لم يتوقف أرباب ومستغلو المقاهي والمحلات التجارية بالسوق المغطاة (المارشي) وزنقة ديور الشيوخ بخنيفرة، عن إثارة انتباه الجهات المسؤولة لفضيحة «النقطة البيئية السوداء» التي لم تعثر لمشكلتها على أي حل، وقد أضحت كابوسا حقيقيا لما تثيره روائحها وعفونتها من اشمئزاز في النفوس والأنوف، بالأحرى الحديث عن جمالية البيئة والموقع، وعن بوابة «مارشي» للخضر واللحوم والأسماك، إذ أن كل النداءات باءت بالفشل «جراء سياسة الاستخفاف الممنهجة إزاء علاج هذه المهزلة». ومنذ أشهر طويلة لم يعثر المارة عبر هذا الموقع المعروف باكتظاظه اليومي ونشاطه التجاري، على أدنى تفسير لمعنى تقاعس الجهات المسؤولة عن احتواء مهزلة النفايات التي تتراكم يوميا، وأيام السبت والأحد والمناسبات، وما تبعثه من الروائح الكريهة، والمنتشرة بين مدخلي السوق المغطاة (المارشي) من الجهة الشرقية، والتي تزداد بشاعة بسبب ما يلقى فيها من بقايا الخضر واللحوم وغيرها. وسبق للجهات المسؤولة أن اكتفت بوضع حاوية بعين المكان، ما زاد من قذارة الروائح المزكمة للأنوف بصورة مزعجة، حتى أن جميع زبناء المحلات والمقاهي المجاورة، وكل مستعملي هذا المعبر، يصعب عليهم العبور دون استعمال أكفهم أو مناديلهم على أنوفهم من شدة «الخنز» الذي يسود فضاء المكان، إذ من غير المقبول وجود هذه «النقطة السوداء» بمحيط أو مدخل سوق للخضر واللحوم والأسماك، وما يشكله «عصيرها» من تهديد للبيئة وصحة المستهلك، سيما في لحظات توقف «شاحنة اللحوم» بها لإفراغ حمولتها ! وعلى الرغم من كل الشكاوى المقدمة إلى السلطات المحلية والإقليمية والمنتخبة، من أجل التدخل لتطويق هذه الحالة، وتوعية المحيطين و»الفاعلين» بالمشكل، لم يتوقف المتضررون وأصحاب المحلات التجارية، ومقاهي الأكلات، بزنقة ديور الشيوخ، والسوق المغطاة ذاتها، عن التعبير عن استيائهم ، علما بأن جل تجار ومهنيي السوق المغطاة وأصحاب المحلات المجاورة والباعة المتجولين لا يجدون مكانا يلقون فيه فضلاتهم غير هذا المكان. وكانت «الاتحاد الاشتراكي» قد نشرت عريضة احتجاجية يطالب فيها أصحابها مختلف الجهات المسؤولة ب «التدخل العاجل لأجل وضع حد لمعاناتهم مع الروائح النتنة التي تنبعث وبشكل يومي من موقع الأزبال»، والتفكير جديا في حلول أكثر نجاعة حيال هذه «النقطة السوداء» وما تجلبه من كلاب ضالة وذباب وبعوض وجراثيم.