مجلس النواب يصادق بالأغلبية على الجزء الأول من مشروع قانون المالية لسنة 2025    فيضانات إسبانيا.. طبقا للتعليمات الملكية المغرب يعبئ جهازا لوجستيا مهما تضامنا مع الشعب الإسباني    ذكرى عودة محمد الخامس من المنفى: مناسبة لاستحضار أمجاد ملحمة بطولية في مسيرة الكفاح الوطني لنيل الاستقلال    مفاجأة جديدة في تعيينات ترامب.. روبرت كينيدي المشكك باللقاحات وزيرا للصحة الأمريكية    وليد الركراكي: المباراة أمام الغابون ستكون "مفتوحة وهجومية"    تصريح صادم لمبابي: ريال مدريد أهم من المنتخب            الأردن تخصص استقبالا رائعا لطواف المسيرة الخضراء للدراجات النارية    10 قتلى على الأقل بحريق في دار للمسنين في إسبانيا    التحاق 707 أساتذة متدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بدرعة-تافيلالت    كيوسك الجمعة | المغرب يسجل 8800 إصابة بسرطان الرئة سنويا        زيارة المسؤول الإيراني للمغرب.. هل هي خطوة نحو فتح باب التفاوض لإعادة العلاقات بين البلدين؟    محكمة استئناف أمريكية تعلق الإجراءات ضد ترامب في قضية حجب وثائق سرية    حرب إسرائيل على حزب الله كبدت لبنان 5 مليارات دولار من الخسائر الاقتصادية    10 قتلى جراء حريق بدار مسنين في إسبانيا        وفاة الأميرة اليابانية يوريكو عن عمر 101 عاما    النيابة العامة وتطبيق القانون    أسعار النفط تتراجع وتتجه لخسارة أسبوعية    دراسة حديثة تكشف ارتفاعا كبيرا في الإصابات بالحصبة حول العالم في 2023        "الأمم المتحدة" و"هيومن رايتس ووتش": إسرائيل ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي    غسل الأموال وتمويل الإرهاب… وزارة الداخلية تضع الكازينوهات تحت المجهر    اكادير تحتضن كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي    جدعون ليفي يكتب: مع تسلم ترامب ووزرائه الحكم ستحصل إسرائيل على إذن بالقتل والتطهير والترحيل    صحيفة إيطالية: المغرب فرض نفسه كفاعل رئيسي في إفريقيا بفضل "موثوقيته" و"تأثيره"    عامل إقليم الجديدة يزور جماعة أزمور للاطلاع على الملفات العالقة    بوريطة: المغرب شريك استراتيجي لأوروبا .. والموقف ثابت من قضية فلسطين    مثل الهواتف والتلفزيونات.. المقلاة الهوائية "جاسوس" بالمنزل    مقاييس التساقطات المطرية خلال 24 ساعة.. وتوقع هبات رياح قوية مع تطاير للغبار    بحضور التازي وشلبي ومورو.. إطلاق مشاريع تنموية واعدة بإقليم وزان    المنتخب المغربي يفوز على نظيره المصري في التصفيات المؤهلة لكأس أمام أفريقيا للشباب    إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2025 (الجولة 5).. الغابون تحسم التأهل قبل مواجهة المغرب    عنصر غذائي هام لتحسين مقاومة الأنسولين .. تعرف عليه!    