قبل عام واحد على إنطلاق فعاليات المونديال، أصبحت العبارة السائدة في البرازيل "إيماغينا لا كوبا" أو "تخيلوا في كأس العالم" لتتحول إلى أغنية الصباح والمساء في بلاد السامبا قبل 12 شهرا فقط على إنطلاق فعاليات بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. ومع إقتراب فعاليات بطولة كأس القارات التي تستضيفها البرازيل من 15 إلى 30 يونيو الحالي كبروفة أساسية قبل عام من المونديال، يترقب الجميع في البرازيل ترجمة هذه العبارة و"تخيل ما يمكن أن تكون عليه البلاد خلال فعاليات كأس العالم التي تقام من 12 يونيو إلى 13 يوليو من العام المقبل. وينتظر كثيرون في البرازيل أن تؤدي البطولة إلى إزدحام مروري وصفوف لا تنتهي من المنتظرين لوسائل النقل في مواقف الحافلات وأمام ماكينات حجز التذاكر بمحطات القطارات والمترو وإنقطاع في التيار الكهربائي ومشاكل في شبكات الهواتف المحمولة. ومرت ست سنوات على منح البرازيل حق إستضافة فعاليات كأس العالم 2014 ولكن السعادة لا تغمر الجميع في بلاد السامبا قبل أيام قليلة من بدء البروفة الجادة عبر كأس القارات. وتقام فعاليات كأس القارات في ست من 12 ملعبا ، تشارك في إستضافة مباريات كأس العالم حيث تقام مباريات البطولة على مدار الأسبوعين المقبلين في ست مدن برازيلية هي العاصمة برازيليا وريو دي غانيرو وبيلو هوريزونتي وفورتاليزا وريسيفي وسالفادور. وقالت ديلما روسيف رئيسة البرازيل: "أثق في أن البرازيل ستسطع داخل وخارج الملعب، أثق في أن كل من سيزورنا خلال كأس القارات سيقع في حب البرازيل ويرغب في العودة إليها خلال كأس العالم". ويواجه المشجعون والفرق المشاركة في البطولة تحديا هائلا آخر حيث يحتاجون للسفر والتنقل في هذه الدولة مترامية الأطراف والتي تبلغ مساحتها 25 مرة مثل مساحة دولة أوروبية كبيرة كألمانيا التي كان القطار فيها هو أفضل وسيلة للتنقل بين المدن خلال بطولة كأس العالم 2006 . وفي البرازيل، لن تكون هناك وسيلة للتنقل بين المدن أفضل من الطائرات حيث تبلغ المسافة الفاصلة بين مدينة مثل بورتو أليجري في الجنوب ومدينة مثل ماناوس في منطقة الأمازون نحو 4000 كيلومتر. ويتوقع أن يبلغ عدد الزائرين للبرازيل خلال فعاليات البطولة نحو 600 ألف مشجع لتكون البطولة إختبارا هائلا أيضا لمطارات البرازيل التي ستعمل بكامل طاقتها. وحرص الإتحاد الدولي للعبة (فيفا) على مراقبة التطور في أعمال البناء والتشييد والتحديث في الإستادات المختلفة التي تستضيف فعاليات بطولتي كأس القارات وكأس العالم خاصة وأن البرازيل لم تلتزم بالموعد المحدد لتسليم معظم الإستادات التي تستضيف كأس القارات. وقال غيروم فالكه سكرتيرعام الفيفا: "هذا لا يمكن أن يحدث ولن يحدث في كأس العالم". ويحيط الغموض، بشكل خاص وكبير، باستاد "إيتاكويراو" في ساو باولو والذي يستضيف حفل الإفتتاح والمباراة الإفتتاحية لكأس العالم. وحرصت البرازيل على التأكيد مرارا على أن الملاعب ستكون جاهزة في الوقت المحدد علماً بأن الفيفا حدد نهاية العام الحالي كحد أقصى لتسليم هذه الإستادات. ويأمل الفيفا في تجنب مشاكل تسليم الملاعب في وقت متأخر أو حرج وهي التجربة التي مر بها في تسليم استاد "ماراكان" العريق الذي يستضيف المباراة النهائية لكل من بطولتي كأس القارات وكأس العالم. وكان مفترضا أن يكون استاد "ماراكانا" جاهزاً للتسليم في كانون الثاني/ديسمبر 2012 . ورغم هذا، تأجل إفتتاح الإستاد أكثر من مرة بسبب الإضرابات والإجراءات الإضافية في أعمال البناء وأخطاء التخطيط، وتأخر إفتتاح الاستاد كثيرا كما جاءت التكلفة باهظة. ورغم كل الشكوك التي أحاطت بقدرة الإستاد على تقديم صورة جيدة، ظهر"ماراكانا" بصورة رائعة خلال المباراة التي تعادل فيها المنتخب البرازيلي مع نظيره الإنكليزي 2/2 . وأشاد اللاعبون والمدربون بمستوى الإستاد بعد تحديثه وكذلك بالإستادات الأخرى وقال لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي: "ملاعب حديثة رائعة". وشملت الإشادة الملعب نفسها وغرف تغيير الملابس وذلك بعد مباراة البرازيل وإنكلترا في الثاني من يونيو الحالي إنتظارا لمباريات كأس القارات.