أسدل الستار، مساء يوم الثلاثاء 9 أبريل 2019،على فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي"إسني ن ورغ" للفيلم الأمازيغي المنظم بأكادير، ما بين 5 و9 أبريل 2019، من طرف جمعية "إسني ن ورغ" وشركائها المتعددين، بتوزيع الجوائز على الأفلام الفائزة في المسابقة الرسمية التي بصمت هذه السنة على مشاركة 26 فيلما قصيرا وطويلا ووثائقيا من المغرب والجزائر وفرنسا وهولندا وبلجيكا والجزرالكناري. وفاز الفيلم الطويل "الإسلام في زمن طفولتي" لمخرجته «نادية زواوي» بالجائزة الكبرى للمهرجان، فيما عادت جائزة الفيلم القصير التي تحمل إسم المستثمر السوسي الراحل في قطاع السينما "يحيى إدر»للشريط « تربات ن واضو "لمخرجته "لطيفة أحرار»، بينما كانت جائزة لجنة التحكيم من نصيب الشريط "تين أبريل" لمخرجه «نادر دندون». وتمكن الممثل عبد الواحد الزواكي من الفوز بجائزة أحسن دور رجالي عن دوره في فيلم "مسوخ" لمخرجه محمد فوزي، في حين فازت الممثلة "تاسعديت ماندي" بجائزة أحسن دور نسائي عن دورها في فيلم "باريسالبيضاء"، بينما تقاسم جائزة أحسن سيناريو، مناصفة كل من شريط "مسوخ" لمخرجه محمد فوزي، وشريط "الإسلام في زمن طفولتي" لمخرجته نادية زواوي. هذا، وتميز حفل الإختتام لفعاليات الدورة الثانية عشرة لهذا المهرجان الدولي التي بصم على مشاركة مكثفة للوفد الجزائري من مختلف المناطق الأمازيغية، بحوالي 21 شخصا، بتكريم عدة وجوه مسرحية وسينمائية مثل تكريم الفنان والمخرج السينمائي الجزائري"يوسف كَوسيم" الذي سقط شهيد حريق يوم 7 يناير2019، أمام مقر قناة «تزاير تيفي" بالجزائر العاصمة حيث توفي لاحقا متأثرا بحروقه البليغة. ويعد المحتفى به من أهم رواد السينما الجزائرية حيث أخرج عدة أفلام مشهورة من بينها" شمس زيرا، حج إلى أعالي الجبل،تاريخ الهجرة…" وفي السياق ذاته، كرم المهرجان الممثل والكاتب والمخرج المسرحي المغربي السوسي"فارس سرور" الذي ارتبط اسمه بالمسرح منذ أواسط السبعينات حيث اشتغل لعدة سنوات على الركح بدور الشباب بإنزكان وبجمعية كوميديانا المشهورة بسوس. وقد مكنه حضوره القوي في التمثيل من الفوز بأحسن ممثل في مهرجان مسرح الهواة سنة 1979 عن مسرحية "أرواح في الخندق «لينتقل بعدها إلى مجالي الكتابة والإخراج المسرحيين حيث قام بإخراج عدة أعمال مسرحية بالأمازيغية والعربية من أبرزها: «تيتريت، تيلا لايين، أمودو، إيزوران، حمو نامير،عطيل غوكادير، وتزرزيت إيزران..". كما كرم المهرجان أيضا في حفل الإفتتاح الفنانة والممثلة المشهورة في السينما الأمازيغية»فاطمة بيكركار»ذات الأصول الحاحية باعتبارها نارا على علم الفن السينمائي الأمازيغي لمدة تزيد عن عقدين من الزمن.حيث ولجت هذا الفن سنة 1993 من باب"تنظامت»مع الرايس العربي أتنان الذي سيوقع معها أولى نجاحها الذي سيمكنها من ولوج عالم السينما بإيعازمن الفنان محمد أباعمران»بوتفوناست»لتبصم هذه الممثلة بعد ذلك على مشاركة مكثفة في الأفلام السينمائية الأمازيغية التي لقيت شهرة فائقة. هذا، وبالموازاة مع عرض عدة أشرطة سينمائية أمازيغية مختلفة في الأصناف الثلاثة المذكورة أعلاه، برمج المهرجان دورات تكوينية ذات طابع فكري وعلمي من أهمها اللقاء الثقافي الباذخ مع أيقونة الكتابة الإبداعية المختلفة التلفزية والسينمائية مع الكاتبة فاطمة بوبكدي. وتقديم كتاب الراحل"محمد مونيب" المعروف بعنوانه المثير للجدل "تهرب العدالة من دعوى مرفوعة ضد إدماج أكذوبة «الظهير البربري "في مقرردراسي" واللقاء المتميز مع المندوب الجهوي للمكتب المغربي لحقوق المؤلفين بجهة سوس ماسة الأستاذ "علي أمقدوف". حيث تطرق إلى التطور التشريعي الذي عرفه المغرب في مجال الملكية الفكرية لتعزيز حقوق المؤلف المادية والمعنوية، وظهور الحقوق المجاورة فيما بعد لحماية حقوق فناني الأداء في الوسائط السمعية البصرية:التلفزيون والسينما. وختم مداخلته القيمة بالحديث عن النسخة الخاصة وانفتاح المكتب على أصناف جديدة من الحقوق تصب كلها في إطار تعبئة الإبداع للثروة الثقافية ببلادنا والمساهمة في الحفاظ على الهوية المغربية والذاكرة الوطنية. وللتذكير فمهرجان "إسني ن ورغ"للفيلم الدولي الأمازيغي،تنظمه كل سنة منذ تأسيسه سنة 2006 بحديقة أولهاو بأكَادير،جمعية "إسني ن ورغ"بمعية شركائها الدائمين"المجلس البلدي لأكادير،والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومجلس جهة سوس ماسة والمركز السينمائي المغربي.