وزيرة الاقتصاد والمالية تقول إن الحكومة واجهت عدة أزمات بعمل استباقي خفف من وطأة غلاء الأسعار    أزمة انقطاع الأدوية تثير تساؤلات حول السياسات الصحية بالمغرب    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    ‬المنافسة ‬وضيق ‬التنفس ‬الديموقراطي    حوالي 5 مليون مغربي مصابون بالسكري أو في مرحلة ما قبل الإصابة    ألغاز وظواهر في معرض هاروان ريد ببروكسيل    الحكومة تعلن استيراد 20 ألف طن من اللحوم الحمراء المجمدة    الروائي والمسرحي عبد الإله السماع في إصدار جديد    ملتقى الزجل والفنون التراثية يحتفي بالتراث المغربي بطنجة    الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح    معدل الإصابة بمرض السكري تضاعف خلال السنوات الثلاثين الماضية (دراسة)    تمديد آجال إيداع ملفات الترشيح للاستفادة من دعم الجولات المسرحية    حفل توزيع جوائز صنّاع الترفيه "JOY AWARDS" يستعد للإحتفاء بنجوم السينماوالموسيقى والرياضة من قلب الرياض    أسعار النفط تنخفض بضغط من توقعات ارتفاع الإنتاج وضعف الطلب    هذه أسعار أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    أكاديمية المملكة تفكر في تحسين "الترجمة الآلية" بالخبرات البشرية والتقنية    الناقد المغربي عبدالله الشيخ يفوز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد انهيار‮ «‬الخلافة‮» ‬مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية‮ ‬يلجأون إلى افغانستان‮ ‬

‬اختار مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الذين كانوا ناشطين لفترة طويلة في‮ ‬سوريا والعراق،‮ ‬أفغانستان ملجأ لهم من حيث قد‮ ‬يحاولون التخطيط لاعتداءات‮ “‬نوعية‮” ‬ضد الولايات المتحدة بحسب مسؤول أمريكي‮ ‬كبير‮.‬
ويأتي‮ ‬هذا التحذير في‮ ‬حين‮ ‬يسعى تنظيم الدولة الإسلامية إلى استعادة نفوذه بعد أن خسر‮ “‬دولة الخلافة‮” ‬التي‮ ‬أعلنها في‮ ‬الشرق الأوسط وبعد سلسلة اعتداءات دامية في‮ ‬جنوب آسيا‮.‬
وقال المسؤول الأمريكي‮ ‬الكبير لفرانس برس في‮ ‬مقابلة‮ “‬نعلم أن البعض عادوا إلى هنا ويحاولون نقل الخبرات والقدرات التي‮ ‬اكتسبوها هناك‮”.‬
وأعلن طالبا عدم كشف اسمه‮ “‬في‮ ‬حال لم نبق على الضغوط لمكافحة الإرهاب ضد‮ (‬تنظيم الدولة الإسلامية في‮ ‬أفغانستان‮) ‬سيقع هجوم على أمتنا،‮ ‬هجوم نوعي‮ ‬خلال عام على الأرجح‮”.‬
وأوحى تنظيم الدولة الإسلامية أنه تورط في‮ ‬اعتداءات كبيرة في‮ ‬الولايات المتحدة خصوصا هجوم دام في‮ ‬فلوريدا عام‮ ‬2016‮. ‬ومطلق النار الذي‮ ‬بايع التنظيم الجهادي‮ ‬قتل‮ ‬49‮ ‬شخصا في‮ ‬أورلاندو‮.‬
بحسب تقرير أخير للأمم المتحدة قد‮ ‬يضم تنظيم الدولة الإسلامية بين‮ ‬2500‮ ‬و4000‮‬عنصر في‮ ‬أفغانستان أي‮ ‬رقم‮ ‬يوازي‮ ‬ما أعلنه البنتاغون قبل عامين رغم تكبد خسائر فادحة‮.‬
واعتبر السناتور الأمريكي‮ ‬الديمقراطي‮ ‬جاك ريد العضو في‮ ‬لجنة في‮ ‬مجلس الشيوخ مكلفة القضايا العسكرية بعد زيارة لأفغانستان أن عديد وقدرات الفرع المحلي‮ ‬لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم تنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان ازداد‮.‬
