نجحت ثانوية ابن زهر التأهيلية خلال الموسم الدراسي الجاري، في استقطاب مكونات محيطها من أجل رد الاعتبار للحياة المدرسية ، والمصالحة معها بعد «التعثر الاجباري» الذي كان قد أصاب مفاصلها خلال الموسم الدراسي الفارط ، وتباينت قراءته بين مختلف الفاعلين الذين هم في علاقة تماس بالمدرسة العمومية . فبعد الحملة التحسيسية حول المحافظة على البيئة المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للأرض ( 30مارس)، التي انخرط في ورشاتها الفنية والابداعية والتكوينية ، تلاميذ المؤسسة التعليمية وأطر تربوية وادارية ، كانت «شرايين» الثانوية التأهيلية يوم الجمعة 3 ماي الجاري على موعد أخر حصلت فيه على حقنة جديدة من حقن إنعاش الحياة المدرسية . «الجرعة» الجديدة التي أطرها عنوان « قدر ذاتك «، حدد الفريق التربوي الساهر على تنزيلها بأن يكون محورها مجابهة «آفة التدخين والتعاطي للمخدرات بالوسط المدرسي «….آفة تخترق الجغرافيا ولا تعترف بالحدود بين الدول وداخل نفس الوطن ….كارثة تنطوي على آثار سلبية مدمرة للإنسان وكيانه ومن بين أخطر الانتهاكات الواقعة على حقوق الانسان الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية …. ولأن الوسط المدرسي في مفهومه الواسع ليس جزيرة معزولة عن ما يعتمل في بطن المجتمع ، وأن «ساكنته» التي تعد بالملايين سهلة الاختراق من طرف شبكات الاتجار والترويج للمخدرات بكل أنواعها ، فقد تفاعل أكثر من متدخل مع الحملة التحسيسية والتواصلية وساهم في أشغال جلستها الافتتاحية التي احتضنها فضاء الثانوية . ساهم في الجلسة الافتتاحية وتدخل في محور اللقاء وعالجه كل من موقعه ، ومجال اختصاصاته واهتماماته ، بالإضافة إلى رئيسة المؤسسة ، وتلميذة باسم زميلاتها وزملائها ، كل من المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية ، ونائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بوزان، بصفته رئيسا لخلية التكفل بالأطفال والنساء ضحايا العنف ، والمديرة الإقليمية للشباب والرياضة ، وممثل المنطقة الإقليمية للأمن الوطني ، ونائب رئيس مجلس جماعة وزان ، وممثل المجلس الاقليمي ، والمساعدة الاجتماعية لدى النيابة العامة ، والفاعل الحقوقي محمد حمضي . وقد تقاطعت مختلف المساهمات التي جاءت معززة بالأرقام ( 5 موقوفين في اليوم يتعاطون للمخدرات بوزان) مع خلاصة خبير دولي قال فيها « إن المدمن على المخدرات هو قتيل بين الأحياء ، لكن روحه لاتزال متعلقة بجسده تتنازعه البقاء ، هو شبح هزيل ، نحيل ، شبه مشلول ، فقد صحته وانحدرت نفسه « . انتهى الكلام …. الفاعل العمومي والمدني المشارك في أشغال جلسة إعطاء انطلاقة الحملة التحسيسية والتواصلية لمواجهة آفة التدخين والتعاطي للمخدرات بالوسط المدرسي ، خلص إلى أن التغلب على مخاطر الآفة و»لي عنقها» ، وحماية الناشئة من آثارها المدمرة لأجسامهم وعقولها ونفسياتهم ، يمر عبر الانتصار لمقاربة حماية حقوق الانسان في شقيها الوقائي والعلاجي ، وتجفيف محيط المؤسسات التعليمية من صناع الجريمة المذكورة وتفعيل الحياة المدرسية … يذكر بأن حملة مناهضة التدخين والتعاطي للمخدرات بالوسط المدرسي تدخل ضمن مشاريع المؤسسة المندمجة في إطار برنامج التعاون بين الحكومة المغربية ومؤسسة تحدي الألفية الأمريكية. وتتضمن الحملة ، التي تستمر فعالياتها إلى غاية 10 ماي الجاري ، تنظيم عروض ومناظرات في فن الخطابة حول الإدمان ، ومسابقة في الرسم ، إضافة إلى تعبئة التلاميذ من أجل ملء استمارات في صلة بالموضوع .