بعد نفاذ صبرهم، اضطر العشرات من أرباب ومستغلي المحلات التجارية بالسوق المغطاة (المارشي)، ومعبر ديور الشيوخ بخنيفرة، إلى إعلاء صوتهم الاحتجاجي بغاية إثارة انتباه الجهات المسؤولة لفضيحة «نقطة بيئية سوداء» أضحت كابوسا حقيقيا لما تثيره روائحها من اشمئزاز في النفوس والأنوف، بالأحرى جمالية البيئة والموقع، حيث باءت كل النداءات بالفشل جراء سياسة الاستخفاف الممنهجة إزاء علاج هذا المشكل. ويشار إلى أنه منذ عدة أشهر لم يعثر المارة عبر زنقة ديور الشيوخ، المعروف باكتظاظه اليومي ونشاطه التجاري، على أدنى تفسير لمعنى استخفاف الجهات المسؤولة بمهزلة الروائح الكريهة التي تنبعث من «عصير الأزبال»، والمنتشرة بين مدخلي السوق المغطاة (المارشي) من الجهة الشرقية، هذه التي تزداد تلوثا بسبب ما يلقى فيها من أوساخ و فضلات، وقد اكتفت الجهات المسؤولة بوضع حاوية بعين المكان ما زاد من قذارة الروائح المزكمة للأنوف بصورة مزعجة، حتى أن جميع زبناء المحلات والمقاهي المجاورة، وكل مستعملي هذا المعبر، يصعب عليهم العبور دون استعمال أكفهم أو مرافقهم أو مناديلهم على أنوفهم من شدة «الخنز» الذي يسود فضاء المكان، ونادرا ما يمر المواطن من هذا المكان دون أن يسب ويلعن، ومن غير المقبول وجود هذه «النقطة السوداء» بمحيط أو مدخل سوق للخضر واللحوم والأسماك، ما قد يشكل تهديدا للبيئة وصحة المستهلك. وعلى الرغم من كل الشكاوى المقدمة إلى السلطات المحلية والإقليمية والمنتخبة من أجل التدخل لرفع هذه الحالة عنهم، فلم يتوقف العديد من المتضررين وأصحاب المحلات التجارية، ومقاهي الأكلات، بزنقة ديور الشيوخ عن التعبير عن انزعاجهم واستيائهم الشديد، علما ان حرارة الصيف لا تضيف للنقطة السوداء المذكورة غير المزيد من الروائح القذرة، سيما أن جل تجار ومهنيي السوق المغطاة وأصحاب المحلات المجاورة والباعة المتجولين لا يجدون مكانا يلقون فيه فضلاتهم غير هذا المكان. وفي هذا الإطار حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على عريضة احتجاجية يطالب فيها أصحابها من مختلف الجهات المسؤولة «التدخل العاجل لأجل وضع حد لمعاناتهم مع الروائح النتنة التي تنبعث وبشكل يومي من موقع الأزبال»، ومن الحاوية التي اختار المسؤولون وضعها بهذا الموقع عوض التفكير في حلول أكثر نجاعة، حيث انعكس الوضع سلبا على النشاط التجاري لأصحاب المحلات والمقاهي المجاورة بفعل تذمر الزبناء مما تفرزه النقطة السوداء من روائح كريهة، وما تجلبه من كلاب ضالة وذباب وبعوض وصراصير وجراثيم، في وقت تشهد فيه المدينة برنامجا للتأهيل ويعرف فيه السوق المغطاة إصلاحات جارية.