في‮ ‬العام‮ ‬2017‮ ‬أبدى البنتاغون تفاؤلا بتأكيده أنه من الممكن القضاء على تنظيم ولاية خراسان بحلول نهاية‮ ‬2019‮. ‬لكن بعثة حلف شمال الأطلسي‮ ‬في‮ ‬أفغانستان قللت من شأن ذلك‮.‬
وقال المسؤول الأمريكي‮ ‬لفرانس برس‮ “‬تبين للبعثة أن الأمر كان أكثر من مشكلة صغيرة في‮ ‬جنوب‮ (‬ولاية‮) ‬ننغرهار وأننا نحتاج إلى أكثر لتسويتها‮” ‬في‮ ‬إشارة إلى معقل تنظيم الدولة الإسلامية في‮ ‬شرق البلاد‮.‬
والمسؤول الكبير موجود كما فريق خبراء في‮ ‬كابول لمساعدة الجنرال سكوت ميلر قائد القوات الأمريكية والحلف الأطلسي‮ ‬على التصدي‮ ‬لتهديد تنظيم الدولة الإسلامية‮.‬
وأكد وجود أوروبيين بينهم فرنسيون وبريطانيون من المجندين دون أن‮ ‬يقدم أرقاما‮.‬
ووجودهم قد‮ ‬يعقد التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان التي‮ ‬وعدت بمنع الجماعات الإرهابية من استخدام الأراضي‮ ‬الأفغانية للتخطيط لهجمات على دول أخرى‮.‬
وتنفذ الولايات المتحدة حملة‮ ‬غارات جوية في‮ ‬أفغانستان حيث استخدمت في‮ ‬2017‮ ‬أقوى قنابلها على ملاجىء تحت الأرض وكهوف‮ ‬يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية‮.‬
لكن المجموعة الجهادية التي‮ ‬تحظى بتمويل واسع،‮ ‬نجحت في‮ ‬تجنيد أعضاء جدد‮.‬
وتراجع التنظيم في‮ ‬ولاية جوزجان لكنه حافظ على معاقله في‮ ‬ننغرهار وكونار شرق البلاد حيث تصدوا لطالبان وأرغموا آلاف المدنيين على الفرار‮.‬
وعلى الساحة الدولية تبنى تنظيم الدولة الإسلامية مؤخرا سلسلة اعتداءات منها تلك التي‮ ‬وقعت أحد الفصح في‮ ‬سريلانكا وأدت إلى مقتل‮ ‬253‮ ‬شخصا‮.‬
الإثنين نشر التنظيم لأول مرة منذ خمس سنوات شريط فيديو ل”زعيمه‮” ‬أبو بكر البغدادي‮.‬
ونفذ تنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان ستة اعتداءات نوعية في‮ ‬كابول في‮ ‬2016‮ ‬بحسب الأمم المتحدة ووصل إلى‮ ‬18‮ ‬اعتداء في‮ ‬2017‮ ‬و24‮ ‬العام‮‬ 2018. ‬ كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم على مبنى للحكومة في‮ ‬20‮ ‬أبريل‮.‬
لكن بعض هذه الاعتداءات قد تكون طالبان أفغانستان نفذتها خصوصا شبكة حقاني‮ ‬أو طالبان باكستان كما‮ ‬يقول مسؤولون أفغان‮.‬
وقال مصدر أمني‮ ‬أفغاني‮ ‬إن‮ “‬هذه الاعتداءات تشن عموما على أيدي‮ ‬هذه المجموعات الأفغانية والباكستانية في‮ ‬حين‮ ‬يسارع تنظيم الدولة الإسلامية لإعلان مسؤوليته عنها‮”.‬
وينضم عناصر من طالبان أحيانا إلى تنظيم الدولة الإسلامية جراء خيبة امل أو خلاف إيديولوجي‮ ‬مع قادتهم‮.‬
كما‮ ‬يستخدم أفراد التكنولوجيات الحديثة لتجنيد عبر شبكات التواصل الاجتماعي‮ ‬وفي‮ ‬الجامعات عناصر جديدة خصوصا في‮ ‬الطبقة المتوسطة‮.‬
وقال المسؤول الأمريكي‮ ‬الكبير‮ “‬يبحثون عن رجال أنهوا دراساتهم في‮ ‬مدارس مولها هذا التحالف‮. ‬أنه أمر مثير للاستياء‮”.‬
من جهته،‮ ‬قال توماس جوسلين الباحث في‮ ‬مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات‮ “‬رغم عدم نجاح الجيش الأمريكي‮ ‬في‮ ‬هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان الا انه‮ ‬يعوق على الأرجح انتشاره ويتصدى أحيانا لعملياته‮”.‬
