يبدو أن المدرب خوسيه روماو قد وجد التوليفة المناسبة لمجاراة الإيقاع، ويتضح من خلال العطاءات والنتائج خلال المباريات الثلاث الأخيرة أن فريق الرجاء البيضاوي يسير نحو الإيجاب، وأنه استعاد توازنه بما يضمن له مقارعة المتنافسين على لقب الدوري، ولعل ثلاثة انتصارات متوالية مؤشر على صحوة جديدة للعناصر الرجاوية، وانطلاقة قوية لهذا الفريق الذي يملك مساحة كبيرة في قلوب جماهير غفيرة. الفوز على شباب الحسيمة برباعية، تناوب على تسجيلها كل من الحافيظي في مناسبتين ،الدقيقة 10 و 50، ثم عقال ،الدقيقة 22، وبامعمر ،الدقيقة 80،، فيما سجل للزوار عبد الكريم بنهدية ،الدقيقة 41،، هذا الفوز العريض وبطريقة مستحسنة عنوان قدوم جديد لفريق لم يعمر طويلا داخل قوقعة الفراغ التي أفقدته توازنه، وقزمت صورته، لكن سرعان ما تدارك الرجاويون الموقف وعادوا إلى سكتهم الصحيحة. صحيح أن فريق الرجاء أشر على ثلاثة انتصارات متتالية قفزت به نحو طابور المقدمة، وكان آخرها أمام شباب الحسيمة، الفريق الذي خاض المباراة محروماً من خدمات المباركي وأومغار، وهو غياب سهل مأمورية الفريق الأخضر في صنع فوز عريض، وبطريقة استحسنها جمهور الرجاء، ما يعني بأن الاكتساح الرجاوي كان مستحقاً، وأن المدرب روماو وجد التشكيل الرسمي القادر على صنع رهانات الانتصارات، وهو ما يطرح السؤال عريضاً حول ماهية الدخول في سوق الانتدابات بالميركاتو الشتوي، ومن سيكون المستفيد من التعاقدات الجديدة؟ المدرب مصطفى مديح اعترف بقوة الرجاء، وأكد في تصريح له خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة »فريق الرجاء لم يسرق الانتصار، بل حقق ما كان يستحقه، وأعتقد أن الفريق الذي يؤازره مثل هذا الجمهور مطالب بأن يقدم منتوجاً كروياً راقياً، ويفوز بحصص عريضة«. ولم يفت الإطار الوطني الكفء مصطفى مديح التأكيد بأن فريقه نهج أسلوباً مفتوحاً لأجل تحقيق الفوز أو حصد الهزيمة، وعزا مدرب شباب الحسيمة الهزيمة إلى الخطأ الذي ارتكبه اللاعب السينغالي ديوب، والذي منح فريق الرجاء الهدف الثالث الذي بعثر كل أوراقه، ودفع بالفريق الزائر إلى حصد هزيمة قاسية. من جانبه، شكر المدرب خوسيه روماو، الذي حضر الندوة وملامح الفرحة تعلو محياه، جميع لاعبي الرجاء على المجهودات التي بذلوها لأجل صنع رهان الفوز، مؤكداً بأن الفوز خلال المباريات الثلاث الأخيرة مؤشر على أن الرجاء يسير على سكة التنافس على لقب الدوري الاحترافي. الفوز الجديد للرجاء سيمنح لاعبيه شحنة موجبة لمناقشة المباريات المتبقية بمعنويات عالية، سيما وأن الطموح الرجاوي هو التنافس على اللقب، انسجاماً مع تطلعات الجماهير التي لا تدخر جهداً في تقديم الدعم والمؤازرة حتى في الظروف الصعبة.