوسط الحضور الجماهيري خلال مباريات كأس العالم 53592 متفرجا وهو ثاني أعلى معدل في تاريخ البطولة. وقال تقرير صدر مؤخرا عن شركة بي.دي.أو برازيل للاستشارات أنه ومنذ ذلك الوقت فإن جماهير فريقي كروزيرو وكورنثيانز حضرت بكثافة لمتابعة المباريات حيث بلغ متوسط الحضور الجماهيري في مباريات الفريقين أكثر من 30 ألف متفرج على الرغم من أن أسعار تذاكر مبارياتهما تعد الأغلى في الدوري البرازيلي. وتم بناء خمسة من ملاعب كأس العالم في مدن مثل ماناوس التي لا تملك أي فريق يلعب في دوري الدرجة الأولى. وتعهدت السلطات بضمان ألا تهوى تلك الملاعب إلى دائرة الإهمال أو تترك بلا جدوى لتتحمل السلطات المحلية عبء سداد الفواتير المتراكمة عليها. وقال الدو ريبيلو وزير الرياضة البرازيلي للصحفيين العام الماضي «لا توجد فرصة أن تتحول تلك الملاعب إلى إرث مهجور.» واضاف «ستكون أكثر من مجرد ملاعب لكرة القدم. ستكون مساحات متعددة الأغراض وهو ما كانت المدن تفتقد إليه قبل ذلك. يجب استغلالها في أغراض مختلفة.» (رويترز)