وأضاف‮ “‬لكنه لم‮ ‬يقض عليه نهائيا‮”.‬
عمل منظمات الإغاثة الدولية‮ ‬
‮- ‬تضيق الفصائل الجهادية الموجودة في‮ ‬محافظة إدلب في‮ ‬شمال‮ ‬غرب سوريا الخناق أكثر فأكثر على نشاط منظمات الإغاثة الدولية من خلال تهديد طواقمها والتدخل في‮ ‬المشاريع الإنسانية وعرقلة وصول المساعدات،‮ ‬وفق ما‮ ‬يروي‮ ‬عاملون فيها‮.‬
وتؤوي‮ ‬إدلب ومحيطها نحو ثلاثة ملايين نسمة،‮ ‬2,‬7‮ ‬ منهم‮ ‬يحتاجون مساعدات إنسانية وفق الأمم المتحدة‮. ‬ويعتمد‮ ‬غالبية هؤلاء بشكل رئيسي‮ ‬في‮ ‬تأمين الطعام والأدوية وسواها على مساعدات تقدمها الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية بعد إدخالها عبر الحدود التركية‮.‬
وبعد إقصائها فصائل معارضة مدعومة من تركيا،‮ ‬باتت هيئة تحرير الشام‮ (‬جبهة النصرة سابقا‮)‬،‮ ‬وجناحها المدني‮ ‬تحت مسمى‮ “‬حكومة الإنقاذ‮”‬،‮ ‬تسيطر على المنطقة‮. ‬وساهم ذلك في‮ ‬مفاقمة الوضع الانساني‮ ‬المتردي‮ ‬أساسا مع فرض الهيئة قيودا جديدة وخشية المجتمع الدولي‮ ‬من وصول المساعدات إلى‮ ‬غير مستحقيها‮.‬
وكثفت قوات النظام السوري‮ ‬وحليفتها روسيا قصفها على المحافظة ومناطق مجاورة لها منذ‮ ‬فبراير،‮ ‬قبل أن تزداد وتيرته خلال الأسبوع الأخير‮. ‬واضطر عشرات آلاف السكان لترك منازلهم والنزوح إلى مناطق لا‮ ‬يستهدفها التصعيد لا سيما المخيمات‮.‬
وتقول مستشارة السياسات والمدافعة في‮ ‬المجلس النرويجي‮ ‬للاجئين راشيل سايدر لوكالة فرانس برس إن محاولات‮ “‬سلطات الأمر الواقع‮” ‬في‮ ‬إدلب‮ “‬للعبث وإعاقة أو إحباط إيصال المساعدات الإنسانية،‮ ‬بما في‮ ‬ذلك تقويض سلامة العاملين الإنسانيين‮ ‬يشكل حقيقة مؤسفة‮”.‬
ويشير عامل إغاثة سوري‮ (‬27‮ ‬عاما‮) ‬لدى منظمة انسانية دولية،‮ ‬رفض الكشف عن هويته حفاظا على سلامته،‮ ‬لفرانس برس إلى أن‮ “‬المضايقات ازدادت منذ مطلع العام‮”. ‬ويوضح‮ “‬لا توجد أي‮ ‬منظمة إغاثية إلا وتعرضت للتهديد بالاعتقال أو الاغلاق لأسباب تافهة جدا‮ “.‬
ويروي‮ ‬أنه تعر ض الشهر الماضي‮ ‬لتهديد بالاعتقال من عناصر هيئة تحرير الشام بعد رفضه إعطاءهم بعض الحصص الغذائية وفرش من الاسفنج،‮ ‬أثناء قيام منظمته بتوزيعها داخل مخيم في‮ ‬جنوب إدلب‮. ‬ويشرح‮ “‬قالوا لي‮ ‬لماذا لا توزعون المساعدات علينا فنحن مجاهدون؟‮”.‬
كما اعتقل لأربعة أيام قبل سبعة أشهر بعد اعتراض عناصر الهيئة على تصويره توزيع مساعدات في‮ ‬مدينة إدلب من دون نيل موافقة مسبقة على حد قوله‮. ‬ويوضح أنه تعر ض للضرب وصادروا حاسوبه كما كسروا آلة التصوير الخاصة به‮.‬
يتم إدخال المساعدات إلى إدلب من تركيا،‮ ‬بموجب آلية استحدثها مجلس الأمن في‮ ‬العام‮ ‬2014‮ ‬ويتم تمديد العمل بها سنويا‮ . ‬وتم تجديدها لسنة نهاية العام رغم معارضة روسيا التي‮ ‬تحدثت عن‮ “‬أدلة تثبت أن قسما من المساعدة الإنسانية تتم سرقته وتحت سيطرة جبهة النصرة الإرهابية وتابعيها في‮ ‬إدلب‮”.‬
وباتت المنظمات الإنسانية مضطرة لاتخاذ تدابير إضافية منذ مطلع العام‮.‬
ويشرح منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي‮ ‬للأزمة السورية بانوس مومتزيس لفرانس برس‮ “‬سيطرة هيئة تحرير الشام جعلتنا‮.. ‬نتخذ بالفعل عددا من التدابير الوقائية‮: ‬تدقيق إضافي‮ ‬من الشركاء،‮ ‬الموردين،‮ ‬حتى العمال والموظفين بالإضافة إلى رصد من طرف ثالث عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة كالرمز الشريطي‮ ‬وانشاء خطوط اتصال ساخنة،‮ ‬للتأكد من وصول المساعدات إلى الاشخاص المناسبين‮”.‬
ورغم ذلك،‮ ‬لا‮ ‬يمكن لمنظمات الإغاثة وفق سايدر أن‮ “‬تزيل خطر انحراف‮” ‬المساعدات‮.‬
وتواجه منظمات الإغاثة،‮ ‬وفق ما‮ ‬يشرح المتحدث الإعلامي‮ ‬في‮ ‬منطقة الشرق الأوسط لدى لجنة الإنقاذ الدولية بول دونوهو لفرانس برس‮ “‬تدخلا من المجموعات المسلحة في‮ ‬إدلب،‮ ‬عبر تقييد الوصول إلى الفئات المحتاجة أو محاولة التأثير على اختيار المستفيدين وموقع توزيع المساعدات‮”.‬
وأحجم العديد من المنظمات الدولية عن تنفيذ مشاريع مؤخرا بسبب هذا التدخل‮.‬
ويروي‮ ‬موظف‮ (‬29‮ ‬عاما‮) ‬آخر لدى منظمة انسانية دولية،‮ ‬تحفظ عن ذكر اسمه خوفا من ملاحقته،‮ ‬كيف توقفت خطة لتزويد الأفران في‮ ‬إدلب بالطحين مجانا‮‬،‮ ‬بعد اصرار‮ “‬حكومة الإنقاذ‮” ‬على توزيعه على الأفران التابعة لها حصرا‮.‬
ويوضح‮ “‬بات نشاطنا كمنظمة متواضعا جدا بعد ما حصل معنا‮”.‬
وتحاول‮ “‬حكومة الإنقاذ‮” ‬أن تحظى الهيئات المنبثقة عنها أو المرتبطة بها بعقود ومناقصات مع المنظمات الدولية،‮ ‬رغم محاولات الأخيرة التخلص منها عند فض العروض،‮ ‬على حد قوله‮. ‬ويضيف‮ “‬يريدون حصة من أي‮ ‬مشروع‮ ‬ينفذ‮”.‬
ورغم أنه لم‮ ‬يطرأ أي‮ ‬انخفاض كبير على تقديم المساعدات الإنسانية،‮ ‬إلا أن قلق الجهات المانحة أدى إلى خفض التمويل الذي‮ ‬تستفيد منه بعض المرافق لا سيما الطبية‮.‬
ويوضح مدير منظمة الإغاثة الإسلامية في‮ ‬سوريا أحمد محمود لفرانس برس‮ “‬حتى الآن،‮ ‬اضطرت خمس مستشفيات رئيسية إلى الإغلاق بشكل كامل،‮ ‬وسبعة مرافق طبية أخرى،‮ ‬بينها مستشفيات خاصة بطب الأطفال والتوليد،‮ ‬إلى تقليص عملياتها بشدة جراء خفض التمويل‮”.‬
ويعدد أسبابا عدة قد تبرر خفض التمويل،‮ ‬لكنه‮ ‬يقر بأنه‮ “‬قد‮ ‬يكون لدى بعض المانحين مخاوف بشأن تحولات السيطرة في‮ ‬شمال‮ ‬غرب سوريا،‮ ‬ما أثر على قرارات التمويل‮”.‬
ويشير إلى أنه‮ “‬مع إقفال المرافق أبوابها واحدا تلو الآخر،‮ ‬يزداد الضغط على تلك المتبقية‮” ‬قيد الخدمة‮. ‬ولم‮ ‬يسلم عدد منها من جولات القصف الأخيرة‮.‬
في‮ ‬المقابل،‮ ‬ترفض‮ “‬حكومة الإنقاذ‮” ‬على لسان أحد المسؤولين فيها الاتهامات الموجهة إليها بعرقلة إيصال المساعدات وتوزيعها‮.‬
ويقول المسؤول عن التنسيق الميداني‮ ‬بين عمل المنظمات الدولية وتلك المحلية،‮ ‬ويعرف عن نفسه باسم الدكتور جهاد لفرانس برس‮ “‬نسعى إلى تنظيم العمل الإغاثي‮” ‬و”تسهيل عمل المنظمات‮”.‬
ويضيف‮ “‬كلما تشاركنا المسؤولية والقرار وكلما نسقنا عملنا،‮ ‬تكون النتيجة أفضل‮”.‬
نزح نحو‮ ‬140‮ ‬ألف شخص منذ شهر‮ ‬فبراير في‮ ‬محافظة إدلب ومحيطها بالتزامن مع بدء قوات النظام السوري‮ ‬وحليفتها روسيا تصعيدهما في‮ ‬المنطقة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة فصائل جهادية،‮ ‬وفق ما أفاد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية‮.‬
وقال ديفيد سوانسون لوكالة فرانس برس‮ “‬منذ‮ ‬فبراير،‮ ‬نزح أكثر من‮ ‬138,‬500‮ ‬إمرأة وطفل ورجل من شمال حماة وجنوب إدلب‮”‬،‮ ‬مشيرا إلى أن بين هؤلاء‮ ‬32500‮ ‬شخص فروا بين الأول والثامن والعشرين من‮ ‬أبريل‮.‬
وانتقل النازحون إلى مناطق أخرى أكثر أمنا في‮ ‬محافظة إدلب وكل من حماة وحلب المجاورتين‮.‬
وشاهد مصور لفرانس برس الثلاثاء أشخاصا‮ ‬ينزحون من المنطقة على متن شاحنات محملة بالحاجيات‮.‬
وتسيطر فصائل جهادية وإسلامية،‮ ‬على رأسها هيئة تحرير الشام‮ (‬جبهة النصرة سابقا‮)‬،‮ ‬على محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حلب‮ (‬شمال‮) ‬وحماة‮ (‬وسط‮) ‬واللاذقية‮(‬غرب‮)‬،‮ ‬وهي‮ ‬منطقة‮ ‬يشملها اتفاق توصلت إليه موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة في‮ ‬أيلول/سبتمبر‮. ‬وينص على إقامة‮ “‬منطقة منزوعة السلاح‮” ‬بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل‮.‬
ولم‮ ‬يتم استكمال تنفيذ الاتفاق بعد‮. ‬وتتهم دمشق أنقرة ب “التلكؤ‮” ‬في‮ ‬تطبيقه‮.‬
وجنب الاتفاق إدلب،‮ ‬التي‮ ‬تؤوي‮ ‬وأجزاء من المحافظات المجاورة نحو ثلاثة ملايين نسمة،‮ ‬حملة عسكرية واسعة لطالما لوحت دمشق بشنها‮. ‬إلا أن قوات النظام صعدت منذ شباط/فبراير وتيرة قصفها للمنطقة وخصوصا جنوب إدلب والمناطق المحاذية قبل أن تنضم الطائرات الروسية لها لاحقا‮.‬
وأسفر التصعيد عن مقتل أكثر من‮ ‬200‮ ‬مدني،‮ ‬وفق الأمم المتحدة التي‮ ‬أشارت أيضا إلى أن القصف استهدف الأسبوع الحالي‮ ‬مدارس ومستشفيات‮.‬
وأعرب سوانسون عن‮ “‬قلق الأمم المتحدة البالغ‮ ‬تجاه التصعيد‮”.‬
ونتيجة القصف الذي‮ ‬طال إحدى مدارسها،‮ ‬نزح‮ ‬غالبية سكان قرية القصابية في‮ ‬جنوب إدلب إلى مناطق أكثر أمنا‮ .‬
وفي‮ ‬القصابية،‮ ‬شاهد مصور لفرانس برس الثلاثاء المدرسة وقد تدمر جزء من جدار إحدى‮ ‬غرفها‮.‬
وفي‮ ‬ريف إدلب الجنوبي،‮ ‬حيث تقع القصابية،‮ ‬شاهد مصور متعاون مع وكالة فرانس برس الأربعاء الدخان الأسود‮ ‬يتصاعد عند أطراف إحدى القرى بعد استهدافها من قبل الطائرات الحربية،‮ ‬فيما كان‮ ‬يصرخ أحد الأشخاص‮ “‬انتبهوا من الراجمة‮”.‬
ودعت الولايات المتحدة الثلاثاء روسيا إلى احترام التزاماتها وإنهاء‮ “‬التصعيد‮” ‬في‮ ‬منطقة ادلب‮.‬
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان اورتاغوس‮ “‬ندعو جميع الأطراف وبينهم روسيا والنظام السوري‮ ‬إلى احترام التزاماتهم بتجنب شن هجمات عسكرية واسعة والعودة إلى خفض تصعيد العنف في‮ ‬المنطقة.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.